اعلان

عمال ومهندسو «سرابيوم» لـ«أهل مصر»:نعمل تحت عمق مياه 45 مترًا ونتحدي عوامل البيئة..القوات المسلحة تتابع بشكل يومىى..«السحارة» أول خطوة حقيقية لتعمير سيناء

صورة تعبيرية

"تعمير سيناء بالأفعال لا بالأقوال" أثبتت هذه المقولة جديتها.. فعندما تذهب إلي أي منطقة بالقرب من قناة السويس الجديدة تجد أن العمل هناك يجرى علي قدم وساق، ما يؤكد لك أن الفترة المقبلة ستشهد تنمية حقيقية في أرض سيناء، وأن هناك مجتمعا عمرانيًا متكاملًا تروى بذرته بالعرق والعمل الجاد، هذا المجتمع الذى سيسمح بخلق بيئة حقيقية للتنمية والاستثمار.

"العمل ليل نهار.. ونحيا فى ظروف معيشية جيدة، تحت إشراف الجيش، حيث يمر الضباط يوميًا لمتابعة موفرين لنا كافة الإحتياجات".. هكذا وصف العاملون الأجواء بمشروع "سحارة سرابيوم" بمنطقة القناة، مؤكدين، لبوابة «أهل مصر»، أن الروح المعنوية عالية لدى الجميع، وأن التعاون والمثابرة وتحدي عوامل البيئة الصعبة هي الروح الغالبة بين العاملين.

"سحارة سرابيوم"، التي انطلقت إشارة بدء العمل بالمرحلة الأولى بها فى أبريل الماضي، ستلعب دورًا كبيرًا في نقل المياه إلى شرق قناة السويس، حيث أن المرحلة الأولي من هذا المشروع الضخم تشمل ضخ 3.6 مليون متر مكعب من مياه النيل إلى سيناء، لزراعة 300 ألف فدان، بينما المرحلة الثانية التي سيتم افتتاحها في أكتوبر المقبل، تشمل ضخ 1.2 مليون متر مكعب مياه.

وتشمل المرحلة الثالثة، إضافة 1.2 مليون متر مكعب أخرى، وتفتتح إبريل 2017، حيث أن كل مرحلة عبارة عن 4 «بيرات»، اثنين منها في منطقة غرب القناة، واثنين في منطقة شرق القناة، ومشروع "سحارة سرابيوم" كان بمثابة تحدي ضخم وسباق كبير مع الزمن، حيث كان من المفترض حفر قناة السويس الجديدة دون قطع المياه عن المناطق الزراعية في سيناء، لكن تم التغلب على تلك المشكلة من خلال ضخ مياه داخل أربع أنابيب أسفل القناة في الوقت الذي يقوم فيه العاملين بعمل السحارة الجديدة وهو ما أكده لنا القائمون علي المشروع.

وقال المهندس محمد الطوخي، أحد العاملين بمشروع سحارة سرابيوم: أن السحارات الجديدة ستساهم في التنمية الزراعية والصناعية، وتتضمن وصول مياه الشرب في ثلاث مدن جديدة جار إنشاؤها حاليا شرق قناة السويس بسيناء، وهي مدن بورسعيد الجديدة والسويس الجديدة والإسماعليية الجديدة، وتجمعات أخرى جرى إنشاؤها بالتوازي مع إنشاء مشروعات صناعية عملاقة.

وأضاف المهندس أحمد محسن أن سيناء أمنة وجزء عزيز وغالي من مصر ودورنا هو تعميرها من أجل زيادة جذب الإستثمارات قائلًا: "نحن هنا نعمل 24 ساعة بإخلاص وضمير ونتحدي جميع صعوبات البيئة التي تواجهنا لأن توصيل المياه العذبة من أسفل قناة السويس الجديدة ليس بالسهل لكن سيساهم في زيادة حجم المياه الواصلة إلي الناحية الأخري مما يساهم في زراعة المزيد من الأراضي".

