معاناة يومية على خط الصعيد.. حكايات من داخل "قطار الغلابة": "المُميز للجدعان" (صور)

رصدت "أهل مصر" رحلة عذاب، أهالي بني سويف، من ركاب قطارات الوجه القبلي، حيث المئات من المهمشين والمسحوقين والغلابة والفقراء من الموظفين والطلاب والبائعين يركبون قطار الغلابة بشكل معتاد ودائم، ورحلتهم اليومية فى البحث عن لقمة العيش، ليس لديهم وسيلة أخرى للسفر سوى القطار "المُميز" أو قطار الغلابة كما يطلق عليه البعض، فلا يملكون رفاهية ركوب القطارات المكيفة، يضعون أيديهم على قلوبهم، ما بين تأخير يصل فى أحيان كثيرة لساعتين أو ثلاثة بسبب عطل فى الجرار.

يقول محمد محروس عباس، موظف بالتأمين الصحي: "زبائن القطارات الرخيصة معرفون بوجوهم الشقيانة، التى تتكدس بهم أعداد كبيرة، ويتزاحمون على الأبواب وفى الطرقات، ووسط عربات متهالكة انتهت صلاحيتها منذ فترة طويلة، ويعاد تشغليها مرة أخرى، فى ظل شبابيك مغلقة يتم تسكيرها على يدى المواطنين حتى ينعموا بنسمة هواء فى صيف حار خانق داخل عربات القطار، لا تهوية ولا شبابيك مفتوحة، ومع انتهاء فصل الصيف يضطر المواطنون أن يضعوا كراتين على الشبابيك التى تم تكسيرها فى الصيف وهكذا بشكل معتاد، حتى الحمامات الموجودة فى العربات، حالتها سيئة جدا ورائحتها كريهة ولا يمكن استعمالها، بالإضافة إلى عدم وجود أبواب عليها، إنها المعاناة اليومية لملايين من المواطنين ركاب قطارات الغلابة".

وقال على عبداللطيف، موظف مدنى بمديرية الأمن، أنا مقيم بمدينة بني سويف، ومعتاد على ركوب القطار المميز يوميًا لطبيعة عمله بالقاهرة، منذ 12 عامًا، أتذكر يوميًا نصيحة زميل لى، عندما قال لى: "إذا أردت أن تحصل على مقعد في القطار فعليك أن تأتي مبكرا بحوالى ساعة وتحاول تقابل القطر قبل ما يدخل المحطة" مضيفًا: بمجرد أن يصل القطار يتسارع المسافرون نحوه مندفعين بعضهم فوق بعض، قد تحسبهم في مشاجرة من شدة التدافع، وفي بعض الأوقات يتشاجرون بالفعل، وتبدأ كلمه يرددها الجميع "محجوز" ويبدأ صراعات المقاعد.

وقال ياسر فتحي عبدالدايم، محام، إن ما يؤرقه هو كثرة توقف القطار، وركنه فى الطريق لتعبر القطارات الأخرى، والباعة الجائلون الذين يتحكمون فى حركة سير هذه القطارات، عن طريق سكينة الهواء التى يقوم البائع بالضغط عليها فيتوقف القطار لينزل منه فى أى مكان، هذا بخلاف النشالين الذين ينتشرون فى المواسم والأعياد.

فيما أكد محمد فرحات، محاسب، أن القطارات المكيفة التي تأتي من الصعيد إلى القاهرة نصيب المواطنين منها 4 تذاكر فقط في اليوم، فضلا عن أن أتوبيسات شركة الصعيد للرحلات، والتي تنقل المواطنين من وإلى "القاهرة ـ بني سويف" لا تعمل سوى 5 مواعيد فقط من السادسة صباحا وحتى الخامسة مساء.

وقال عاطف عبدالجواد، عضو مجلس النواب عن دائرة بني سويف، إن استغاثات المواطنين من جراء عدم توافر تذاكر للقطارات، أرسلناها إلى وزير النقل لضرورة زيادة عدد تذاكر القطارات المكيفة لمواطني المحافظة، فلا يليق أن يكون نصيب محافظة بمراكزها السبع 4 تذاكر فقط، مشيرا إلى أن قلة تذاكر القطارات، وسوء إدارة شركة أتوبيس الصعيد للرحلات، أدى لا ستغلال سائقي الميكروباصات للمواطنين.

من جانبه أكد محمد عبد الدايم، ناظر محطة ببني سويف، إن محطة بني سويف يخدمها 26 قطارا مكيفا و24 قطارا مميزا، و5 قطارات مطورة، تؤدي الخدمة لجمهور المسافرين على مدار ساعات اليوم في الاتجاهين، مشيرة إلى توزيع المقاعد المكيفة من محطة القيام إلى المحطات المقرر وقوف القطار بها أثناء الرحلة وفقا لكثافة الركاب بكل محطة بأعداد تسمح بتلبية رغبات جمهور المسافرين.

وذكر "عبد الدايم" أن الهيئة أنها تخصص لمحطة بني سويف 130 مقعدا درجة أولى و345 مقعدًا درجة ثانية، بإجمالي 475 مقعدا يوميًا، بالإضافة إلى المقاعد المرحلة آليا إلى المحطات التالية لمحطة قيام القطار وكذلك مخصص لمحطات الوسطى، ببا، الفشن 170 مقعدا مكيفا يوميًا وذلك بالقطارات المكيفة التي تقف بهذه المحطات بالإضافة إلى المقاعد المرحلة آليا من المحطات التالية لمحطة قيام القطار.

وأوضح، أن الهيئة تتيح المقاعد بالقطارات المكيفة للحجز قبل السفر بـ15 يومًا من خلال مكاتب التذاكر بالمحطات ومكاتب المدينة وماكينات الصرف الذاتية للتذاكر وعن طريق موقع الهيئة على الإنترنت يوميًا بالقطارات الموجودة بجداول التشغيل بحد أقصى 4 مقاعد فقط من شبابيك الحجز وذلك بموجب بطاقة الرقم القومي لكل راكب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً