العميد محمد سمير المتحدث السابق للقوات المسلحة: خالد بن الوليد سبب التحاقي بالكلية الحربية.. نحتاج إلى روح "أكتوبر" بشدة في الفترة الحالية (حوار)

دول إقليمية تحاول تريد استمرار مصر في مواجهة الإرهاب وحدها

سيناء آمنة والحرب على الإرهاب في 2% فقط منها

يجب أن ينظر الشباب للتجارب الناجحة وألا يستسلم

أكد العميد محمد سمير، المتحدث العسكري السابق باسم القوات المسلحة المصرية، وعضو حزب الوفد، أن والده كان صاحب الفضل عليه، والسبب في التحاقه بالكلية الحربية.

وأضاف العميد محمد سمير، في حواره لـ"أهل مصر"، أن قراءته لقصة موت خالد بن الوليد، كانت السبب الرئيسي في تغيير وجهة نظره وقراره للالتحاق بالكلية الحربية والقوات المسلحة.

وقال "سمير"، إن ما تحتاجه مصر خلال الفترة الحالية، الاهتمام بالتعليم؛ لأن الدول المتقدمة لم تصل لمكانتها بشيء تخفيه عنا، بل باهتمامها بالنشء والتعليم، وعلينا أن نهتم بذلك حتى نلحق بهم، مضيفًا، أن القوات المسلحة تسيطر تمامًا على الأوضاع في سيناء، وتحقق كل يوم إنجازًا جديدًا، وإلى نص الحوار..

تظل حياة قادة القوات المسلحة أسرارًا، ونادرًا ما تسنح لنا الفرصة لمعرفة بعضها، دعني أسألك عن كيفية التحاقك بالكلية الحربية؟الفضل في المقام الأول يعود لوالدي، كان مغرمًا بالقراءة، وكانت لدينا مكتبة في المنزل، وخلال المرحلة الثانوية، اطلعت على كتاب لسيرة القائد العظيم خالد بن الوليد، وتوقفت أمام حدث وفاته وهو يناجي ربه، وهو على فراش الموت، "يارب لا مكان في جسدي إلا وبه طعنة رُمح أو دخلة سيف، ومع ذالك أموت على فراش كالبعير"، متمنيًا أن يموت في ميدان المعركة، هذه القصة كان لها أثر بالغ في حياتي خلال مرحلة الثانوية، ومن هنا جاء قراري للالتحاق بالقوات المسلحة.ما أهم مبدأ وضعته أمامك منذ التحاقك بالكلية الحربية حتى وقتنا هذا؟"لا يمتط المجد من لم يركب الخطر، ومن يتهيب صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر".. بيت الشعر هذا، هو المبدأ الذي أضعه أمام عيني منذ أصبحت طالبًا بالكلية الحربية، ومن هذا المبدأ تعلمت كيف أكون رجلًا في المواقف والتصرفات، وكنت حريصًا طوال مسيرتي في صفوف القوات المسلحة، على نقل هذا المبدأ لكل من أتعامل معه، كما كان لجيل نصر أكتوبر العظيم، أثر كبير في حياتي العلمية، تعلمت منهم الكثير واكتسبت منهم الكثير.

تظل حرب أكتوبر، علامة مضيئة في تاريخ مصر، وكان لروح الانتصار أثر كبير، ألا ترى أننا بحاجة لاستحضار روح أكتوبر الآن؟نحن في أمسّ الحاجة خلال الفترة الحالية، وفي ظل ما تشهده مصر من تحديات في الداخل والخارج، أن نستلهم من روح أكتوبر العظيم، دروسًا كثيرة، ونغرسها في النشء والأطفال والشباب، وما أحوجنا إلى هذه الروح، وإلى هذا النصر الذي شهد به العالم أجمع، وأثبت براعة وقدرة المقاتل المصري، الذي تحدى الظروف والصعّاب وفعل المستحيل.هل ترى أن حرب أكتوبر أخذت حقها بالكامل في التناول الإعلامي؟لم تأخذ حقها بالكامل، وهناك تقصير كبير في تناولها، خاصةً من الجانب الثقافي والتعليمي والإعلامي، وأتمنى أن نتدارك ما غفلنا عنه طوال العقود، لاسيما في ظل هذه الظروف الراهنة التي تشهدها مصر والمنطقة، وفي ظل حروب الجيل الرابع التي تتعرض لها المنطقة وفي القلب منها مصر، هذه الحروب التي تستهدف الهوية، وتحاول طمسها والقضاء عليها.منذ عام 2011 شهدت المنطقة أحداثًا جسّامًا، البعض وصفها بأنها ربيع عربي يحمل الخير للمنطقة وشعوبها، والبعض الآخر يراها بأنها خريف عربي يحمل الشر والدمار، فكيف تصف ما حدث؟لا يمكن أن نطلق عليها ربيعًا عربيًا، ونحن نرى ما حملته لدول المنطقة وشعوبها، وما آلت إليه الأوضاع في ليبيا واليمن وسوريا، من دمار وتفكك لجيوشها، ومن هنا لا يمكن أن نطلق عليه ربيعًا عربيًا، بل مخططًا لم تنجُ منه إلا مصر، بفضل تكاتف شعبها ويقظة القوات المسلحة والشرطة، وأدعو الله أن تعود الدول العربية كما كانت، وإن كنت أرى ذلك في المستقبل القريب أمر عزيز المُنال .

هل إعلان سيناء خالية من الإرهاب مسألة وقت ؟

القوات المسلحة، تحقق كل يوم إنجازات على أرض الواقع ستسجل بأحرف من نور، واستطاعت فرض سيطرتها، كاملة على جميع ربوع سيناء، وهناك نقطة غائبة تمامًا عن الإعلام، وهي أن الحرب التي تخوضها مصر في مواجهة الإرهاب، بمنطقة محددة في سيناء لا تتجاوز الـ2 %، وهي الجزء الخاص برفع والعريش والشيخ زويد، أما باقي سيناء آمنة تمامًا، كما أن مصر لا تحارب عناصر إرهابية فقط بل جماعات مدعومة ماليًا ولوجيستي، تقف خلفها دول إقليمية ودولية، والجميع على علم بذلك، ولكن النتائج على أرض الواقع مُبشرة، ونحن في طريقنا للقضاء على ما تبقى من عناصر إرهابية وفقًا لما هو مُعلن من بيانات للقوات المسلحة المصرية.

أين المجتمع الدولي من الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب ؟

هناك قوى كبرى في المجتمع الدولي، تود أن تظل مصر تخوض بمفردها هذه الحرب، وتريد استمرار الحال كما هو عليه في سيناء، لأن هذا الأمر في مصلحتها، والجميع يعلم ذلك، وهذه القوى تقف لعرقلة أي طريق أمام أي تكاتف دولي لمواجهة الإرهاب.

بناء الإنسان المصري أحد أهداف الولاية الثانية للرئيس السيسي، كيف يمكن تحقيق ذلك بصفتك خريج مصنع الرجال "القوات المسلحة"؟

نحن في أمسَ الحاجة إلى هذا الهدف، ولكن لنكون صرحاء، لأن الأهداف النبيلة لا يمكن تحقيقها بالنوايا فقط، بل تحتاج إلى استراتيجية معينة وشاملة، تضمن الآليات، والأشخاص القادرين على تحقيق ذلك سواء وزارات أو جهات، ولابد أن نضع أمامنا النهوض بالتعليم والثقافة، جميع الدول المتقدمة، وضعت عينيها عليهما، علاوة على ذلك نحن في حاجة إلى إعادة النظر في منظومة الإعلام، فما نراه الآن ليس إعلامًا، وبه عوار كبير ولا يحقق لمصر أهدافها في ظل التحديات الراهنة، ويُدار بفكر فردي وعشوائي، ويحتاج إلى استراتيجية شاملة.

كيف ترى النظام التعليمي الجديد المقرر تطبيقه العام المقبل؟

أؤمن تمامًا بالتخصص، وأترك التعليق على هذا الأمر للمتخصصين والخبراء المعنيين بهذا الأمر، وهذا متروك للخبراء التربويين، للحكم على النظام، وأتفق مع جميع المهمومين بمستقبل مصر، بأننا في حاجة إلى إعادة منظومة التعليم التي لم تشهد أي تغير جذري منذ عقود، والعالم المتقدم لم يصل إلى ما هو عليه الآن، إلا من خلال إعادة الاهتمام بمنظومة التعليم.

وماذا عن انتخابات المحليات المقرر إجراؤها العام المقبل؟

المحليات في مصر شهدت إهمالًا طوال عقود، وهو ما نجم عنه فسادًا استشرى بداخلها، ومن الصعب أن نعقد الآمال على هذه الانتخابات لإحداث التغيير، حتى إن أفرزت أفضل الكوادر، لأن المحليات تحتاج إلى إعادة نظام، وهو تنفذه الدولة، من خلال رؤية وإرادة واضحة، وبإمكاننا القول إنه من الممكن أن تشهد المحليات، تغييرًا جذريًا، ويكون لها دور كبير في الارتقاء بأوضاع المحافظات، التي تؤثر تأثيرًا مباشرًا على حياة المواطنين، ولكن على المدى وليس تغييرًا آنيًا.

الدولة وجهت اهتمامًا خاصًا بالشباب باعتبارهم أساس بناء مصر.. كيف ترى هذا الاهتمام وما المطلوب من شبابنا؟

الدولة المصرية خلال الظرف الراهن تولي اهتمامًا خاصًا بالشباب، لكن السؤال الأهم هل هذه هي العناية الواجبة؟ في اعتقادي لا، ومازلنا نحتاج إلى الشباب بالقرى والنجوع، وأرى أن هناك قصورًا شديدًا في هذا الملف، ولم نتعامل معه على الوجه الأكمل، ويحتاج إلى وضع استراتيجية حتى نصل إلى جميع شباب مصر، وبالتالي نحتاج إلى أسلوب لا مركزي ولا نستأثر بقلة معينة من الشباب دون الباقي، وهو ما تسعى إليه الدولة ضمن خطتها.

إذن ما المطلوب من الشباب؟

ألا يستسلم لمن حوله من إحباط ومشاكل وتحديات، وينتظر أن تصل إليه الدولة لانتشاله مما هو عليه الآن، بل لابد أن يستثمر في نفسه، وهذا الأمر دائمًا ما أنصح به الشباب خلال محاضراتي وندواتي، وشبابنا يحتاج إلى العمل على نفسه، ويُعيد النظر في أموره، ويعمل على تنمية ما ينقصه، والاطلاع على ثقافات الغير، والارتقاء بمستواه العلمي والثقافي والبدني، والناجحون لم يصلوا إلى ما وصلوا عليه دون عناية بأنفسهم، كما أنصحهم بالاطلاع على تجارب الأشخاص الناجحين والوقوف على أسباب تفوقهم، وأن يكون لديهم إصرار على النجاح ولا يستسلمون للفشل وللعقبات، والإصرار والعزيمة بداية طريق النجاح، ولا بد أن نتعلم من أخطائنا، والله سيكلل طريقه بالنجاح والتوفيق، والفرصة ستأتي في وقتها المناسب، وهذا وعد الله لنا.

ما نصيحتك لشبابنا الذين لم يحالفهم التوفيق والحصول على مجموع عالٍ للالتحاق بكليات يحلمون بها ؟

أن يرضي بما قسمه الله له، فالأمر كله بيد الله، قال تعالى:"وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم".. طالما بذلت ما في وسعك ولم تقصر في شيء، وأخذت بأسباب النجاح والتوفيق، لكي تصل إلى ما كنت تأمل فيه ولم يحالفك التوفيق في نهاية المطاف، ثق تمامًا أن الخير كله ما قسمه الله لك.

ما نصيحتك للطلبة المتقدمين للكليات العسكرية ؟

عليه أن يبذل كل جهده، وأن يستعد جيدًا للاختبارات، ويضع أمله وثقته في المولى- عز وجل- وأن يتحصل على أكبر قدر من الدراجات في الامتحانات التحريرية والشفوية، وأن يبعد تمامًا عما يقولون إن الالتحاق بهذه الكليات متوقف على الواسطة والمحسوبية، قسمًا بالله هذا الأمر ليس له وجود، وفي الأول والآخر، الأمر كله بيد الله .

ماذا ينقصنا حتى يكون في مصر عالم بحجم أحمد زويل وموهوب بقدر محمد صلاح؟

الاهتمام بالنشء في شتى مناحي الحياة، وهنا أسرد تجربة دول شرفت بزيارتها خلال إحدى الدورات العسكرية، توقفت بإحدى المدارس الابتدائية، تفاجأت بأن أعلى اهتمام وراتب يتقاضاه العاملون بهذه المدرسة، ورواتبهم تفوق أساتذة الجامعات، لأن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر، وخلال هذه الفترة يكتشفون المواهب بداخل الطلاب في كل المجالات، ويجرى تصنيفهم من خلالها، سواء في الفن أو الرياضة وخلافه، ويعملون على تنميتهم، ويضعون بوضع برامج لهم، لإعادة تأهيلهم ليكونوا مواطنين قادرين على خدمة بلادهم مستقبلًا.

ما هو المطلوب من الدولة لتحصين الشباب من الأفكار الهدامة والمتطرفة؟

بالتعليم والثقافة، سيخرج لنا مواطن على أعلى مستوى، وإهمالهما ضريبة باهظة الثمن ستدفع ثمنها الدولة.

رسالتك إلى المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء؟

في البداية لابد أن نوجه كل الشكر والتقدير للمهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء السابق، هذا الرجل تولى المسؤولية في ظروف في غاية الصعوبة، وبذل ما في وسعه وأدى دوره وأخلص لوطنه خلال الفترة التي تولى فيها المسؤولية، وأدعو المهندس مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء الحالي، أن يضع عينه وشغله الشاغل خلال الفترة الراهنة، على التعامل مع الملفات التي تشغل الشارع المصري وتؤثر تأثيرًا مباشرًا على المواطن، الذي تحمل الكثير من أجل بلده، وعليه أن يختار الرجل المناسب في المكان المناسب، حتى نصل إلى النتائج التي نرجوها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً