تراجع سعر الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، مشكلة كبيرة، تدق أبواب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لم تتجاوز مدة ولايته الجديدة أكثر من شهرين، "أردوغان" وجدًا نفسه وحيدًا أمام ما سماه "الحرب الأمريكية" على بلاده، ما دفعه إلى دعوة شعبه إلى الكفاح الوطني لإعادة إقتصاد "أنقرة" إلى مكانته السابقة.
ومع تفاقم أزمة الليرة التركية وتراجع أسعارها أمام الدولار، خرجت تصريحات جديدة على لسان "أردوغان"، كشفت معاها ستار ما يحدث في الغرف المغلقة، حيث أعلن صريحًا أن بلاده تبحث عن حلفاء جدد، أو كما يمكن أن نطلق عليه أصدقاء آخرين، بعدما وقف أمامه خصوم عدة، وتخلى عنه المقربين. في الواقع تصريحات "أردوغان" كشفت مدى تراجع العلاقات القوية بين تركيا وأصدقائها، لعل أخرها مع الولايات المتحدة الأمريكية والتى كانت سببًا كبيرًا في تفاقم أزمة الليرة الأخيرة، وتراجع سعرها أقل من النصف أمام الدولار.
خسارة صداقة الأمريكان لم يكن هو المشكلة الوحيدة التى تواجه "أنقرة"، بعد أن تسببت تدخلات تركيا في الشؤن الداخلية للدول العربية في كسب كراهية العديد من الدول العربية، لكن ذلك لم يمنعها من مواصلة مسيرتها في كسب عداء العرب، حيث تعاونت بشكل أكبر مع قطر، التى تعد الدولة الغير مرغوب فيها من قبل العديد من الدولة العربية أيضًا، ما زاد الموقف العدائي بين أردوغان والعرب، بسبب سياسته.
خسائر تركيا لجيرانها وحلفائها لم يتوقف عند هذا الحد، فربما كان للوالي العثماني "أردوغان" منظور آخر لم يراه سواه، فالملك الجالس على عرش تركيا، لم يدرك أن خصومه بدأوا يزداون واحدًا تلو الآخر، فأخد قراره بالتدخل العسكري في سوريا، لكن قراره لم يكن صوبًا، ونزفت ميزانية تركيا كثيرًا بسبب هذه العملية العسكرية، كما فتحت بداب عداء جديد تطل منه على جارتها سوريا.
عندما تتعمق في العلاقات بين تركيا والدول الأخرى، يأخذك ذهنك سريعًا إلى الخلاف الذي نشأ منذ عام تقريبًا بين أنقرة وروسيا، بسبب إسقاط منظومة الدفاع التركية، لطائرة حربية روسية، عقب قيام الأخيرة بإختراق المجال الجوي التركي على حد تصريح السلطات التركية آن ذاك، لكن القرار قوبل بالغضب العارم في موسكو، وأعلن حينها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أن بلاده لن تهدأ قبل الرد على هذا التصرف التركي، ما دفع "أردوغان" إلى الإعتذار فيما بعد، لكن الإعتذار لم يعيد الأوضاع إلى طبيعتها بين البلدين، ليخسر أردوغان وحكومته صداقة الروس.
مع هذه الخسائر المتتالية في العلاقات الخارجية بين تركيا والدول الآخرى، أصبحت أنقرة على وشك أن تنل لقب الدولة الوحيدة، أو دولة بدون صديق.