"خليها تحمض".. حملات لمقاطعة شراء الفاكهة بالإسكندرية بسبب ارتفاع أسعارها.. المانجو بـ 25 جنيه.. والعنب بـ 18 جنيه.. والبائعين: "البائع مظلوم والوكالة السبب" (فيديو وصور)

شهدت أسواق الإسكندرية ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الفاكهة، الأمر الذي آثار حالة من الغضب في الشارع السكندري، وطالب المواطنون المسؤولين بالتدخل والسيطرة على التجار ومراقبة الأسواق وضبط الأسعار.

"قاطعوا الفاكهة".. "خليها تعفن".. "خليها تحمض" حملات دشنها عدد من النشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لمقاطعة شراء الفاكهة بسبب الارتفاع المبالغ فيه في أسعارها، مشيرين إلى أن حملات المقاطعة تهدف لمجابهة جشع التجار حتى تتعرض للتلف داخل وكالة الخضراوات، لافتين إلى أن المُزارع والمستهلك يقعان ضحية لجشع التجار، فالمُزارع يبيع الفاكهة بربع ثمنها للتجار، والمواطن المستهلك يقع فريسة لزيادة الأسعار.

وللتعرف علي حقيقة الوضع تجولت كاميرا "أهل مصر" داخل أحد أشهر أسواق الإسكندرية لترصد أسعار الفاكهة ومعرفة أسباب ارتفاعها،  بعد تدشين حملة "خليها تحمض" ،حيث يتراوح سعر المانجو من 15 إلى 25 جنيه بحسب صنفها، فيما تراوح سعر بلح زغلول من 8 إلى 12 جنيه، وتراوح سعر الجوافة من 7.5 إلي 15 جنيه، والتفاح من 20 إلى 25 جنيه، والرمان من 3.5 إلي 6.5 جنيه.وتراوحت أسعار العنب ما بين 12 إلي 18 جنيه، فيما تراوح سعر الكمثري من 12 إلى 15 جنيه، وتراوح سعر التين من 10 إلى 15 جنيه، وتراوح سعر الموز من 12 إلى 17 جنيه، وسعر البطيخ 15 جنيه، فيما تراوح سعر البرقوق من 20 إلى 25 جنيه.وقال روماني عنتر، بائع فاكهة، إن السبب وراء رفع البائع للأسعار يرجع لرفع سعر شرائها من وكالة الخضار مما يضطره لرفع سعرها على المواطنين، مضيفًا أنه يبيع المانجو الزبدة بـ 18 جنيه وسبب ارتفاع سعرها هو قلة وفرتها في السوق بسبب قرب انتهاء موسمها.وأشار "عنتر"، إلى أن حركة البيع والشراء ضعيفة بسبب قرب بدء الدراسة وانشغال أولياء الأمور في الاستعداد للمدارس: "فين السوق!! الناس كتر خيرها داخلين علي مدارس والأسعار غالية.. ده غير دفع المياه والكهرباء وغيره.. ربنا يعوض علينا".وأرجع حمادة عصام، أحد بائعي الفاكهة بسوق المعهد الديني بمنطقة العصافرة، سبب ارتفاع أسعار الفاكهة إلي عدم وفرتها في السوق، وشرائها من الوكالة بأسعار مرتفعة: "الفاكهة بيزيد سعرها في الوكالة حيث يتم عمل مزاد لمن يدفع أكثر، ولو أنا رفضت شرائها فهناك ألف بائع غيري هياخدها لإنها خفيفة في السوق وقليلة، وبضطر لشرائها بثمن غالِ، وبالتالي طرحها في السوق للمواطنين بأسعار مرتفعة، والخضروات كذلك".وبالنسبة لتحديد أسعار بيع الفواكهة في الأسواق، أوضح أن الأسعار لا أحد يحددها، وإنما يتم تحديدها وفقًا لنسبة استهلاكها من قِبل المواطنين في السوق ونسبة الإقبال عليها، وبالتالي يتم تحديد سعر بيعها سواء مرتفع أو منخفض، لافتًا إلى أن حركة البيع ضعيفة بسبب ارتفاع الأسعار.وأشار "عصام"، إلى أن الفاكهة جميعها إنتاج مصري ولا علاقة لارتفاع أسعارها بارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري، وإنما عدم وفرتها وراء ارتفاع أسعارها، مضيفًا أن التفاح المستورد سعره 25 جنيه وهو سعر ليس مرتفع مقارنة بأسعار الفاكهة المصرية، فيما تُباع الجوافة بسعر 12 جنيه وذلك بسبب أن ثمرتها لم تنضج بعد نظرًا لبدء موسمها، وغير متوفرة بشكلِ كافٍ ويتسابق عليها البائعين في الوكالة، وبعد توفرها بطفرة في الأسواق سينخفض سعرها بالتأكيد.

بينما قال أحمد بدران، أحد البائعين: "إحنا بنجيب الفاكهة غالية من الوكالة، أنا بشتري المانجة بـ 11 جنيه وببيعها بـ 12 جنيه أي أن المكسب جنيه واحد فقط، والأسعار يتم تحديدها من خلال سعر بيعها في الوكالة، أما الجوافة فسعرها 12 جنيه، وسعر بلح زغلول 5 جنيهات، والناس مش معاها فلوس تشتري ومش لاقية تاكل".أما أحمد عز الدين، 30 سنة، بائع فاكهة، فيقول إن ارتفاع أسعار الفواكه يرجع لرفع الفلاح المُزارِع سعرها علي البائع، مضيفًا أنه كان يشتري الفاكهة والخضروات من المُزارعين من "الصحراء" ويكلفه ذلك 200 جنيه، بينما أصبحت تكاليف جلبها اليوم 1200 جنيه، لذلك اضطر للشراء من وكالة الخضروات: "الأسعار في الوكالة مرتفعة جدا لذلك بيتم زيادة سعر بيعها للمواطنين غصب عننا.. إحنا عايزين نبيع بأسعار منخفضة علشان الناس تاكل وتقدر تشتري وأيضا علشان أعرف أبيع.. المانجة سعرها 20 جنيه وهذا الأمر لم يحدث من قبل، وأطالب المسؤولين بالدولة بخفض الأسعار.. الناس غلابة".

وعلق على الدعوات المطالبة بمقاطعة شراء الفاكهة، قائلا: "لا أحد يستطيع الاستغناء عن الفاكهة، ولو ولي الأمر استغني عنها فالأبناء في المنزل هيطلبوها، والبائع مظلوم مثل المواطن المستهلك، فهو يضطر لدفع مصاريف كبيرة علشان يجيب شوية الخضار.. الأسعار بقت نار"، مضيفا أنه كان يعود إلي منزله مُحملا بأكياس بداخلها كل متطلبات المنزل، أما حاليا فأصبح الأمر صعبا بسبب ارتفاع الأسعار.

وتابع: "أنا شاب مثل باقي الشباب وعمري 30 عام ولم أتزوج حتي الآن بسبب ارتفاع الأسعار، فتكاليف الزواج أصبحت فوق طاقة الشباب"، مشيرًا إلى أنه دائما مُطارد من ضابط المرافق كلما رآه يبيع في الشارع: "أنا لا أملك محلات أو عقارات.. أنا بقف على صينية مانجة على شوية خضار بجيبهم استرزق من وراهم وأأكل بيتي، والضابط لما بيشوفني بيجري ورايا كإني بسرق أو ببيع مخدرات، أنا واقف على فرش في الشارع هدفع منين ثمن إيجار محل!! أنا كل اللي إحنا عايزينه نعيش مش أكتر"، مضيفًا أنه يرث هذه المهنة أبا عن جد، ولا يملك مصدر رزق آخر غيرها".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً