"أبطال مهدور حقهم في مصر".. محمود فوزي بطل المصارعة المصري يلعب باسم "أمريكا".. وأبناء الصعيد: نحصل على ملاليم

كتب :

كتب: كمال عبد الرحمن ـ أيمن الجرادى ــ شيماء محمد ـ أحمد المصري

لم تحقق مصر إنجازًا رياضيًا عالميًا، إلا في الألعاب الفردية، فكانت المصارعة ورفع الأثقال، السبب في رفع العلم المصري بالمحافل العالمية، بينما الألعاب الجماعية - الشعبية- تحلم فقط بالوصول للمحفل الدولي، وإذا وصلت تعود بسرعة كبيرة، مثلما حدث للمنتخب القومي في مونديال روسيا 2018.

رغم ذلك، يظل الاهتمام الشعبي والحكومي بكرة القدم، ويقل الاهتمام بأبطال الألعاب الأخرى، مهما حققوا من إنجازات وبطولات، وهو الأمر الذي يكون له أثر سيئ في نفوس هؤلاء الأبطال.

وعدد كبير من لاعبي المنتخب المصري، يشكون عدم الاهتمام من الاتحادات الخاصة بألعاب القوى، بالرغم من حصولهم على بطولات عالمية ومشاركتهم فى الأولمبياد، إلا أن التركيز يظل على كرة القدم فقط، وأصبح لاعبو الكرة يتقاضون أموالًا هائلة، بينما يلجأ لاعبو المنتخب للألعاب الفردية أحيانًا إلى الاستدانة، وبيع ممتلكاتهم من أجل الإنفاق على أنفسهم.

ـــ محمود فوزي بطل المصارعة المصري يلعب باسم "أمريكا"

محمود فوزى، لاعب منتخب مصر للمصارعة السابق، الذي أعلن عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى"فيس بوك" أنه سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وسيمثل المنتخب الأمريكى بأولمبياد طوكيو، بعد أن تعرض للظلم من اتحاد المصارعة فى مصر.

وعبر اتصال هاتفى لـ"أهل مصر" أكد اللاعب، أنه لم يكن ينتوى اللعب باسم الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بعد تعرضه للظلم من قبل اتحاد المصارعة، والذي أصدر قرارًا بإيقافه، وفضَّل عليه لاعبًا آخر خسر فى بطولة البحر المتوسط بنتيجة 10 مقابل صفر، قرر اللعب باسم أمريكا.

وأضاف اللاعب، أنه تواصل مع مسؤلى الاتحاد؛ للاهتمام به ولكنه لم ينل ذلك، وتم التعامل معه بطريقة مهينة- حسب وصفه.

وأكد اللاعب على أنه تزوج من أمريكية، وكان من الممكن أن يلعب لمنتخب أمريكا منذ سنوات ولكنه فضل الوجود مع منتخب بلاده، ولكن بعد الظلم الذي تعرض له، قرر أن يسير فى طريقه من أجل تحقيق أهدافه، كونه من أفضل لاعبي العالم في المصارعة، موضحًا أن مرتبه فى مصر لم يتخطَ الـ2000 جنيه، بالرغم من أنه شارك فى الأولمبياد.

ففى محافظة الدقهلية استطاعت أمل محمد توفيق، ابنة السنبلاوين، من الحصول على 3 ميداليات ذهبية، في دورة الألعاب الإفريقية، المقامة بدولة الجزائر، في وزن 53 كجم، لتتأهل بذلك لنهائي دورة الألعاب الأوليمبية للشباب، التي ستقام بالأرجنتين.

ابنة السنبلاوين الطالبة بالصف الثالت الأزهرى، قررت أن تكون بطلة فى لعبة رفع الأثقال، بعد أن مارست عددًا من ألعاب القوى بنادى السنبلاوين، عقب وفاة والدها، إلى أن قررت أن تكون بطلة فى رفع الأثقال والممارسة الجادة لتلك الرياضة، بعد تأكدها من إتقانها.

مثلت اللاعبة منتخب مصر فى عدد من البطولات الأفريقية، والعالمية وحصلت على بطولة إفريقيا 3 مرات متتالية، وتلعب الآن لنادى الكهرباء بالقاهرة، وتحصل على مرتب 500 جنيه شهريا.

بطلة أفريقيا نصف يومها للتمرين، من أجل اللحاق بالبطولات، واللعب باسم مصر، والنصف الآخر، تعتمد على والدتها فيها، والتي تلخص لها المواد الدراسية، من أجل مساعدتها فى المذاكرة خلال فترة الامتحانات.

تسعى بطلة إفريقيا للالتحاق بكلية التربية الرياضية بعد انتهاء الدراسة بالثانوية العامة، من أجل الحصول على الماجستير والدكتوراة فى مجال الرياضة، وبالرغم من عدم حصولها على مستحقاتها من اتحاد رفع الأثقال، إلا أن أسرتها كانت الداعم الرئيسى لها في الإنفاق عليها، ودعمها من أجل دعمها لتكون بطلة في جميع المسابقات، وتسعى أن تكون بطلة عالم بعد تأهلها للعب باسم منتخب مصر فى الأولمبياد. 