ويعد مشروع سحارة سرابيوم، أصعب المشروعات الهندسية للعديد من الأسباب، أهمها أنه تم إنشاء الحوائط الخاصة به بأكبر ماكينة حفر رأسى في العالم، للوصول للعمق المطلوب وهو 120 متر طولى، ونجحت القوات المسلحة في إنشاء «خوازيق إبرية» بعمق 120 م.ط بعدد 122 خازوق لكل بيارة، لتثبيت القاعدة المسلحة، ومقاومة الضغوط الناتجة عن العمق، وجرى العمل بالكامل بواسطة الغطاسين للعمل تحت عمق مياه 45 مترًا للوصول للمنسوب المطلوب، وأرسلت كافة التفاصيل الخاصة بالمشروع للمكتب الاستشارى في ألمانيا بالتنسيق معه، للبدء في تصنيع ماكينة دفع نفقى تتحمل الضغوط العالية فوق ظهر الماكينة وأمام السكينة القاطعة، رغم ملك الشركة المنفذة 2 ماكينة بنفس القطر المراد تنفيذه في المشروع، ولكن تم تصنيع ماكينة أخرى بموصفات خاصة، وأنشئت أجزاء من الخرسانة تسليح خاص من «الفيبر جلاس»، مستورد من خارج مصر، وذلك لأجزاء بأماكن دخول وخروج معدة الدفع النفقى من جسم البيارات...وهو ما أوضحه لنا المهندس اسلام عابدة من العاملين بالمشروع.

وفى سياق متصل، قال المهندس أحمد فتحى مهندس تشغيل: " إن جميع المهندسين العاملين بالمشروع يتمتعون بخبرة كبيرة في تشغيل الأنفاق وسبق لهم العمل في العديد من الشركات الكبيرة منها شركة المقاولون العرب، مشيرًا إلي مشاركة المهندسين العاملين في المشروع في العديد من المشروعات القومية، مضيفًا: " عملنا في الخليج مدة 10 سنوات- والحمد الله -كان لنا شرف العمل مع الشركة المنفذة لمشروع سحارة سرابيوم ".

وعن تنفيذ النفق وطبيعة العمل في هذا المشروع، أكد المهندس أحمد فتحى، أنها تختلف عن غيرها من المشروعات، موضحًا "إننا نعمل تحت عمق كبير جدا لتمرير المياه العذبة أسفل القناة وهذا يتطلب مهارات عالية لدي العاملين".

وعن التحديات التي واجهت العاملين بالمشروع، قال المهندس أحمد طارق: "العوامل الصعبة الثلاثة التي تواجهنا أثناء العمل في الأنفاق وتؤدى إلي فشل العمل فيه كانت متوفرة في هذا النفق أثناء عملنا وهذه العوامل هى: العمق والسمك والبريسير" نسبة الأملاح وموانع التسرب والمياه الجوفية"، مبينًا: " من المفترض أن نمر من تحت القناة بطول 420 متر تقريبا، واستخدمنا 4 انترجاك لكن الضغوط كانت عالية علينا جدًا وهذه الضغوط لم تحدث في الأنفاق من قبل"، حسب تعبيره.

وأضاف طارق: هناك خبراء كثيرون يمرون علينا أثناء العمل بالنفق لمتابعة "الأورنتي" الخاص الميكنة، وأحد الخبراء كان مواجدًا معى من قبل في مشروع آخر بالخليج، فقال لي: "يا أحمد مستحيل نكمل ونحن نعمل ضد الطبيعة" فلقد واجه المشروع جميع الصعوبات التي بامكانها عرقلة وايقاف أي نفق.

وعن طبيعة احتراف العمل تحت الماء، قال خالد فوزي: إن شركتنا، شركة مصرية متخصصة في أعمال الغطس ولديها إحتراف للعمل تحت الماء، وقد نفذنا أعمال الغطس في فتحي السحارة، ويوجد فتحتين أخرتين جاري تنفيذهم وهي تساند النفق التي توصل المياه من السحارة رقم 4 إلي السحارة رقم 2.

وأضاف الصعوبات التي كانت تواجهنا كانت في الأعماق الكبيرة لأول مرة ينفذ نفق علي عمق 57 تحت منسوب سطح البحر طبعا عشان التوسعات المستقبلية في قناة السويس التحديات التي واجهتنا أهمها العمق الرؤية كانت صعبة علي هذه الأعماق أو شبه منعدمة والشركة لديها امكانيات متقدمة ي هذا الجزء تمكنا العمل علي هذه الأعماق لمدة 24 ساعة، ليس اي نوعية تستطع العمل علي هذه الأعماق لابد أن يتمتع بمواصفات معينة ومستوي من الخبرات ونوعية المعدات المستخدم تختلف عن غيرها من المعدات التي تعمل علي عمق 20 متر أو 30 متر فضلا عن المستوى التكنولوجي المتقدم وكلها معدات موديل 2015 وكانت تساعدنا علي أداء مهامنا تتمتع بدرجة أمان عالية،وكنا نعمل 24 ساعة علي فترتين الفترة الواحدة بهامن 12 إلي 14 غطاس.

وتحدث المهندس محمد علي، عقب انطلاق ينابيع المياه من السحارة، قائلًا: طبعًا فرحان جدًا أول ما شهدت المياه تتدفق من السحارة لتعبر الناحية المقابلة لأنها نتيجة مجهودنا جميعًا فنحن هنا نعمل علي قدم وساق ونعمل علي ورديتين ونأكل جميعًا ونشرب مع بعض طبعًا بننزل أجازة قليل جدًا وبالتناوب ولا نترك العمل في المشروع.

وأضاف: "شاهدنا كثيرا ًاللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية في القنوات الفضائية وهو يدعو الناس للعمل، وأنا أؤكد علي كلامه نحن هنا نعمل 24 ساعة ومن يريد تحقيق النجاح يستطيع الوصول إليه بالعمل الشاق وهذا ما نطبقه في المراحل الثلاثة لمشروع سحارة "سرابيوم" للانتهاء من المشروع في الموعد المحدد.

من جانبه، قال المهندس سمير محمد حسن: منذ بداية تنفيذ المشروع ونحن نعمل بأحدث المعدات، حتى نستطيع العمل علي تلك الأعماق الكبيرة فالعمل علي هذا العمق ليس بالشئ السهل، مشيرًا غلى أن القوات المسلحة تشرف يوميًا على العمل والذى يجرى على مدار الـ 24 ساعة، مؤكدًا أن جميع الظروف المعيشية متوافرة في مكان المشروع، حتى يتم انجازه في أقل وقت ممكن.

وأضاف محسن جمعة، أحد السائقين علي عربيات النقل: "إحنا هنا عايشين كويس والسكن كويس، أنا من المنيا بأنزل كل شهر واشتغلت شغل كثير في العديد من المشروعات القومية، لكن هذا المشروع صعب جدًا في تنفيذه بصراحة المهندسين القائمين عليه بيتعبوا جدًا وبيتحدوا الصعب".

وعن المشروع وأهميته، قال رئيس قرية السلام الجديدة بمركز ومدينة القنطرة شرق أحمد حمود:" إن لهذا المشروع أهمية كبيرة للقرية، فقرية السلام من القرى المشهورة بزراعة محصول المانجو والفروالة وغيرها من المحاصيل الزراعية وتنفيذ المشروع يعتبر امتداد لتعمير سيناء لزراعة المليون ونصف فدان الذي وعد بهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالطبع نحتاج لمياه النيل، التى لن تصلنا دون أن تعبر قناة السويس الجديدة.

واشار، فيما مضى، كانت المياه تعبر قناة السويس القديمة وكانت تصب في ترعة توصل المياه لمحطة الرفع الواطئ بقرية الأبطال وبعد ذلك توزع علي الترع الصغيرة التى تغذي جميع الأراضي الزراعية، بينما اليوم، فهناك مزية ستضاف بتنفيذ مشروع سحارة سرابيوم وهى أن كميات المياه ستزيد، وبالتالي نستطيع استصلاح المزيد من الأراضي الزراعية، ونبدأ خطواتنا الجدية فى تعمير سيناء".

وأضاف رئيس قرية السلام الجديدة، بالطبع كانت توجد أزمة مياه في منطقة شرق القناة وفي الفترة التي استمر فيها حفر قناة السويس قامت القوات المسلحة بتوفير المياه وعملت احتياطاتها، كما أن الأجهزة تنفيذية قامت بتسهيل توصيل منسوب المياه، ولكن الآن خف العبء علي الجهات المحلية والقوات المسلحة بإنطلاق هذا المشروع وضخ المياه وبالتالي نستطيع توصيل المياه في كل مكان بالقرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً