على مدار الأيام الماضية، هزت جريمة العثور على جثة أب وأطفاله الأربعة في حالة تعفن ببنها الرأي العام، وبينما تسير التحقيقات ويستمع رجال النيابة إلى الشهود والمتهمين، تتجلى الحقائق وتتفجر المفاجآت حول القضية التي باتت تعرف إعلاميا بـ مذبحة بنها.
روايات الأهالي:
"أهل مصر" تواصلت مع أهالي القرية للوقوف على رواياتهم اتجاه الحادث الأليم الذي هز الرأي العام، استهل أحد أهالي القرية حديثه قائلًا: "إننا عدنا لعصر رية وسكنية وأمنا الغولة من جديد، فكيف يقتل هؤلاء الخمس من أسرة واحدة في وقت واحد دون كشف القاتل".
وتقول "م. ع" من أهالي القرية: "إن مثل هذه الحوادث لم نشاهدها من قبل ولكننا متأكدين أن هذه الجريمة هي عملية انتقام وفاعلها لا يوجد في قلبه أي شفقة أو رحمة".
بينما تقول "ن. ا" من أهالي القرية، إنهم يعيشون في حالة رعب وفزع منذ العثور على هذه الجثث والأطفال يخشون الخروج من المنزل.
وطالب الأهالي بسرعة ضبط الجاني وإحالته للمحاكمة وإعدامه، حتى يعود الأمان للمواطنين والأطفال، والذين لن يشعروا بالأمان وخروج أبنائهم بشكل طبيعي والمجرم حر طليق.
-روايات شهود عيان
أكد شهود عيان من سكان الشارع الذى شهد مذبحة بنها في محافظة القليوبية، أن الضحايا كانوا يسكنون بالدور الرابع فى منزل مكون من ٤ طوابق بشقة مكونة من 3غرف وصالة بمنطقة المعهد الدينى بالرملة، كما أشاروا إلى أن الأب كان يعمل بائع على عربة فول بشارع كلية التجارة ببنها والأم عاملة نظافة بالمنازل.
وأكدت سيدة من سكان المنزل، أن المتوفين ليسوا من أهل القرية وقاموا باستئجار الشقة منذ 5 سنوات، مشيرة إلى أن الجيران المجاورين لمنزلهم هم من اكتشفوا الواقعة بسبب انبعاث رائحة كريهة منها وقاموا بإبلاغهم وعلى الفور تم إبلاغ شقيقة المتوفي.
فيما أكد محمد نور (صديق عمرو أحد الأبناء المتوفيين)، أن صديقه كان دائم الشكوى من سوء معاملة والده لأمه، ودائم التعدى عليها بالضرب المبرح، وإطفاء السجائر بجسدها.
فيما أكد أحد سكان المنطقة، أن المتوفيين ليسوا جميعا أبناء أم واحدة، حيث أنه كان متزوجًا من سيدة أخرى وجميعهم في شقة واحدة.
- معاينة النيابة
قام فريق من النيابة العامة بمركز بنها، بقيادة محمود علاء وكيل أول النيابة، وبإشراف المستشار أحمد رجب مدير نيابة مركز بنها، بمعاينة مسرح الجريمة حيث وجدت ال5جثث، وهى جثة الأب وأطفاله الأربعة في حجرة واحدة في حالة تعفن كامل، ورجحت معاينة النيابة الأولية أن الوفاة قد تكون حدثت منذ 40 يومًا.
وأمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي لترشيح الجثث ومعرفة سبب الوفاة، وأيضا انتداب خبراء المعمل الجنائى ورفع البصمات لمعاينة مسرح الجريمة العثور على أب وأطفاله الأربعة في حالة تعفن بمسكنهم بقرية الرملة ببنها وسؤال الجيران وأهلية المتوفيين، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول ظروف وملابسات الواقعة، وسرعة ضبط وإحضار الجناة فى حالة وجود شبهه جنائية.
فيما تحفظت مباحث مركز بنها على "محمد.س.ن" مالك العقار محل الواقعة لاستجوابه عن الواقعة، كما قامت القوات بتشميع المسكن والتحفظ عليه ووضع حراسة عليه لحين حضور خبراء المعمل الجنائى ورفع البصمات.
