في يوم 9 من ذي الحجة من كل عام تخلع الكعبة ثوبها القديم استعدادًا للتزين بآخر جديد أقيم منه، ولكن في هذا العام حدث شيء غريب كشف عن سر خطير كان مخبأ وراء زي الكعبة الأسود، فكانت الرياح شديدة يوم عرفة في هذا العام، ولذلك تطايرت كسوة الكعبة لتكشف عن باب مسدود في أحد جدرانها، وهو الأمر الذي جعل الجميع يتسائل عن حقيقة هذا الجدار.
اقرأ أيضًا.. في اليوم العالمي للرقيق.. تعرف على مثلث "النار والموت" الذي كان يواجه العبيد
https://www.ahlmasrnews.com/news/article/686345
كان للكعبة في عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام بابان، أحدهما هو باب الكعبة الموجود حاليا، أما الباب الآخر فكان بابا مقابلًا له، وكلاهما ملتصقين بالأرض، وذلك ليدخل الناس من الباب الأول ويخرجون من الثاني، وكانت الكعبة أوسع من الشكل الموجود به حاليًا، حيث كانت جدرانها تشمل حجر إسماعيل عليه السلام.
وعندما أرادت قريش إعادة بناء الكعبة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، اشترط القرشيون على أنفسهم أن يبنوها بالمال الحلال فقط، وذلك احترامًا منهم لبيت الله، فلم يبنوا الكعبة بأي مال به شبهة حرام، لذلك لم تكف أموالهم الحلال تلك لإعادة بناء الكعبة بالاتساع الذي كانت عليه، فبنوها بشكل أصغر وأخرجوا حجر إسماعيل منها، وسدوا أحد أبوابها ورفعوا الباب الآخر لكي يدخلوا من يريدون ويخرجوا من يريدون.
ولما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكة أخبر السيدة عائشة أنه يود لو أنه يعيد بناء الكعبة على الشكل الذي كانت عليه زمن إبراهيم، ولكنه لم يفعل ذلك لأن قريش كانت حديثة العهد بالإسلام، ولذلك خشي أن يظن بعض القرشيين والعرب أنه يريد هدم الكعبة أو ما شابه، لذلك ترك تلك المصلحة خوفًا من المفسدة التي قد تنتج منها، فلم يقم بذلك، ولكن عندما حكم عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما مكة قام بإعادة بناء الكعبة على الشكل الأصلي، فضم الحجر للبناء وأنزل الباب وأعاد فتح الباب القديم من جديد، ولكن عندما دخل الحجاج مكة بعث للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان يسأله فيما فعله ابن الزبير
لم يكن الحجاج أو عبد الملك قد سمعا بحديث عائشة، فأمره عبد الملك بإعادة البناء للشكل الذي كان عليه في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقام الحجاج بذلك، وأخرج الحجر ورفع أحد الأبواب وسد الباب الآخر، ولكن عندما وصله الحديث، تمنى لو أنه أبقى البناء على النحو الذي قام به ابن الزبير، وبعد انتقال الحكم من الأمويين إلى العباسيين أراد الخليفة العباسي المهدي إعادة بناء الكعبة على نحو ما قام به ابن الزبير، ولكن الإمام مالك بن أنس نصحه بترك البناء على ما هو عليه، وأخبر الإمام مالك الخليفة المهدي أنه يخشى أن يختلف الناس بعد ذلك فيصبح بناء وإعادة بناء بيت الله لعبة بين الناس فتضيع هيبته عند المسلمين، فنزل المهدي على نصيحة الإمام مالك، ومازال البناء على هذا النحو منذ ذلك الوقت.