لم تكن أمل وحدها، بل هناك عبد اللطيف منيع، بطل المصارعة الرومانية الحاصل على بطولة أفريقيا مرات متتالية، الذي تعرض لأزمة خاصة، عندما رفض الاتحاد الإنفاق عليه، وكان والده الداعم الرئيسى له دائما، من أجل إكمال مشواره الرياضي.

ـــ بطلة ألعاب القوى: أناشد الفريق مهاب مميش أن يجد لي عملًا 

"حلمي أشتغل حتى عاملة نظافة"، تلك هي أول الكلمات التي بدأت بها رضا عادل توفيق، لاعبة ألعاب القوى التي حققت لمصر عشرات الميداليات الذهبية على مدار 18عامًا كرست فيها حياتها للرياضة، ولكن خلال تلك الفترة لم يلتفت لها أي أحد من المسؤلين خصوصا أنها رفعت رأس مصر في الخارج عن طريق حصولها على الميداليات الذهبية.

وتقول رضا لـ"أهل مصر": "حصلت على البطوله العربية فى دبى، وحصلت على ميدالية الألعاب العربية فى الدوحة، كما حصلت على ذهبية ألعاب الأندية بإلامارات.

تقول رضا: "بعد أن رفعت اسم مصر وجئت لها بكل هذه الميداليات الذهبية لم يتحقق حلمي فى الالتحاق بالعمل بهيئة قناة السويس، وخصوصا بعد وفاة والدى وخروج والدتى على المعاش، وطالبت بتعييني في الهيئة خاصة أننى ألعب لصالح أحد النوادى فى بورفؤاد التابع لهيئة قناة السويس ورفعت اسمه فى المحافل الدولية".

وتتابع: "أناشد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس أن يوفر لي عملًا فى الهيئة".

ـــ "تايجر" بطل الكونغ فو: الصعيد لا يهتم بالألعاب الفردية 

أكد كابتن "محمود جمال محمود عوض" الشهير بـ"محمود تايجر" والذى يقطن بمدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، وبطل الجمهورية فى الكونغ فو لعام 2018، أن الألعاب الفردية فى مصر، مهدور حقها، ولم تنل الاهتمام الكافى من المسئولين بما يليق بها، وبما يحققه أبطالها فى رفع اسم وعلم مصر عاليا فى المحافل الدولية، بالمقارنة بالألعاب الجماعية ومدى الاهتمام بها على الرغم من عدم تحقيق الإلنجازات التي يحققها أبطال الألعاب الفردية مثل الكونغوفو والكاراتيه وكمال الأجسام والاسكواش والتايكوندو والمصارعة الروماني والسباحة وغيرها من الألعاب الفردية.

وقال "تايجر": تعتبر لعبة الكونغ فو من الألعاب الفردية واسعة الانتشار في مصر بين الشباب والكبار من الجنسين رغبة منهم فى الدفاع عن النفس أو ممارسة الألعاب القتالية التى تخرج الكبت الموجود لديهم في بعض الأحيان بصورة قانونية.

وأكد تايجر لـ "أهل مصر"، أنه حاصل على بطولة الجمهورية فى لعبة الكونغوفو "أسلوب النسر"، باسم نادى اتحاد الشرطة الرياضي بالقاهرة لثلاثة أعوام متتالية "2016 _ 2017 _2018" ولم يلعب باسم أندية الصعيد بسبب عدم اهتمامها بالألعاب الفردية أو تنمية المواهب التي تظهر عليها ملامح النبوغ والمهارة فى لعبة معينة، ولكنهم يهتمون بالألعاب الجماعية مثل كرة القدم.

وقال أيضا: "أي لاعب يريد ممارسة لعبة فردية يلعب على حسابه الخاص وينفق على نفسه، وهذا مكلف وفوق طاقة الشباب الذى يبدأ حياته، ولذلك نجد عزوف أبطال أو لاعبين موهوبين عن ممارسة اللعبة، مثل الكونغوفو وكمال الأجسام والكاراتيه والسباحة وغيرها.

وأضاف "تايجر" أنه بسبب عدم الاهتمام والإهمال المتعمد من الأندية ومراكز الشباب بالألعاب الفردية يعتزل الكثير اللعب فى سن مبكر، أو قد يتجه اللاعبون الموهوبون من أبناء الصعيد إلى أندية الوجه البحري لتكملة مشوارهم وتحقيق آمالهم والحصول على البطولات على مستوى الجمهورية بل والصعود منها للمشاركة فى بطولات العالم.

وأكد "تايجر" أن الصعيد عامة لا يهتم بالرياضة وإن اهتم يهتم بالألعاب الجماعية وفى مقدمتها كرة القدم أما باقي الألعاب لا يهتم بها إطلاقا.

