أهالي أبو شاهين يطلقون صرخة استغاثة بسبب المياه: "اللي مبيموتش من الماء بيموت بالأسبتوس".. ومياه الغربية: الشكاوى كاذبة (صور)

تضمنت كافة المواثيق العالمية لحقوق الإنسان والمواد الدستورية بند "توفير المأكل والملبس والمشرب"، أى أن الحصول على مياه نظيفة حق لكل إنسان لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال وضمانة أساسية للتمتع بحقوق الإنسان الأخرى مثل: الحق في الصحة، والحق في الحصول على شروط سكن ملائمة، والحق في المساواة والتمتع بالمصادر الطبيعية، والحق في بيئة نظيفة.

وصادقت الحكومة المصرية على المواثيق الدولية سالفة الذكر، وبرغم ذلك تفاقمت مشكلة مياه الشرب في مصر خلال السنوات الأخيرة، والأمثلة الدالة على ذلك لا حصر لها، حيث تعاني غالبية قرى الدلتا مشاكل في إمدادات مياه الشرب، وانقطاع المياه لشهور دفع بأهالي بعض المدن والقرى للتظاهر ومواجهة الشركات القابضة وعلى رأس تلك المناطق "أبوشاهين"، تلك المنطقة التى بنتها الدوله لتمليك محدودى الدخل، منذ أكثر من عشرين عام، لتتحول بعد ذلك لعشوائيات تحت مرأى ومسمع من الدولة، فتعوم على بركة من مياة الصرف، وتغرف محابس مياة الشرب وتأكل الجدران، فى حين أن الآلاف من شكاوى المواطنين يتم الرد عليها من قبل الشركة القابضة وخاصة المهندس "عادل عطيه" رئيس الشركة الذي اكد أن كل شئ على مايرام.

يقول "عادل السيد" موظف، من سكان عمارات الإسكان الاجتماعى:"نحن نعيش فى وباء، تخلوا صنابير المياة من قطرات نشربها، بينما تحاصرنا مياة الصرف فى كل مكان، أصبحنا نخرج من منازلنا كالعنكبوت، على بضع قوالب طوب رصصناها فى مداخل عمارات، كى نستطيع المرور وأطفالنا قضاء حوائجنا".

وأشار "السيد" بيديه لأحد البرك التى تحول لونها للأخضر ونمت الحشائش داخلها على جنبات جدران المنازل، كما تجمعت ملايين الحشرات على سطحها قائلاً: "جميع ساكنى تلك العقارات إما أطفال أو مسنين، لتستفز تلك الكلمات إحدى السيدات وتدعى "محاسن" لتخرج من شرفة فى الدور الثانى مطلة على تلك الكارثه البيئية قائلة: "أخدت ابنى وديته المستشفى الصدرية مرتين فى أسبوع، حرام اللى بيحصلنا أحنا بنى أدمين" ، وتابعت والدتى سيدة مسنة وأجرت عمليه قلب مفتوح منذ مدة ولا تستطيع التنفس، ناهيك عن لدغات الذباب والباعوض ، وغمرت مياه الصرف محابس مياه الشرب والتى لم تطهرها الشركة منذ أكثر من 10 سنوات بعد تحول العمارات للتمليك.

وأضافت "نقوم بتغير شمعه الفلتر كل ثلاثة أيام، وذلك لتحولها للون الأسود من كثر الشوائب والعوالق بالماء، أما من لا يملك ثمن الفلتر مجبر للشرب من تلك المياه ليصل به الحال للإصابه بأمراض الكلى والحصوات، والتقط "عادل السيد" أطراف الحديث مرة أخرى قائلاً :"هناك إهدار مال عام، وذلك لأن المنطقة بالكامل تحاسب على استهلاكها بنظام "الممارسة" أى بدون عداد، فكل شهرين أو ثلاث يأتى محصل الفواتير بإيصال لا يتجاوز قيمته الثلاثة عشر جنيه، حتى بعد زياده شرائح المياه أكثر من مرة، وهو ما شجع الكثير من ضعاف النفوس لتحويل الشقق السكنية فى الدور الأرضى إلى محلات للأمن الغذائى والدواجن، "والمال السايب يعلم السرقة، وشركة المياه "ودن من طين وودن من عجين"، ويستمر إهدار المياه على الرغم من أننا فى أمس الحاجه لقطرة المياه.

ومن مشكلة المياه ومحطات المياه لمحطات الرفع والصرف، وكارثة ربط الصرف الصحى "الأهالى" بالصرف الصناعى، وهو ماأدى لانهيار محطات الرفع حديثة الإنشاء بأبو شاهين، والتى تم تسليمها ابتدائيًا عام 2015، أى تجريبيًا، حيث احتراقت كافة مواتير الرفع والطلمبات الخاصة بالمحطة وتم تغيرها، واحترقت مره أخرى وتغيرت لعدم تحملها مياة المصانع والصرف الصناعى، وبعد تقديم تلك الشكوى أمر المهندس عادل عطية رئيس الشركة بإعداد رد تم مراجعته من قبل مهندسين، فبدلًا من إعداد حل تم إعداد رد على ورق.

وفى النهاية قال "السيد" إنه أصبح العيش فى تلك المنطقة بمثابة انتحار على مرأى ومسمع من الجميع على رأسهم رئيس المدينة والشركة القابضة ونواب الشعب وشركة المياه، وما نحن إلا بسطاء أرهقتهم الحياة وأرغمتهم على العيش فى تلك البؤرة الموبوئة، فلنا الله.. وعلى صعيد متصل يقول " أنور شامل" عامل غزل ونسيج من سكان منقه أبو دراع : تنقطع مياه الشرب بمنازلنا يوميًا من الثامنة صباحًا وحتى الواحدة من منتصف اليل بدون سبب واضح، إلى جانب أن معظم خطوط المياه تتعرض للكسر بدون سابق إنذار.

وهناك بعض خطوط الصرف التى لم تتغير من عشرينات القرن الماضى من أيام الإحتلال الإنجليزى، وتابع "شامل" صنعت خطوط المياة القديمة من مادة "الأسبستوس" وهى ماده ممنوع استتخدمها عالميًا، لأن بتلفها تتفاعل من المياه مسببه مرض السرطان، ففي الغربية من لم يمت بالماء العكر مات بالأسبستوس.

وعلى الجانب الأخر يقول محمود نصر رئيس شركة مياة المحلة الكبرى، أن مشكلة أبو شاهين مزمنة، منذ سنوات وتلك المنطقة غارقة فى مياه الصرف وذلك بسبب ضغط القرى المحيطة على محطاتها، إلا أن الشركة حاولت تخفيف عبئ المحطات وتقليل الضغط عليها، الأمر الذى حد من أعطال المحطات، أما بالنسبة لغرق المنازل بالمياة فالسبب الرئيسى له الإهمال والاستخدام الخاطئ، إلى جانب تهالك وصلات الصرف المنزلى.

وأضاف "نصر" أن الشركة حاولت أكثر من مره تطهير البالوعات، فأخرجت عجب العجاب كالملابس وأكياس القمامة وغيرها من المخلفات الغربية، وبالنسبة لمشكلة الممارسة التى يحاسب على أساسها السكان، وهو نظام وضعته الدولة ولا يستجيب الأهالى لفكرة العدادات.

وفى ذات السياق قال اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية، أن منطقة أبو شاهين دخلت ضمن مشروع تطوير العشوائيات، كما تغير صف وصلات الصرف لعمارات الإسكان الاجتماعى بتكلفة 120 ألف جنيه، وجاري تغير الجزء المتبقى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي يستقبل رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي