لا يعرف العديد من الأشخاص أن فريضة الحج كانت موجودة منذ قرون طويلة تسبق ميلاد سيدنا محمد، فشرعت الديانة الحنيفية التي نزلت على سيدنا إبراهيم فريضة الحج، وتوارثها العرب جيلًا بعد جيل ولكنهم حرفوا في مناسكها بشكل كبير جدًا، ويأتي على رأس المناسك طوافهم في شوارع مكة وحول الكعبة عراة.
اقرأ أيضًا.. الحل الأمثل للوقاية من أشعة الشمس الحارقة والتحرك بحرية
ويعود السبب في سيرهم بهذا الشكل غير اللائق حول الكعبة إلى ما ترسخ في أذهانهم من معتقدات، وكان هذا الأمر ضمن طقس عرف بـ "إحرام الحلة"، فالشخص الذي يعتنق هذه الأفكار كان يريد أن يقبل على الآلهة وهو متجرد من كل شئ ويعود كما ولدته أمه ليتعبد إلى ربه دون أن يدنسه أي شئ من متاع الدنيا الفاني، ولذلك كان الحاج الذي يحرم على طريقة الحلة يتبرع بجميع ملابسه على أبواب مكة ويدخل إلى المدينة المقدسة كما ولدته أمه، وكان الرجال يمشون بجانب النساء بهذا المنظر المشين.
ومن القبائل التي تؤدي "إحرام الحلة"، تميم بن مرّ، ويربوع، ومازن، وضبة، وحميد، وظاعنة، والغوث بن مرّ، وقيس بن عيلان، وعدوان، وعامر بن صعصعة، وربيعة بن نزار، وقضاعة، وأسد، وطيئ، وبارق، وغيرها.
وبالرغم من انتشار هذه العادة بين العرب إلا أن قبيلة قريش كانت تستنكرها، وجاء الإسلام ليقضي على هذه العادة التي تخدش حياء المارة عندما أنزل الله في كتابه الكريم "يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد"، للتنديد بأفعال العرب في الطواف حول الكعبة عرايا، وضرورة ارتداء الملابس والظهور بوقار عند ارتياد المساجد.