من هي "لوسي" صائدة شياطين الجنس على مواقع التواصل الاجتماعي؟

لوسي صائدة شياطين الجنس علي مواقع التواصل الاجتماعي
كتب :

كل صباح وقبل تناول الافطار تقوم "لوسي " بفتح " اللاب توب" الخاص بها، والدخول علي مواقع التواصل الاجتماعي واهمها فيس بوك وتويتر بالاضافة الي بريدها الالكتروني ، للاطلاع علي آخر الرسائل الواردة اليها من شياطين الجنس الذين يصطادون الاطفال والقاصرين ويستدرجونهم لممارسة الجنس عبر شبكة الانترنت، ومعظم الرسائل التي تتلقاها "لوسي" يوميا تحتوي علي صور اباحية "مقززة" لأصحابها، أو تتضمن طلبات لصور عارية منها.

واصدقاء "لوسي"، وهم بالآلاف، جميعهم من "شياطين الجنس" وينتمون لقارات العالم الست، منها الامريكي والاوربي والعربي والاسيوي والاسترالي وتتراوح اعمارهم ما بين 20 الي 60 عاما ، ولا يعرفون بعضهم لكنهم جميعا لا يعرفون شخصية "لوسي " الحقيقية، ويعتقدون انها مجرد مراهقة بريطانية تبلغ من العمر 16 عاما.

لكن "لوسي دوكويس " الحقيقية هي ام بريطانية في الاربعين من عمرها و تعيش بمنطقة هيرتفورد شاير فى بريطانيا ،و متزوجة من رجال اعمال يمتلك 3 شركات ، وتقوم بتربية اربعة اطفال وقد كرست كل قوتها لمطاردة من تسميهم بـ"الحيوانات المفترسة وشياطين الجنس" الذين يستدرجون الاطفال  ويغتصبون طفولتهم ، وهدفها الرئيسي هو جمع الادلة الموثقة ضدهم من خلال صورهم ورسائلهم وسجلات الدردشة معهم ، تمهيدا لإصطيادهم وتقديمهم للمحاكمة العادلة.

وتمتلك "لوسي" عدة حسابات "زائفة" علي شبكات التواصل الاجتماعي مثل " فيس بوك " ، و"تويتر" و "ماي سبيس " وتطبيقات الدردشة وجميعها بالإتفاق مع ادارة هذه الشبكات بهدف حماية الاطفال والقاصرين من" شياطين الجنس" ، ومعظم هذه الحسابات باسم فتيات واولاد مراهقين تتراوح اعمارهن ما بين 12 و 16 عاما .

وتعمل "لوسي" منذ 10 سنوات ضمن مجموعة بريطانية متخصصة في ملاحقة "شياطين الجنس" ، بعد تعرض ابنة زوجها المراهقة لعملية اغتصاب وحشية حيث استدرجها الجاني، عبر أحد تطبيقات الدردشة علي شبكة الانترنت ، وهو ما ادي الي اصابة الفتاة بالصدمة وحولها الي مريضة نفسية مازالت تعاني حتي الأن.

وتضطر "لوسي" في معظم الأحيان الي استقبال صور "عارية " و "اباحية" عبر تطبيقات الدردشة لمجاراة المشتبهم بهم ، بهدف استدراج "شياطين الجنس" واحكام "الفخ" اللازم لإصطيادهم والايقاع بهم ، كما أنها تضطر إلي استخدام مجموعة من برامج الكمبيوتر المتخصصة في تغيير الأصوات وعرض الفيديوهات الزائفة علي تطبيقات الدردشة الشهيرة ، ومن بينها فيسبوك مسنجر ، وسكاي بي وغيرها . 

ونجحت " لوسي" خلال رحلة عملها في اصطياد 47 مشتبها به من " شياطين الجنس" تمت ادانتهم ونالوا الجزاء الرادع ، وهناك 30 قضية اخري قيد التحقيق وتلاحق حاليا 150 من المشتبه بهم ، ولديها امل كبير في "اصطيادهم " قبل ان يتمكنوا من استدراج المزيد من الاطفال عبر شبكة الانترنت. 

وتقول "لوسي" انها لا تعمل بمفردها في ملاحقة "شياطين الجنس" لكن هناك 100 مجموعة بريطانية تعمل في هذا المجال ، بالاضافة الي الالاف الجماعات الاخري المنتشرة حول العالم ، وهناك تواصل وتنسيق كامل بينها لان الهدف الرئيسي لها هو حماية الاطفال والقاصرين من هذه الحيوانات المفترسة . 

وعن كيفية اصطيادها لـ"شياطين الجنس" تقول "لوسي" انها تقوم بزيارة صفحات "المشتبه بهم" ومتابعة حسابتهم و كل ما ينشر عليها ، وبعدها تطلب منهم ارسال طلبات صداقة اليها ، لأن ادارات مواقع التواصل الاجتماعي لا تسمح للعاملين في ملاحقة هؤلاء الشياطين بارسال طلبات الصداقة الي المشبته بهم .

بعد ذلك تدخل " لوسي" في دردشة يومية مع المشتبه به وعندما يشعر بالأمان معها ، يبدأ في الحديث عن رغبات وطلباته " المقززة" وهنا يبدأ دورها في جمع الادلة ضدة و توثيقها ، من خلال تسجيل الدردشة " والصور و الرسائل التي يقوم بإرسالها اليها ، وعندما يكتمل ملف الادانة ، يتم ارساله الي الشرطة التي تتولي القبض عليه و التحقيق معه ثم احالته الي المحاكمة .

وتطالب "لوسي" اولياء الامور بضرورة حماية ابنائهم " المراهقين والقصر"، من خلال متابعة حساباتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيس بوك" ووضعها تحت اعينهم ومحاولة التعرف علي الاشخاص الموجودين في قائمة الاصدقاء لديهم ، والتأكد من انهم ليسوا من الحيوانات المفترسة و شياطين الجنس .

وتشير "لوسي" الي ان المجموعات التي تعمل في مجال ملاحقة " شياطين الجنس" عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، يطلق علي اعضائها اسم " الفخ" ولا يسمح لهم بإرسال طلبات الصداقة الي الاخرين او دعوتهم الي الدردشة ، او نشر "البوستات " أو التعليق عليها ، وينحصر دورهم في متابعة كل ما ينشر وقبول طلبات الصداقة والدردشة ، وعندما تبدأ عملية استدراج "المشبته به" يتم اخطار ادارة الموقع واجهزة الشرطة حتي تكون عملية الملاحقة والضبط قانونية .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
خالد الصاوي بختام مهرجان القاهرة: قلبنا مع فلسطين ولبنان وقريب هتبقى "إيدينا" كمان