اعلنت الحكومة الروسية اليوم الثلاثاء ان الثقب الذي حدث في جسم المركبة "سيوز" التي تشكل جزءا من محطة الفضاء الدولية ، كان متعمدا ويمكن تصنيفه علي انه عمل تخريبي ولم ينجم عن اصطدام نيزك بها كما اعلنت وكالة الفضاء الامريكية "ناسا" من قبل .
وقال رئيس وكالة الفضاء الروسية "ديمتري روجوزين" ان الثقب نتج عن عمل تخريبي و تسبب في حدوث ثقب بالمركبة سيوز يبلغ قطرة حوالي 2 مليمتر ، وأدي الي حدوث انخفاض طفيف في الضغط الجوي علي متن محطة الفضاء الدولية ، ولم يشكل تهديدا علي رواد الفضاء المقيمين في المحطة .
واشار "روجوزين" الي ان رواد الفضاء احسوا بانخفاض الضغط غير العادي ، واكتشفوا وجود ثقب في المركبة "سيوز" ، مما ادي الي حدوث تسرب في محطة الفضاء الدولية ISS يوم 29 اغسطس الماضي ، مشيرا الي ان تحقيقات وكالة الفضاء الروسية اكدت ان الثقب الذي تم اكتشافه لم يكن موجودا علي المركبة الروسية عند اطلاقها من الارض ، ولم يحدث نتيجة اصطدام احد النيازك بها ، كما زعم مسئولوا وكالة الفضاء الامريكية "ناسا " لكنه كان ناتجا عن عمل تخريبي متعمد .
اقرأ ايضا :
كيف تشاهد محطة الفضاء الدولية بالعين المجردة في مصر
واكد "روجوزين " ان تحليل الصور والبيانات التي تم الحصول عليها من المركبة سيوز تؤكد ان الثقب نتج عن عمل تخريبي تم بالداخل من خلال الحفر المستمر في جسم المركبة ، ولم ينتج عن اصطدام خارجي وهو ما يعتبر تخريبا متعمدا، قد يؤدي الي توتر العلاقات بين وكالتي الفضاء الروسية والامريكية اللتان تتعاونان في ادارة محطة الفضاء الدولية ، وعلينا اولا اصلاح الثقب وتحديد هوية "الجاني" بالاسم لانها مسالة شرف بالنسبة لوكالة الفضاء الروسية وشركة "انرجيا " التي قامت بتصنيع مركبة الفضاء "سيوز".
واضاف "روجوزين" في تصريحات بثها التليفزيون الروسي الرسمي امس الاثنين :" كانت هناك محاولات عديدة للحفر.. لم يكن عيبا في الإنتاج أو اصطداما بينزك لكنه اجراء تخريبي متعمد ".
واوضح " روجين " ان رواد الفضاء الروس علي متن محطة الفضاء الدولية ISS اضطروا الي استخدام غراء و شرائط طبية لاصقة ، لسد الثقب بشكل مؤقت للحفاظ علي الضعط الجوي داخل المحطة الي حين ارسال بعثة فضائية مجهزة بالمعدات اللازمة لسد لثقب.
وفي سياق متصل نفي مصدر في شركة "انرجيا " الروسية المصنعة لمركبة الفضاء الروسية "سيوز" ، صحة الانباء التي روجت لها وسائل اعلام امريكية نقلا عن مسئولين في وكالة "ناسا" الامريكية ، عن ان الثقب كان موجودا في المركبة قبل ارسالها الي الفضاء ،مؤكدا ان التحقيقات التي اجرتها بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية اثبتت انه حدث بشكل متعمد .
وقال المصدر :" لدينا معلومات مؤكدة تشير الي ان رائد الفضاء الامريكي "درو فوستيل " التابع لوكالة "ناسا" كان يعلم بوجود الثقب لكنه لم يبلغ عنه ، وعندما طلبنا من الرواد اغلاق الثقب بالشرائط الطبية والغراء ، قال "فوستيل " في اتصال مع المحطة الارضية ان الكميات الموجودة علي المحطة لا تكفي لسد الثقب .
المعروف ان المركبة الروسية "سيوز" جزء من القسم الروسي في محطة الفضاء الدولية ISS ، وتستخدم منذ عدة سنوات في نقل رواد الفضاء الروس واليابانيين والصينين ، وتعرضت للثقب في القسم العلوي منها الملحق بمنصة راسفيت .
وتبلغ تكلفة محطة الفضاء الدولية 150 مليار دولار ، وتزن اكثر من 400 طن وتحلق علي ارتفاع يتراوح ما بين 401 الي 409 كيلو متر في الغلاف الجوي للارض ، وسبق ان تعرضت لحادث مماثل في عام 2007 ، عندما حدث تسرب للضغط في مركبة "هارموني " الاوربية المتلحمة بالمحطة لكنه لم يهدد حياة رواد الفضاء علي متن المحطة .