خروف العيد هو أكثر المظاهر المشتركة التي تتكرر في كل الدول العربية ، لكن مع تراجع القيمة الشرائية لعملات معظم الدول العربية، فإن شراء خروف العيد أصبح مقصورا على الفئات الثرية فقط، بعد أن حلقت أسعار الأضاحي في السماء بسبب التضخم وتآكل قيمة العملة.
وفي ظل أوضاع اقتصادية وسياسية معقدة يعاني السودان من أزمة السيول وأزمة السيولة في نفس الوقت، وأمام أجهزة الصرف الألي للبنوك يقف مئات من المواطنين في السودان لساعات في محاولة لسحب جزء من أرصدتهم لتغطية احتياجات عيد الأضحى المبارك ومن بينها شراء خروف العيد ، ولكن في النهاية لا يجدون سيولة كافية في صرافات البنوك.
ووفقا لوسائل اعلام فإن أسعار خروف العيد وصلت لمستويات قياسية، ووصل سعر خروف الأضحية إلى 10 الاف جنيه، وهو ما يعادل 350 دولار أمريكي ، في بلد من المفترض أنها بها أعداد هائلة من الخراف والماشية.
وفي تصريحات لوكالة وكالة سبوتنيك الروسية قال أسعار خروف العيد تضاعفت بصورة جنونية، وقال إنه "في الأساس ارتفاع أسعارها، ليست حقيقية، لأن قيمة الجنيه السوداني، انخفضت بصورة كبيرة جدا منذ بدء العام 2018 ليصل إلى 53 بالمائة".
وأشار المهل إلى أن الكارثة الاقتصادية التي حلت بالسودان على حد وصفه، "جاءت عقب إجازة موازنة 2018، والإجراءات التي صاحبت هذه الموازنة المتعلقة برفع الدولار الجمركية من 6 إلى 18 جنية، والتي اعتبروها خاطئة، وكذلك الإجراءات التي اتخذت مع النقد الأجنبي".
أسعار خروف العيد خيالية
"إذا حسبنا أن اقل سعر لشراء خروف العيد للعام الحالي، بـ4500 جنيه، وهذا يعادل مائة دولار، لكن السعر الحقيقي لشراء خروف العيد بوزن يصلح للتضحية و يكفي عائلة وإذا قارنا هذا السعر مع سعر العام الماضي، ومن الناحية الحقيقية، للقوة الشرائية، نجد أن الدولار، سعره تآكل، وحصل ارتفاع في معدلات التضخم إلى 64 بالمائة، حسب ما أعلنته الحكومة، ولكن حقيقة التضخم وصل إلى أكثر من 300 في المئة، لأن الأسعار تضاعفت لأكثر من ثلاثة مرات خلال العام الحالي"، على حد قول المهل.
ورأى أنه "كان من المفترض، أن تقل أسعار الخراف للعام الحالي، من ناحية تقديرية اقتصادية، لأنه يوجد عرض كبير، بالإضافة إلى، أن أغلب موظفي الدولة عبر اتحاد العام، تم توريد الخراف لهم بالأقساط والاستقطاع من رواتبهم لاحقا، كما يوجد البيع الأجل والبيع الإلكتروني، لكن رغم جل هذه الأسباب، نرى حصل الأمر عكسيا بارتفاع أسعار الخراف".