تعاني محافظة الغربية من الارتفاع المستفز فى أسعار الخضار والفاكهة بالأسواق، ولم يسلم أيضًا سوق الجملة من تلك الأسعار الجنونية، والتي اضطرت الكثير من المواطنين لمقاطعتها مرغمين، حيث تخطت أسعار الفاكهة كافة التوقعات، مما دفع الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لشن حملة شرسة لمقاطعة الفاكهة تحت عنوان "خليها تحمض"، وذلك لإجبار التجار على تخفيض الأسعار وإن لم يستجيبوا ستتلف بالضرورة بضاعتهم.
تقول "أم مصطفى" إحدى السيدات البسيطات فى سوق الجملة بالمحلة الكبرى:"بعد وصول كيلو الجوافة لـ15 جنيه، بعد أن كانت العام الماضي لا تتخطى الجنيهات الثلاث، ولما بتبقى بشاير ولسه طرحه مكنتش بتعدي كيلو ونصف بعشره جنيه، أما الكمثري فوصلت لـ20 جنيه الكيلو والبلح نفس السعر، أما العنب فتجاوز الـ20 جنيه، كيف أستطيع شراء فاكهة لأولادي الثلاث وزوجي عامل.
وأضافت "لا نستطيع شراء الحلويات كالأغنياء، فكانت الفاكهة كترضيه بديله لأطفالنا، "لكن على تلك الأسعار فخليها زي ما هي مش هنموت لم ماكلناش فاكهة، أحنا بناكلهم بالعافيه هنشترى فاكهة كمان".
وتابع "محمد عوض" أحد عتالي الوكالة بالسوق قائلاً: "وصل سعر كيلو التين والبرقوق لـ35 جنيه، أما التفاح الصغير تجاوز الـ20 جنيه، أرخص فاكهة في السوق هي الرمان بـ5 جنيهات، لكن هادره أكثر من ثماره، ولولا عملي كعتال بالسوق ما اشتريت الفاكهة أنا وأولادي، الشيء المحزن هو بعد انتهاء لسوق عندما نجمع القمامة على مدخل البوابة، وتأتي بعض السيدات أو حتى الرجال المسنين باحثين وسطها عن ثمرة فاكهة لأولادهم، وبعض التجار يخرجون الفاكهة العطبه أو البائتة ويلقونها فى الكومة الكبيرة أمامهم، فترسم على وجوههم آثار الحسرة ويزدادوا غلب على أحوالهم.
وعلى الجانب الأخر يقول "محمد الششتاوى" أحد بائعي الفاكهة بسوق المحلة الكبرى:"السبب الرئيسي فى غلاء الأسعار هو الفلاح، بحيث يحدد سعر محصوله ويأتي إلى هنا ويضيف مصاريف النقل والتعتيق على الكيلو، ففي بعض الأحياء يصل سعر كيلو المانجا قبل البيع للتاجر وليس المستهلك 25 جنيه، ومرورًا من يد الجملة للقطاعي تتجاوز ال40 جنيه.
وأضاف "الششتاوي" عندما ارتفعت علينا الأسعار أتبع بعض التجار نظام جديد فى التعامل بحيث يحدد الفلاح سعر محصول ويسلمه للتجار والذي بدوره يبيعه للقطاعي ويأخذ عموله، فأصبحنا عمال عند الفلاحين.
وتابع "أشرف الحورانى" صاحب وكالة بسوق المحلة الكبرى: "السبب الرئيسي فى طمع الفلاح هما تجار محاصيل الأراضي بمعنى أن بعض التجار يشترون المحصول قبل جمعه بأسعار أعلى من السوق، فيأتى المزارع بمحصوله للسوق، وبعد عرض السعر عليه لا يوافق ويفرض شرطه، فمنذ يومين عرضت على أحد المزارعين 3 جنيهات لكيلو الطماطم فرفض بحجة أن التاجر يشتريها من الأرض بـ4 جنيهات ونصف للكيلو، ولم أجد أى بديل إلا الشراء بنفس السعر، وبعد إضافة مصاريف السوق والنقل والتعتيق وبيعها للقطاعي يصل الكيلو لـ9 جنيهات، نحن أيضًا ضحايا لجشع البعض.