الوصول إلى القمة أمر صعب، لكن البقاء في القمة هو الأصعب، مقولة تثبت صحتها يوما بعد يوم في مختلف المجالات، والمنتخب الهولندي هو خير مثال على صدق هذه المقولة.
بقيادة المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك، المدير الفني السابق للمنتخب الهولندي، تمكنت الطواحين الهولندية من تقديم مونديال عظيم في جنوب أفريقيا 2010، حيث تمكن المنتخب الهولندي من الوصول إلى المباراة النهائية وكان قاب قوسين أو أدنى من حصد لقب المونديال الحلم.
انتظر الجميع بعد المستوى القوي الذي قدمه الهولنديين في المونديال الأفريقي، أن يستمر المنتخب الهولندي في تقديم مستويات كبيرة في اليورو الذي تلاه، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وتدخل الكتيبة البرتقالية في نفق مظلم انتهت بسقوط الهولنديين إلى الهاوية.
بدأ يورو 2012 وكانت طموحات الهولنديين كبيرة في منتخبهم الوطني، ولكن كانت الصدمة الكبرى بخروج المنتخب الهولندي من الباب الضيق من دور المجموعات بعد أن فشل في الصعود على حساب كلا من منتخب بولندا ومنتخب أوكرانيا، ليخرج المنتخب الهولندي بصورة سيئة من هذا المحفل القاري.
يتولى فان خال الإدارة الفنية للمنتخب الهولندي في محاولة لإنقاذ الموقف قبل كأس العالم، وهو ما تمكن من فعله المدرب الهولندي المخضرم، حيث دخل منتخب الطواحين الهولندية المونديال بقوة بفوز عريض على إسبانيا، حامل اللقب وقتها، بنتيجة خمس أهداف مقابل هدف وحيد، لينذر بذلك الجميع أنهم أمام نسخة قوية من منتخب الكرة الشاملة، بالفعل استمر منتخب هولندا بقوة في البطولة حتى الدور نصف النهائي ليخرج على يد المنتخب الأرجنتيني، ويتمكن من تحقيق المركز الثالث بفوزه على أصحاب الأرض.
صحوة ينتظرها الجميع بعد هذا المونديال القوي، لكن المنتخب الهولندي خذل الجميع وأصاب جميع مشجعيه بصدمة كبيرة، حيث فشل منتخب الكرة الشاملة في الوصول إلى بطولة أمم أوروبا التالية في فرنسا 2016، قبل أن تأتي السقطة الكبرى للطواحين الهولندية بفشله في الوصول إلى كأس العالم الأخير في روسيا، ونجد أنفسنا أمام منتخب منهار تماما وجيل صاعد لا يبشر بأي خير للكرة الهولندية.
ليأتي التساؤل الأكبر هنا، لماذا حدث هذا الانهيار للمنتخب الهولندي، ولكن نجد الإجابة واضحة أمام الجميع، سوء التخطيط وعدم القدرة على إخراج جيل يستطيع إحداث الفارق، فبعد اعتزال النسبة الأكبر من الجيل الذهبي وارتفاع أعمار الجزء المتبقي منهم، وجدنا أن المنتخب الهولندي انهار تماما ولم نجد أي مواهب مبشرة بمستقبل أفضل لمنتخب الطواحين الهولندية.
ولا يوجد حل أمام الاتحاد الهولندي سوى البناء بداية من الأكاديميات وقطاعات الناشئين، ليتمكنوا من إخراج مواهب لديها القدرة على التطور والنضج مع مرور الوقت، ليكون بإمكان المنتخب الهولندي إخراج جيل جديد لديه القدرة على العودة إلى المنافسة من جديد.