رقصة التنورة هي أحد المراسم الهامة لاستقبال السياح في جنوب سيناء وضيوف المؤتمرات، لأنها جاذبة لأنظار كل الوفود السياحية ويتم تقديم فقرة خاصة لهذه الرقصة التي تطورت عبر السنوات داخل أي احتفالات عامة أو خاصة بل تقوم بعض المنشآت السياحية بإدراج رقصة التنورة كأحد البرامج الترفيهية للسياح المصريين والأجانب.
وتعتبر فقرة التنورة في المطارات والموانئ بجنوب سيناء ليلا أو نهارا هي أول ما يشاهده السياح فور وصولهم أرض جنوب سيناء، وتلقى رواجًا واسعًا بين السياح الذين يحرصون على التقاط الصور التذكارية مع راقصي هذا الفن الذي يرجع أساسه إلى الصوفية.
"عادل السويسي" أحد أهم راقصي ومدربي التنورة في جنوب سيناء يقول "أن رقصة التنورة هي رقصة مصرية ذات أصول صوفية، وتلقى رقصة التنورة رواجا واسعا بين السياح العرب والأجانب، يسعى الكثير من الشباب في مصر لتعلم هذه الرقصة التي أصبحت اليوم طقسا مهما من طقوس الاحتفال وتؤدى في مناسبات كثيرة".
وأضاف "أنه قام بتأسيس فرقة الفنون الشعبية في جنوب سيناء، ونشارك في جميع الاحتفالات الرسمية وغيرها على مستوى المحافظة".
بينما قال "عادل" الذي يبلغ من العمر 53 سنة، أن التنورة تطورت بشكل كبير وأشكالها تعددت وتعتمد على خامات مصرية مائة بالمائة، ونقوم بشرائها من الحسين أو الأزهر ومعظم الأقمشة تكون من اللامية أو الترجال، موضحا أن وزن التنورة يتراوح بين 28 إلى 36 كيلو ولكن عندما تدور يصبح وزنها صفر تبعا لقانون الطرد المركزي، وتتكون التنورة من أجزاء هي الجيب (التنورة)، وجزء ثابت موجود على الصدر ومعلق على الكتفين، الجلباب، السروال، الحذاء، السيور، القبعة.
ومن أشهر مصممي التنورة فى مصر راقص مصري يدعى حكيم وهو من قام بإدخال تصميمات جديدة عليها.
وأكد "أن التنورة منها الصوفية ومنها الاستعراض، وكل مكان له رقصته الشهيرة، ونحن في شرم الشيخ نعتمد على الاستعراض، أما الصوفية لها أماكن مختلفة وشكل مختلف، مؤكدًا أن المصريين أخذوا من الأتراك الدوران فقط ولكن قمنا بتطوير الرقصات والأشكال".
جدير بالذكر أن التنورة رقصة إيقاعية تؤدى بشكل جماعي بحركات دائرية، تنبع من الحس الإسلامي الصوفي ذي أساس فلسفي ويرى مؤدوها أن الحركة في الكون تبدأ من نقطة وتنتهي عند النقطة ذاتها ولذا يعكسون هذا المفهوم في رقصتهم فتأتي حركاتهم دائرية وكأنهم يرسمون بها هالات يرسخون بها اعتقادهم يدورون ويدورون كأنهم الكواكب سابحة في الفضاء، قدمت هذه الرقصة من تركيا منذ القرن الثالث عشر وتشير بعض الدراسات إلى أن الفيلسوف والشاعر التركي الصوفي جلال الدين الرومي هو أول من قدم رقصة الدراويش أو المولوية وهي رقصة روحية دائرية اشتقت منها رقصة التنورة التي اشتهرت بها مصر وأدرجت كتقليد احتفالي، غالبا ما تكون الرقصة مرفقة بالدعاء والذكر أو المديح أو المواويل الشعبية وأداؤها يكون بالدوران.
رقصة التنورة أضيفت لها الدفوف والفانوس والألوان المزركشة مع الإيقاعات السريعة لتصبح بذلك فنا استعراضيا في مصر يجذب السائحين ومنظمي الحفلات.