نعرف الكثير من تاريخ أجدادنا القدماء، من خلال الاكتشافات الأثرية التي تجرى في مصر والأقصر بشكل خاص التي تحتوي على ثلث آثار العالم، ولم تتوقف الاكتشافات التي توضح لنا طبيعة حياة المصريين القدماء على المعابد والمقابر، بل تم اكتشاف أطعمة عدة كان يتناولها المصري القديم، على غرار "قالب الجبن" الذي تم اكتشافه في مقبرة بسقارة ويرجع تاريخه إلى 3200 عام، كل هذه الاكتشافات جعلت الأقصر في المرتبة الأولى من بين محافظات مصر في عدد اكتشافات الأغذية التي عثر عليها.
ويؤكد الدكتور مصطفى الصغير، مدير عام آثار الكرنك وطريق الكباش، أن والده الدكتور محمد الصغير، رئيس قطاع الآثار المصرية الأسبق، كان قد اكتشف أقدم رغيف خبز عثر عليه في الأقصر، وذلك خلال حفائره التي أجراها في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي في منطقة أبو الجود، حين اكتشف حي كامل من أحياء مدينة طيبة القديمة، يخص بصفة رئيسية الفنانين والنحاتين خلال عصر الأسرتين الثامنة عشر والتاسعة عشر، أي منذ حوالي 3500 عام.
وأوضح "الصغير" لـ"أهل مصر" أنه تم اكتشاف عدد من الأفران الخاصة بصناعة الخبز الملحقة بمنازل الفنانين، وبجوارها عثر على بعض القوالب الخاصة بتشكيل الخبز، كما عثر على أرغفة خبز كاملة كان المصري القديم قد قام بإنضاجها. وتشبه هذه الأرغفة القديمة الخبز الشمسي الذي يستخدم في صعيد مصر حاليا.
ويقول صلاح الماسخ، مفتش آثار، إن الأقصر تذخر باكتشاف العديد من الأطعمة والفواكه من العصور الفرعونية، مشيرًا إلى العثور على فاكهة الدوم والنبق والبلح بمقبرة توت عن آمون حين اكتشافها، بالإضافة إلى العثور أيضًا على اللحم المقدد " لحم نصف شواء مملح ومجفف".
وأضاف "الماسخ" أنه سبق وتم اكتشاف أجرار من عسل النحل في إحدى المقابر الفرعونية بمدينة القرنة يرجع تاريخها للأسرة 19، إضافة إلى أن شراب الجعة "البوظة"، الذي يصنع من الشعير أو الخبز النصف سواء، كان يوجد في العديد من المقابر الفرعونية حين اكتشافها.
وأكد "الماسخ" أن الخبز وجد في الكثير من المقابر الفرعونية التي تم اكتشافها، لافتًا إلى وجود 12 نوعًا منه، حيث إنه كان يستخدم ضمن أساسيات الطعام كوقتنا الحالي.
وكان موقع "فان بيدج" الإيطالى، كشف عن أن باحثين من جامعة "كاتانيا" الإيطالية، عثروا على "أقدم قالب جبن في العالم" بكشف أحد مقابر سقارة، يرجع عمره إلى 3200 عام.