حالة من التوتر، تعيشها تركيا في الوقت الراهن، عقب انخفاض سعر الليرة التركية، أمام الدولار الأمريكي بأكثر من النصف، "أردوغان" العثماني صاحب التصريحات العنترية، لم يجد مفرًا لإنهيار الإقتصاد التركي على مرأى ومسمع من العالم أجمع سوى التعلل بوجود مخطط أجنبي لضرب إقتصاد بلاده في مقتل، فخرج بتصريح مُفاجئ تضمن وجود حرب اقتصادية، مع وجود موجات من الاضطراب المالي المُصطنع.
الغريب أن الوالي العثماني ذو التصريحات القوية كما يلقبه أنصاره، بدأ سريعًا في التراجع عن أقاويله بأن تركيا تسطيع وحدها مواجهة هذه الأزمة، وبدأ على الفور في البحث عن حلفاء يمكنهم انقاذه، فبدأ يلمح بسعى تركيا للحبث عن أصدقاء جدد، ليؤكد للعلن تراجع علاقة اسطنبول بحلفائها الحاليين.
أمام هذا التصريح العثماني، سارعت الدوحة في مد يد المساعدة، حتى لا تخسر هي الأخرى درع مهمًا في قضاياها سواء مع العرب أو الخارج، وأعلنت الخارجية القطرية عن زيارة مفاجئة إلى اسنطبول، يلتقى خلالها تميم بن حمد آل ثاني، برجب طيب أردوغان، لبحث العلاقات بين البلدين، وبحث السبل المطروحة لوقوف قطر بجانب الأتراك في أزمة تراجع سعر الليرة.
من جانبها خرجت الرئاسة التركية هي الأخرى، مُعلنة في بيان نشرته على موقعها الرسمي نص على: "سيقوم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بزيارة عمل إلى تركيا".
وأضاف البيان: "سيلتقي الرئيس التركي بالأمير تميم بن حمد، في إطار زيارته إلى تركيا، وسيبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين بكل أبعادها، وسيتبادل كل من أردوغان وتميم، الآراء في القضايا الأخرى الموجودة على جدول الأعمال".
يبدو أن الأتراك أردوا أن يبعثوا برسائل عدة إلى أمريكا وحلفائها، لذلك لم تتوقف الزيارة القطرية على حد بيان الرئاسة التركية فحسب، حيث علق المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، على زيارة أمير قطر، قائلًا: إنها تظهر وقوف الدوحة إلى جانب بلاده، مشيرًا إلى أن تركيا لا ترغب في قطع العلاقات مع أمريكا، لكن من حق اسطنبول الرد على أي موقف سلبي ضدهم.
وتابع متحدث الرئاسة التركية: "ننتظر حل المشاكل العالقة بأسرع وقت ممكن، ولذلك يتوجب على الولايات المتحدة احترام عمل القضاء في تركيا، فالإقتصاد التركي جزء لا يتجزأ من الوطن".
وأمام هذه التصريحات، هل يتسبب دعم قطر للأزمة التركية في تراجع علاقة الدوحة بأمريكا؟، أم سيتراجع تميم سريعًا عن موقفه خوفًا من نيران ترامب؟.