في صباح يوم الجمعة رابع أيام عيد الأضحي ترجلت علي قدميها الزوجة الشابة خارجة من منزل زوجها المشيد من الحجر الجيري ذو المدخلين واصطحب طفليها "محمد" الفرحه الأولي لها، و"هاني" الفرحه الثانية، وألقت السلام علي سلفتها وادعت أنها سوف تذهب لشراء الحلوي لطفليها من أحد الباعه لتبدأ في ارتكاب ما خططت له بعد أن بلغت الخلافات ذروتها بينها وزوجها بسبب حلف يمين الطلاق عليها لمقاطعة أهلها أو السماح لهم بالمجيئ إلي منزل زوجها.. فقررت الانتقام من زوجها في أعز ما لديه بعد أن حرمها من صلة الأرحام.
بداية وقوع الجريمة
اتجهت "الشيماء" صباح يوم الجمعه ووقفت أعلي كوبري البحر اليوسفي المؤدي إلي عزبة الشيخ عيسي بمحافظة المنيا، وقامت برفع نجلها الأكبر "محمد" بذراعيها ثم ألقته في مياه البحر، ومن ثم ألقت رضيعها "هاني"، في تلك اللحظه شاهدت "شيماء" الأبنه الأكبر لعديلها ما حدث فخشية أن تلقي ذات المصير وتلقي بها في مياه البحر اليوسفي فاسرعت إلي المنزل كي تخبر والدتها بما حدث وحينما علمت والدتها هرعت إلي البحر لتري ما حدث.صراخ وعويل الأهالي
صراخ وعويل ونداءات تستغيث لاستخراج طفلين ظن أهالي العزبة في بداية الأمر أنهما سقطا مغافله من والدتهما لكن الغريب في أن الأم بعد أن ألقت طفليها في مياه البحر اليوسفي أخذت تهرول مسرعة تسير بشكل جنوني في الاتجاه المقابل بعيدًا عن المكان الذي ألقت فيه نجليها فاسرع الأهالي في القبض عليها.
محاولة انقاذ الأطفال من الغرق
من جديد بدأت الأنظار تتجه لمياه البحر اليوسفي ثانيه في محاوله لانقاذ الطفلين وبالفعل تمكن الأهالي من انقاذ الطفل الأصغر "هاني" البالغ من العمر 6 أشهر لكنهم لم ينجحوا في العثور علي الطفل "محمد" هرعت سيارات الشرطه للوقوف علي ابعاد الحادث وأسبابة.. وصلت قوات الانقاذ النهري للبحث عن الطفل محمد الذي غاب عن الأنظار وبدأت المحولات منذ الساعة الواحدة ظهرًا وحتي الرابعة عصرًا دون جدوي حتي تم العثور علي جثة الطفل بالقرب من منطقه أبو شناف.
ضبط الأم "الشيطانة"
ألقت الأجهزه الأمنية القبض علي الأـم "الشيطانة" التي اعترفت أمام المباحث والنيابة بارتكاب الواقعة؛ للانتقام من زوجها الذي حرمها من زيارة أهلها بسبب يمين الطلاق والتي قررت حينها النيابة حبسها 4 أيام علي ذمه التحقيقات.
الاستماع إلى شاهدة الإثبات الوحيدة
انتهت النيابة العامة بالمنيا، من الاستماع إلى شاهدة الإثبات الوحيدة في الواقعة.. ألتقت "أهل مصر" بها في أول تصريح لها رغم صغر سنها قالت شيماء عبد الله ضاحي عاشور:" أنني ذهبت إلى البحر اليوسفي، فوجدت زوجة عمي تقوم بإلقاء نجلها "محمد" بالبحر، ثم ألقت شقيقه الرضيع "هاني" لكنني لم أسرعت إلى المنزل خوفًا مما حدث".واستكملت حديثها، " أسرعت إلي المنزل الذي نسكن فيه مع جدي وأعمامي، ورويت ماحدث لأمي، فخرجت أمي تصرخ، واتجهت من الناحية الأخرى إلى البحر اليوسفي".جدة طفلي المنيا توجه رسالة لقاتلة أحفادها
قالت هناء فتحي خلف، جدة طفلي المنيا اللذان القتهما والدتهما بترعة البحر اليوسفي غرب المنيا، إنها لم تكن متواجدة في المنزل لحظة وقوع الحادث، ولكن الأهالي أخبروها بضرورة العودة للمنزل بسرعة دون أن يخبروها بتفاصيل الواقعة. وأضافت الجدة: "حينما عدت للمنزل فاخبرني رجب نجلي أن زوجته ألقت بنجليه بالبحر اليوسفي، وفور سماعي ما حدث هرعت مسرعة إلى البحر فوجدت أنه تم انقاذ حفيدي الأصغر هاني ولم يتمكنوا من العثور علي حفيدي الكبير محمد".وأستكملت: "إلي هذه اللحظه لم اصدق ما حدث لحفيدي محمد ده كان عمري كله، لافته إلي أنها لم تكن تتخيل أن تفعل زوجه نجلي ما حدث، فقبل وقوع الحادث قمت بعمل عزومه لأهلها في بيتي، موضحة أنه في يوم وقوع الواقعة تركتها برفقه عديلتها وخرجت للحقل، ورفضت أن اصطحبه معي فقامت بفعل جريمتها بعد أن ذهبنا أن وزوجي وأبنائي للحقل".وجهت رسالة إلى زوجة نجلها قائلة "ليه تكسريني الكسره دي"، لافتة إلى أنها عرضت عليها أن نقوم بعمل محضر صلح بينها وبين زوجها بسبب قسم الطلاق وتعود من جديد لزيارة اهلها لكنها لم تنتظر".الأهالي يطالبون بإعدام الأم القاتله
طالبن عدد من سيدات عزبة الشيخ عيسي التابعه لقرية صفط الخمار بمركز المنيا، بإعدام أم طفلي المنيا خشية وقوع أحداث عنف بين العائلتين، وأنها أن لم تعاقب سوف يسلكن السيدات في العزبة نفس فعلتها بنجليها.وكان اللواء مجدي عامر مساعد وزير الداخلية لأمن المنيا، تلقى إخطارًا من العميد مجدي سالم مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، يفيد قيام سيدة تدعى "الشيماء .ص. ع" (24 عامًا) بإلقاء طفليها كلًا من: "محمد.ر. ض" (5 سنوات)، و"هاني" (6 أشهر)، داخل البحر اليوسفي أمام عزبة الشيخ عيسي التابعة لقرية صفط الخمار.انتقل المقدم أحمد صلاح مفتش مباحث مركز المنيا، والرائد أحمد يسري رئيس المباحث، لمعاينة مكان الواقعة، حيث تم إنقاذ الطفل الأول "الرضيع" قبل غرقه، فيما انتشلت قوات الإنقاذ النهري شقيقه جثة هامدة.أفادت التحريات الأولية، أن هناك خلافات عائلية بين ربة منزل وزوجها ويدعي "رجب-ض" 33 عامًا، وأنها دائمة الشكوي من معاملته السيئة، حيث يرفض أن تذهب لزيارة أسرتها.تم إيداع جثة المجني عليه "محمد ضاحي" الطفل الكبير بمشرحة مستشفي المنيا العام تحت تصرف النيابة التي باشرت التحقيقات بإشراف المستشار أحمد الفولي المحامي العام الأول لنيابات جنوب المحافظة وصرحت بدفنه.