أبسط حقوق الطفل هي الحياة الآمنة والتعليم والصحة، ولكن الوضع يختلف في البلدان العربية، فالطفل هناك لا يجد أمامه سوى فوهات البنادق في بعض الدول، أو تعليم دون المستوى في البعض الآخر.
الطفل في بعض البلدان العربية أصيب بويلات حرب الإرهاب، ويعاني الكثير والكثير من فقدان أبسط حقوقه، وعلى سبيل ذلك؛ فقد توجه تنظيم "داعش" الإرهابي، منذ فترة كبيرة إلى تجنيد الأطفال وإشراكهم بمعارك تستخدم فيها الأسلحة والذخيرة، وذلك محاولةً منه في بسط أيدلوجيته الفكرية على عقول الأجيال القادمة.
"أطفال الفلوجة" .. وحرب الجاسوسية
ففي العراق وبالتحديد في الفلوجة (نحو 60 كلم شمال غرب بغداد)، ذكر مصدر محلي لـ "سبوتنيك" الروسية، أن أكثر من 100 طفل دون سن الـ 15، انتشروا كمقاتلين مسلحين لتعزيز النقص الذي حدث في صفوف الدواعش المتقهقرين بتقدم القوات العراقية في معركة تحرير المدينة.
وبحسب المصدر ذاته، فإن مهام هؤلاء الأطفال الذين جندهم تنظيم "داعش" لديه من أبناء عناصره ومواليه، كانت للاستخبارات وجمع المعلومات عن المدنيين في المدينة التي تشهد معركة لتحريرها منذ 23 مايو الماضي.
أطفال سوريا تحت خط النار
أما المناطق الشرقية من سوريا الواقعة تحت سيطرة "داعش"، استغل التنظيم المتشدد حالة الحصار التي يعاني منها أبناء المنطقة لينفذ مخططاً أشبه بالشباك لفرض السيطرة على عقول الأطفال، والذين أجبروا بقوة السلاح على التجنيد ضمن صفوف "داعش"، والذي لطالما استمر في ارتكاب جرائم في حق الانسانية بأي مكان تواجد فيه.
"مكاتب تجنيد الأطفال" التي أعلنها "داعش" في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا، هو أمر أشبه بالإبادة الفكرية للطفل السوري وذلك لإقحامه في معارك ضارية لا يرى فيها سوى الرصاص، حيث نشر تنظيم "داعش" صوراً عديدة لإحدى معسكرات تدريب الأطفال في "الرقة"، تحت مسمى "معهد الفاروق للأشبال"، ليزج بأطفال المدينة ضمن "جند الخلافة".
ولم يتوقف "داعش" عند إقحام الأطفال في المعارك فقط، بل تطرق إلى تعليمهم كيفية تنفيذ العمليات الإنتحارية وقطع الرؤوس في تنفيذ عمليات الإعدامات التي يقوم بها التنظيم الإرهابي، ليكسر بذلك كل معاني الإنسانية والمروءه.
نازية "داعش" تضرب أطفال "سرت" الليبية
ولا يخفى على أحد ما تعيشه ليبيا من إرهاب وخراب على يد تنظيم "داعش"، والتي لم يسلم أطفالها من نازية التنظيم، وفق ما ذكره باحثون بمؤسسة كويليام للأبحاث.
ففي مارس الماضي، لفت باحثو "كويليام"، إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي يطبق كل تكتيكات النازيين في التجنيد من خلال غسيل مخ الأطفال ليصبحوا جيل القتلة الجديد.
باحثوا "كويليام"، قاموا بتحليل أسلوب داعش في تجنيد الأطفال، مؤكدين أن التنظيم يدمج أيديولوجيته الوحشية في الطفل منذ لحظة الولادة.
ونوه الباحثون، إلى استغلال "داعش" للأطفال في الجاسوسية والعميات الانتحارية، حيث يركز على جزء كبير من جهوده في غسيل مخ الأطفال من خلال مناهج تعليمية قائمة على الأفكار المتطرفة.
وبحسب الباحثين، فإن مقاتلي "داعش" الحاليين يرون الأطفال أفضل وأكثر فتكًا منهم، وأن مستقبلهم في القتال أكثر وحشية من غيرهم وذلك لتدريبهم المبكر على العنف.