عاودت تركيا لمهاجمة مصر من جديد، عقب صدور حكم في قضية التخابر مع قطر والتي تضمنت الأحكام بالسجن 40 عاما في حق الرئيس المعزول مرسي وآخرين إلى جانب إعدام 6 من بينهم.
وأدانت وزارة الخارجية التركية، أحكام السجن الصادرة بحق المعزول قائلة في بيان لها: «نعرب عن قلقنا العميق إزاء الحكم بالسجن المؤبد على الرئيس مرسي، المنتخب ديمقراطيا في مصر والمعتقل منذ 2013، وندينه، ونعتقد أن القرار لن يساهم في تحقيق سلام واستقرار مصر».
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تتطلع فيها تركيا إلى التدخل في الشأن المصري ففي عام 2015 عقب إصدار حكم إعدام بحق المرشد العام لجماعة الإخوان وعدد من قيادات التنظيم علقت الخارجية التركية قائلة: «ندين الأحكام الجماعية التي تشكِّل السلسلة الأخيرة في عملية المحاكمات ذات الطبيعة السياسيّة والمستمرة في مصر منذ شهر يوليو 2013، والتي تقضي بالإعدام بحق 14 شخصًا وبالسجن المؤبد بحق 37 آخرين».
وعلى خلفية ذلك ردت وزارة الخارجية المصرية معبرة عن استهجانها الشديد للتدخل الذي وصفته بـ«غير المقبول» في شؤون القضاء المصري من خلال تعليق الخارجية التركية على الأحكام الأخيرة، بحق أعضاء بتنظيم الإخوان.
وجدَّدت الخارجية المصريّة رفضها الكامل للتدخل من جانب أي دولة في أعمال القضاء المصري، وعدم احترام أحكامه باعتبار ذلك يُشكل إخلالًا جسيمًا بالمبادئ الأساسية لأي نظام ديمقراطي، وعلى رأسها مبدأ الفصل بين السلطات واحترام استقلالية القضاء.
وتعود أصول الازمة ما بين مصر وتركيا إلى عام 2013 عقب أحداث ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الجماعة الإرهابية وعزلت محمد مرسي من سدة الحكم على خلفية تأييد تركيا لتولي الجماعة للحكم في مصر ولكن الوضع زاد تدهورا على خلفية تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم وهو ما دفع الرئيس التري رجب طيب أردوغان إلى إطلاق التصريحات هنا وهناك ضد مصر.
وتراكمت المواقف العدائية الصادرة من أردوغان ففي عام 2014 وصف "أردوغان" الانتخابات الرئاسية المصرية التي أسفرت عن تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم بغير النزيهة وأنها كانت موجهة، ولم يسمح لأحد بخوض الانتخابات، قائلا: "لا يمكن وصف النظام الانقلابي بأنه ديمقراطي لأن الرئيس المنتخب محمد مرسي في السجن".
ومن خلال موقف آخر وصف أردوغان الرئيس السيسي بـ"الطاغية"، وذلك عندما وجه له سؤالا حول العملية البرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، حيث قال عن الرئيس المصري المنتخب أنه "لا يختلف عن الآخرين، إنه هو نفسه طاغية"، متهما الإدارة المصرية بالعمل مع إسرائيل ضد حماس المدعومة من الحكومة التركية، بحسب وصفه.
وتابع أن "الإدارة في مصر ليست شرعية"، متهما السلطات المصرية بأنها تريد استبعاد حماس من أي اتفاق سلام في غزة".
وفي هذه الأثناء عرضت مصر اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحماس، إلا أن الأخيرة رفضت وطالبت بمفاوضات من أجل فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل قبل وقف إطلاق النار.
وفى موقف آخر وصف "أردوغان" الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنبر الانقلابيين، وذلك في كلمته أمام الدورة الـ69 للجمعية أواخر العام الماضي، والتي شهدت حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث أعرب عن إدانته لـ"إضفاء الأمم المتحدة الشرعية على من انقلب ضد من اُختير بإرادة شعبية كرئيس لمصر، في إشارة للرئيس الأسبق محمد مرسي، وأن مجرد حضور السيسي هو قبولا لعدم الشرعية وديمقراطية الشعوب من قبل الأمم المتحدة".
وأثناء استقبال بابا الفاتيكان للرئيس عبد الفتاح السيسي في إيطاليا وجه أردوغان اللوم للبابا كما وصف النظام المصري في موقف آخر بـ"القمعي"، على خلفية إصدار الإنتربول مذكرة اعتقال بحق الشيخ يوسف القرضاوي، المحسوب على جماعة الإخوان، ورئيس ما يسمى "الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين".
وفى مؤتمر صحفي مشترك جمعه بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، واصل أردوغان هجومه من جديد على مصر والقيادة السياسية، زاعما أن الرئيس المصرى المنتخب يقبع بالسجن، والرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وصل للحكم بطريقة غير ديمقراطية، على حد زعمه.