توصلت دراسة جديدة، أجرتها جامعة جيرونا الاسبانية، إلى أن عقار ستاتين الذي يستخدمه الملايين في مختلف أنحاء العالم، لتخفيض معدلات الكوليسترول الضار LDL لا يفيد كبار السن ويعتبر مضيعة للوقت والمال بالنسبة لهم، لانه لا يؤدي إلى أي نتائج وقائية بالنسبة لهم.
وقالت الدراسة التي شملت فحص بيانات 47 الف شخص من كبار السن الذين يتعاطون ستاتين ، وتزيد اعمارهم عن 75 عاما ،انه لا يوجد اي دليل يثبت ان العقار يوفر الحماية من ارتفاع الكوليسترول الضار ، او الوقاية من امراض القلب والسكتات الدماغية بالنسبة للاشخاص منخفضي المخاطر، وهو ما لا يبرر الاستخدام المفرط للعقار ضمن ما يسمي بالاستراتيجية الوقائية الاولية ، المستخدمة في معظم دول العالم.
وتعتمد استراتيجية الوقاية الاولية علي ضرورة منح عقار ستاتين لأي شخص معرض للاصابة بامراض القلب بنسبه 10 % خلال 10 سنوات ، لوقايته من ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار LDL والنوبات القلبية والسكتات الدماغية .
لكن نتائج الدراسة التي اجرتها الجامعة الاسبانية بالاشتراك مع المعهد الكتالوني للصحة اظهرت ان معظم كبار السن لا يستفيدون بالفعل من عقار ستاتين ، و لم يجد العلماء أي دليل على أن تناول العقار أدى إلى انخفاض مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية أو الوفيات في جميع الاشخاص الذين شملتهم الدراسة .
واشارت الدراسة الي ان الاشخاص الوحيدون المستفيدون من تناول عقار ستاتين هم مرضى السكري من النوع الثاني الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و 84 سنة ، والذين انخفض خطر إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 24 % وانخفض خطر تعرضهم للموت خلال فترة الدراسة بنسبة 16 %.
واوضح رئيس الفريق البحثي الدكتور "رافيل راموس" ان التأثير الوقائي لعقار ستاتين ينخفض لدي مرضي السكري من النوع الثاني ، عند بلوغهم سن الخامسة والثمانين ويختفي تماما عند سن التسعين .
وخلصت الدراسة إلى أن " النتائج التي تم التوصل اليها لا تدعم الاستخدام الواسع النطاق " المفرط" لعقار ستاتين وغيره من العقاقير المخفضة للكوليسترول لدى كبار السن ، ولكنها تدعم العلاج في مرضى السكري من النوع الثاني الذين تقل أعمارهم عن 85 عامًا".
لكن البروفيسور "كولن بايجينت " من جامعة أكسفورد البريطانية انتقد الطريقة التي اعتمدت عليها الدراسة الاسبانية مؤكدا انها استخدمت السجلات الصحية الروتينية للمرضي وهي ، طريقة غير موثوق بها لتحديد آثار العقاقير المخفضة للكوليسترول على مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وقال البروفيسور "بايجنت" ان الطريقة المناسبة والصحيحة هو اجراء تجربة سريرية يتم من خلالها ، تقسيم المرضي الي مجموعتين تتناول احدها عقار ستاتين والاخري عقارا وهميا ، وبعدها يتم التوصل الي النتائج العلمية الصحيحة .
المعروف ان عقار ستاتين بات مثيرا للجدل في الفترة الاخيرة بسبب الاثار الجانبية الناتجه عن استخدامه ، ومن بينها الام العضلات وزيادة الوزن ومشاكل الذاكرة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