وكشفت التحريات الأولية أن الشقة محل الواقعة تقع فى الطابق الرابع فى منزل مكون من 4 طوابق، كما جري العثور على رسائل للأب المتوفي قام بإرسالها لشقيقته ليعبر فيها عن ضيق حاله وكرهه لزوجته وأنه سيحاول الإنتحار للخلاص من حياته التي كرهها بسببها، وتوصلت التحريات الأوليه ان الضحايا الخمسه ليسوا من سكان القرية الأصليين وأنهم حضروا إليها من إحدى قرى محافظة المنوفية وسكنوا في الشقة محل الواقعة منذ حوالى 4 سنوات وكان الأب يعمل فى مطعم "فول وطعمية".
- شهادة الزوجة في "مذبحة بنها"
توجهت "هبة. ح. م" زوجة المجني عليه والذي عٌثر على جثته وأبنائه الأربعة، في حالة تعفن، داخل شقتهم بشارع الصهاريج في قرية الرملة التابعة لمركز بنها إلى نيابة مركز بنها للإدلاء بأقوالها، في القضية المعروفة بـ"مذبحة بنها".
وقالت هبة إنها الزوجة الأولى للمجني عليه، وكان دائم التعدي عليها بالضرب المبرح، وحدث بينهما مشاجرة يوم الخميس الماضي وتركت المنزل بملابسها المنزلية، واقترضت مبلغ 50 جنيهًا من إحدى جيرانها، وذهبت إلى مستشفى الجامعة لتلقي العلاج من أثر ضرب زوجها لها، ثم توجهت إلى منزل ابنة خالتها في مدينة شبرا الخيمة، ويوم الجمعة ذهبت لإحدى المستشفيات في شبرا لاستكمال العلاج، مؤكدة أن خلال تلك الفترة لم يحدث بينها وبين زوجها أي اتصال.
وأكدت الزوجة الأولى أنها تلقت اتصالا هاتفيًا من "شيماء" الزوجة الثانية تؤكد لها أن نجلها مريضة ويحتاج رعايتها، ولم تذهب إليها خوفا من زوجها، وتابعت بالاتصال مرة أخرى منذ 3 أيام وقالت لها إن الشقة غارقة بالمياه، وتحدثت مع ابنة خالتها وطلبت منها أن تحضر للمنزل للاطمئنان على ابنتها.
وأضافت هبة أنها عندما علمت بالحادثة من وسائل الإعلام وقعت مغشيا عليها وذهبت للمستشفى، تم توجهت إلى النيابة للإدلاء بأقوالها، مضيفة أن شيماء المتهمة زوجة المجني عليه الثانية عرفيًا وهي زوجة أساسية لزوج آخر، وتقدمت بدعوى خلع على زوجها الأول، وتزوجت من المجني عليه بهدف المتعة.
- استدعاء جارة زوجة المجني عليه:
أمرت النيابة باستدعاء جارة "هبة" والتي كانت آخر من شاهدة زوجة المجني عليها خلال مغادرتها للقرية للإقامة عند خالها اقرضتها لذلك أموالا، حسب قولها ويجري التحقيق معها.
- مفاجآت على لسان الزوجة الأولى:
في جلسة تحقيق أمام النيابة اليوم الجمعة، كشفت "هبة" زوجة المجني عليه الأولى، وأم الأطفال الأربعة، أنه قبل الواقعة كان زوجها دائم الشجار مع زوجته الثانية بسبب رفضه رغبتها في العودة لزوجها الأول، مشيرة إلى أن الزوجة الثانية كانت ترسل صورا عارية لزوجها، بالإضافة إلى أنه كان يصورها داخل غرفة النوم، ويمكن أن تكون ارتكبت الجريمة خوفًا من ذلك.
- تقرير الطب الشرعي:
كشف التقرير المبدئي للطب الشرعي حول واقعة العثور على جثة 5 أشخاص متوفين بمنزلهم ببنها، والمعروفة إعلاميا بمذبحة بنها، أن سبب وفاة الضحايا الاشتباه في تسممهم جميعا عقب تناول وجبة طعام، كما أكد التقرير عدم وجود أي طعنات في جسد الضحايا، وعدم وجود إصابات ظاهرية أو كسور أو آثار عنف بالشقة.
وأكمل التقرير أنه تم أخذ عينات من أمعاء ومن توعية الطعام الذي تناوله الضحايا ونوع المادة التي تم دسها في الطعام.