وأضاف أن منتخب مصر للكونغ فو فى الآونة الأخيرة، أوجد مكانًا لمصر عالميا، ورفع اسمها عاليا فى جميع المحافل الرياضة، ونجد منتخب مصر فى الكونغوفو حصل على برونزية العالم، والمركز الثالث، ورفع علم مصر خفاقا وسط جميع المشاركين، ولكن الألعاب الجماعية تنفق مبالغ كبيرة ولم تحصل على نفس البطولات التي تحصل عليها الألعاب الفردية.

وقال: " كثير ممن يحصلون على بطولات في الألعاب الفردية لا يجدون الاهتمام، ما يضطر الكثير منهم إلى اللعب باسم دول أخرى غير مصر، وهذا مرفوض تماما ولا أقبل به، وإن عُرض عليَّ اللعب باسم دولة غير مصر، لن أقبل.

وأكد "تايجر" أن لاعبي الألعاب الجماعية يحصلون على ملايين الجنيهات بالرغم أنهم لا يرفعون اسم مصر وعلى النقيض أبطال الألعاب الفردية يحصلون على ملاليم ويرفعون أسماء أنديتهم ومنتخباتهم عاليا.

وقال "تايجر"، إن مثله الأعلى فى اللعبة الدكتور يحيى فوزى الأستاذ بكلية التربية الرياضية للبنات بجامعة الإسكندرية، ومثله الأعلى عالميا جيت لي.

ونصح تايجر، الشباب بممارسة الألعاب المعتمدة والتي لها اتحاد مصري وتمارس تحت إشراف مديريات الشباب والرياضة، والبعد عن الألعاب التي لا أساس لها والبعد عن المنشطات التي تضر بالجسم.

ــــ أبناء كفر الشيخ يحصدون البطولات الدولية

سنوات طويلة قضاها باحثاً عن التميز فى لعبته بين الأندية المختلفة داخل مصر، لكنه لم يحظّ باهتمام إلا حينما هاجر خارج البلاد، هناك ذاع صيته وأصبح بطلاً فى الألعاب الرومانية، أحمد السيد إبراهيم حمايل، بطل كمال الأجسام، الذى بدأ منذ صغره احتراف لعبته، فصارت عشقًا له بعد أن حصد الكثير والكثير من البطولات منها المحلية والعالمية، وحصد ألقابًا كبيرة ليحصل منها على المراكز الأولى.

يقول بطل العالم فى كمال الأجسام، ابن مدينة بيلا فى كفر الشيخ، الذى حصل على المركز الخامس فى بطولة العالم لكمال الأجسام "أرنولد كلاسيك" في سبتمبر الماضى، إن الإمارات أتاحت له فرصة للتدريب وتطوير نفسه من أجل المشاركة في البطولات العالمية، ورغم رفض والدته سفره إلا أنه لم يستسلم ويتنازل عن حلمة، وسافر وأصبح أشهر رموز محافظته.

ويضيف: "لم أجد الدعم والتشجيع داخل مصر ولا أنتظر الدعم من أحد وحلمي سيظل بين عيني وهوصل وإن بعد الطريق، ورغم ما جرى من محاولات لتحطيم طموحي الرياضي في مصر إلا أنني سأظل ألعب باسمها وأفتخر ببلدي دائمًا".

لم يختلف الحال كثيراً عند أدهم نور الدين، لاعب المصارعة الرومانية، الذي يحلم بأن يكون بطلاً عالميا، بعد حصوله على الكثير من المراكز المتقدمة.

يقول أدهم: "والدتى كانت سببًا في تحقيق أحلامى وطموحاتى، وبرغم حزنها على بعدى لكنها دائمًا كانت تبُث الروح والحلم في نفسى، وكانت تساعدنى من أجل الوصول إلى حلمى.

يضيف لاعب المصارعة الرومانية، حققت في اللعبة مراكز متقدمة وحصلت على المركز الأول فى بطولة أفريقيا للمصارعة الرومانية 2016 - 2017 واقتنصت الكثير من البطولات المحلية التى حققت فيها المركز الأول دائماً.

يتابع: "أول مشاركة لي فى بطولة الجمهورية كانت في الإعدادية وحصلت على المركز الثالث وفى نفس العام حصلت على المركز الأول فى بطولة الجمهورية "مدارس"، وكنت أخوض البطولتين معاً بطولة الجمهورية للاتحاد وبطولة الجمهورية التابعة لوزارة التربية والتعليم، لكني كنت أولي اهتماماً لبطولة الاتحاد بشكل أكبر، وحصلت على المشاركة الثانية وحصلت على المركز الأول".

واختتم: "حصلت على المركز الأول على قارة أفريقيا، وتم تصنيفى الـ17 عالميًا، ودائمًا أعتمد على فرق النقط فى اللعب".

وقال: "رغم انشغالي الكبير باللعبة إلا أنني نسقت بين التمرين والدراسة واستطعت الحصول على 94.4% فى السنة السابقة بالشهادة الثانوية، والتحقت هذا العام بكلية الهندسة".

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً