قناطر الطليحات أو ما يطلق عليها أيضا "هاويس الطليحات" والتي توجد بمدخل قرية الطليحات التابعة لمركز جهينة غرب سوهاج، تاريخ لا يمكن أن يترك تحت الانقاض، والتي قام مجلس المدينة ومجلس قروى الطليحات وبعض الأهالى بردمها تحت الأنقاض بالقمامة ومخلفات المنازل.
تحمل قناطر الطليحات، على ترعة السوهاجية، طابع معماري فريد وذو قيمة تاريخية حضارية يرجع عهدها إلى عصر الخديوي إسماعيل، النصف الثاني من القرن التاسع عشر، تتكون من 16 بوابة قناطر أمامية بطول 80 مترا وارتفاع 8 أمتار.
قال محمد أحد سكان المنطقة والبالغ من العمر 52 عاما، إنه كانت تلك القناطر تعمل وكان يلهو بها وهو صغيرا وكان يستخدمها الأهالي فى الانتقال من الناحية الشرقية إلى الغربية والعكس، وكانت تأتى المياه فيها من الجنوب ناحية أسوان وتتجه ناحية الشمال.
وأضاف أنه يحدها من الغرب نقطة شرطة الطليحات ومن الشرق معهد الطليحات الإعدادي الأزهري ومن الناحية البحرية باقي ترعة السوهاجية وبها رشح من باطن الأرض ومخلفات، ومن الناحية القبلية طريق وباقي ملك الري وأن المياه انقطعت عنها فى عام 1990 تقريبا.
جدير بالذكر أنه سبق وقال الدكتور ضياء زهران مدير التوثيق الأثري بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية، إنه تم تشكيل لجنة من قبل الدكتور محمد عبد اللطيف رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية لمعاينة ثلاث مباني أثرية قبل البدء في تسجيلها بسوهاج وكان من بينها قناطر الطليحات.
وأضاف أحد أهالي المنطقة أنه "يجب ترميم هذه القناطر لأنها تاريخ وأثر عظيم، وهي الآن مردومة وبها ثعابين وحشرات ويخرج من باطنها المرض للمنطقة المحيطة والروائح الكريهة".
وأوضح الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، أنه تم معاينة قناطر الطليحات بنطاق مركز جهينة، وأنها بحالة إنشائية سليمة مع وجود بعض التلفيات في الدعامات الناتجة عن إزالة البوابات الحديدية التي يمكن معالجتها وترميمها، طبقا لتقرير اللجنة التي تم تشكيلها من هيئة الآثار، ومديرية الري، وإدارة المتابعة الميدانية والتفتيش المالي والإداري بديوان المحافظة، والوحدة المحلية لمركز ومدينة جهينة، لمعاينة حالة القناطر.
ووجه "عبد المنعم"، بسرعة إزالة الردم على الأجزاء المغمورة واستكشافها مرة أخرى بالتنسيق بين الوحدة المحلية وتفتيش ري طهطا، وإزالة كافة التعديات والمخالفات من هذه المنطقة ذات الطابع التاريخي المميز، مؤكدا ضرورة الحفاظ على هذه القناطر كقيمة تراثية وقومية للمحافظة، ومخاطبة وزارة الآثار لضمها للهيئة وسرعة ترميمها.
وأكد إسلام أحد أهالي المنطقة أنه يوجد مستندات صادرة عن قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بسوهاج، وأن اللجنة المشكلة بمعرفة رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية تضمنت تسجيل قناطر الطليحات فى تعداد الآثار الإسلامية لما تحويه من أهمية تاريخية ومعمارية وهندسية متميزة، وأوصت اللجنة بالتنبيه على الوحدة المحلية لمجلس قروى الطليحات باتخاذ اللازم للحفاظ على هذه المنطقة، إلا أن الوحدة المحلية تجاهلت ذلك.