تشتهر محافظة سوهاج بصعيد مصر، بتواجد العديد من الأضرحة في شتى أنحائها، فتجد الأضرحة في المدن والقرى والنجوع والشوارع الرئيسية والفرعية وأماكن الخلاء وعلى الطرقات، لا تخلو قرية من وجود ضريح أو أكثر يتردد عليه أهل الذكر والصوفية والمريدين.
يأتي إلى تلك الأضرحة الآلاف من المريدين، من داخل المحافظة وخارجها، وتقام ليالي سنوية لكل ضريح، بحضور كبار المنشدين، وأفواج غفيرة من المواطنين، إلا القليل منهم، لا تقام له ليالي ذكر سنوية.
يقوم بخدمة تلك الأضرحة العديد من المريدين أو العاملين بالمساجد التابعة لها الأضرحة إن وجد، أو بعض سكان المنطقة المجاورين لتلك الأضرحة.
قصص خيالية تسرد على لسان المترددين على تلك المقامات المبروكة، فكثيرهم يحكي عن قدرات خارقة لأصحاب تلك المقامات، ويسمونها بركات أولياء الله الصالحين.
يزور تلك الأضرحة جميع فئات المجتمع من الغفير إلى الوزير، فلا يمنعهم بعد المكان، فمنهم من يأتي للتبارك بصاحب المقام، ومنهم من يأتي رغبة فى فك السحر الذي لحق به، ومنهم من يأتي رغبة فى الإنجاب، أو طهور الأبناء من الذكور والإناث بالقرب من أولياء الله الصالحين، ﺃﻭ ﺇﻳﻔﺎﺀ ﻧﺬﺭ، ﺃﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺄﻣﻨﻴﺔ ﻳﺮﺍﺩ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ، وغيره من الأسباب.
تنعم محافظة سوهاج بالعديد من تلك المقامات الشهيرة التي ذاع صيتها داخل المحافظة وخارجها، ومنها وإن لم يكن أشهرها:
_ ضريح العارف بالله في سوهاج
يقول الشيخ محمد السيد، إمام مسجد العارف بالله فى سوهاج، إن العارف بالله هو الشريف العارف بالله ابن الشريف إسماعيل ابن الشريف علي السميدع ابن السيد عبد المتعال اليماني، وينتهي نسبه إلى السيد الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه.
ولد العارف بالله فى يوم 4 من ذي القعدة سنة 724 هجرية بتلمسان بدولة المغرب الشقيق، وحفظ القرآن الكريم وهو ابن 7 سنوات، وحكم الشيخ مديرية جرجا لمدة 23 سنة بالكتاب والسنة المحمدية.
تقام له ليلة سنوية في الثاني من أكتوبر من كل عام يأتي إليها الأهل والجيران والمحبين من جميع أرجاء مصر، وتستمر الاحتفالات لمدة 3 أيام، بالإضافة إلى القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، للاحتفال وسماع الإنشاد الديني، وتفتح أبواب المسجد للصلاة، وزيارة المقام، ويعتبر مسجد العارف بالله أهم مساجد محافظة سوهاج وأشهرها على الإطلاق.
_ ضريح مسجد الإمام حسن بأخميم
يعتبر ضريح مسجد الإمام حسن بأخميم ثاني أشهر الأضرحة على أرض سوهاج، قام بإنشائه الأمير حسن بن الأمير محمد، 1117هجرية واستغرق بنائه 4 سنوات، حيث تم الانتهاء من بنائه عام 1121هجرية.
توفى الشيخ الأمير حسن عام 1132 هجرية، وُدفن بالضريح، والمسجد الذى به الضريح به أعمدة خشبية تحمل السقف، وبني على طراز إسلامي فريد، ويتمتع هذا المسجد بمكانة جيدة بين الأهالي فى سوهاج ويترددون علية بكثرة للتبرك والصلاة.
_ ضريح الشيخ أبو عمرة بجرجا.
يعتبر أبرز أضرحة مدينة جرجا، جنوب سوهاج، ويزوره العرائس فى ليلة الدخلة قبل الذهاب إلى العرس للتبارك به، ويأتي إليه الكثيرين من الدائرة والدوائر المجاورة للتبارك وغيره.
ويؤكد الأهالي أن العرائس تأتي وتدور ما يقارب 7 مرات للتبارك بالمكان رغبة فى صلاح الزيجة والإنجاب، وتلك عادة موجودة حتى الآن فى مدينة جرجا يفعلها الكثيرون.
_ ضريح سيدى أبو القاسم بطهطا
يوجد ضريح الإمام سيدي جلال الدين أبو القاسم بمنطقة أبو القاسم غرب مدينه طهطا، بمسجد أبو القاسم، أشهر مساجد طهطا على الإطلاق.
ولد الشيخ في عام 672 هـ، وتوفى رحمة الله عن عمر يشاهد 90 عام، وشيد هذا المسجد بقلب مدينة طهطا التاريخية وبالتحديد في الجهة الغربية للمدينة وله مأذنه عالية تعتبر من أطول مآذن مساجد الصعيد ويصل ارتفاعها أكثر من 27م.
يوجد المقام او الضريح بالمسجد ويأتي الية الناس للتزاور وتقام ليلة كل عام له يتوافد فيها الاهالي من كل فجع عميق ويتم تقديم المأكولات والمشروبات من أهل الخير، ويقام بالمسجد حضرات وجلسات ذكر يحضرا الكثير من أهالي طهطا وقراها.
وأكد أحد رجال الدين، أن الناحية الشرعية للأضرحة التي توجد بالمساجد، تقول إن الضريح إن كان بعيدًا عن اتجاه القبلة فلا حرج منه، ولا يُمنع وجودها، وهذا ما أكده العلماء في عصرنا هذا موضحًا أنه يؤخذ حكم التحريم إذا كانت القبور والأضرحة في اتجاه القبلة، ولا حرج من زيارتها والتبرك بأعمالهم وسيرتهم العطرة.