انقطعت بها السبل ودارت ببصرها في الفضاء فلم تتبين نسمًا لطريق ولا وجهًا لغاية، استمعت إلى نصيحة من إحدى المقربات تمثلت في جملة من 6 كلمات "حل العنوسة عند سيدنا الشيخ عتمان"، لتبدأ الفتاة التي لم تتجاوز العقد الثالث من عمرها رحلة طرق أبواب الدجالين للشفاء مما اعتبرته سوء حظ أو مرض أو حتى "بخت مايل"، تتحسس في خطاها "ظل راجل" أفضل من "ظل الحيطة".
لم يمنع ارتفاع مستوى التعليم والثقافة الجدالين من ممارسة مهنتهم التي لم تنقرض بعد، تتطور وتتوسع خاصة في صعيد مصر.. "أهل مصر" استطاعت اختراق عالم السحر ومعرفة ما يدور في الجلسات الحية من أمور قد تصل إلى درجة اغتصاب الفتيات بداعي إخراج الجن والعلاج..
لم يتبقى لـ"ج . ع" بابًا سوى باب أحد الدجالين المعروفين في محافظة المنيا، لتجد حلًا لأزمة العنوسة، لم تبذل مجهودًا في إقناع أهلها بضرورة بدء الجلسات والتي امتدت لعدة أشهر، تقول لـ"أهل مصر": في البداية طلب مني أن أحمل حجاب صغير وأنام وهو أسفل وسادتي ثم توالت الطلبات تباعًا حتى طلب أن ينفرد بي بعيدًا عن والدي ووالدتي، وبالفعل تمكن من اغتصابي لكنني لم أكن بوعي في ذلك الوقت إلا أنني علمت أنه قام باغتصابي بعد أن كرر فعلته وظل يمارس فعلته معي لأكثر من 3 أشهر ودخلت بعدها في حالة نفسية سيئة، ثم عدت إلى حياتي الطبيعية بعد أن توجهت لأحد المعالجين بالقرآن وعلمت حينها أن الدجال أسكن في جسدي جن يهودي سيطر علي.
أضلت "ز ـ م" طريقها بعد أيام قليلة من زفافها، فبعد إصابتها بنزيف استبدلت الطبيب بـ دجال بناءً على نصيحة من حماتها، تروي لـ"أهل مصر": "ذهبت إلى أحد المشايخ لكنه فاجئني بطلبه أن يتركني زوجي ووالدته وأبقى بمفردي مع الشيخ وبالفعل بقيت بمفردي وبدأت فقد وعيي لكنني استرددت وعيي حينما كنت أنام على السرير في منزلي إلا أنني اكتشفت أن الشيخ قام باغتصابي بشكل وحشي لكنني عجزت أن أقول ذلك لزوجي".
الروايتان السابقتان، أيدهما الشيخ جمال إسماعيل، الذي يطلق على نفسه "معالج من المس والسحر"، وهو الأشهر في محافظة المنيا في مجاله، يقول: "هناك حالات اغتصاب وقعت لفتيات وزوجات على أيدي أحد المشايخ نظرا لعدم وجود محرم معهن لذلك لا ألوم الشيخ لكنني ألوم ولي الأمر الذي لم يرافق أهل بيته ولابد لنا أن نطبق السنة".
يتذكر إسماعيل خلال حديثه لـ"أهل مصر"، أن حالتين تعرضتا لاغتصاب كشفت له ما حدث على يد "الشيخ"، وتم التعامل معهما وتابا إلى الله وتزوجا، يضيف: عقب ذلك أبلغت الأجهزة الأمنية وعمدة القرية لملاحقة الشيخ مرتكب الواقعتين إلا أنه لم يأتي مجددا إلى البلدة.
بخلاف الاغتصاب، فإن بعض الدجالين يطلبون مبالغ مالية كبيرة للعلاج، وفق حديث "إسماعيل"، الذي يواصل: "في إحدى الحالات المريضة طلب أحد الدجالين من المريضة 30 ألف جنيه، لكنني بفضل الله قمت بمعالجتها دون تقاضي أي مبالغ"، محذرا من العامل مع المعالجين الذين يقاضون مبالغ مالية نظير العلاج.
يعتبر الشيخ جمال إسماعيل أن من أكثر حالات السحر انتشارًا بين الفتيات، هي "سحر الجنون"، لافتًا إلى أنه من أصعب حالات السحر هي حالات الجن الأحمر الذي يشعل النيران في المنازل وفق حديثه، موضحًا أنني في الفترة الأخيرة ترددت عليه 12 حالة مصابة بحالات الجن الأحمر وتمت معالجتها جميعًا وبعضها تمت معالجته من أول جلسة وآخرين تمت معالجتهم على 3 جلسات.
يقول "إسماعيل" إن أغرب حالات السحر لدى الرجال هو سحر الجنون فمنهم من يفعل أشياء ثم لا يدري كيف فعل ذلك ومنهم من يقوم بحرق الأموال، موضحا أن أكثر الفئات المصابة بالسحر هن الفتيات في المرتبة الأولى، ثم يليها السيدات ويرجع ذلك إلى البعد عن الدين وملابس وتقاليع الموضة - وفق قوله - والنظر إلى المرآة كثيرا مما يعرض الكثير منهن للجن العاشق، مشيرًا إلى أن مركز سمالوط في المركز الأول في انتشار السحر، فيما تحتل محافظة مرسى مطروح المركز الأول بالجمهورية في انتشار السحر.
علاج السحر كما يرى "إسماعيل" هو قراءة: "قل هو الله أحد"، وعند حرق الجن يجب تلاوة سورة الزلزلة، يقول: "أحيانا استخدم الضرب لكنه ليس ضربا مبرحا لكن لابد أن نعي أن الجن من مخلوقات الله ولا يجوز الأذى إلا في حدود المعقول، فهناك جن يعذب بالضرب وآخر يعذب بالقرآن.. الضرب يستخدم فقط للجن العاصي".
أنواع أخرى من الدجل والسحر يوضحها "إسماعيل": "السحر المرسل، والسحر المستتر، وسحر الجنون، وسحر الربط، وسحر الخيال"، يضيف: "البعض يبلغني بالعثور على صور لأزواج موضوعة في مقابر فأطلب ممن وجدها أن يضعها في ماء وملح ويقرأ عليها "قل جاء الحق وزهق الباطل" ثم يلقيها في المياه.. إذا قرأت سورة البروج على المياه 7 مرات مهما كانت قوة السحر سيفك".