11 سبتمبر.. مواطن مصري لـ"أهل مصر".. رأيت أصدقائي يخرجون من المبني محروقين بالكامل.. وفصلني عن الموت دقائق

كتب : سها صلاح

تحل اليوم  ذكرى 11 سبتمبر الـ17 التي تم تفجير البرجين التوأم ومبني البنتاجون فيها، والتي أسفرت عن مقتل 6 آلاف شخص، وقد تجاوز الهجوم حادثة عام 1941 على بيرل هاربور، والتي أودت بحياة 2403 من الأمريكيين،وبدأ الهجوم في الثامنة من صباح يوم الثلاثاء، حيث تحطمت طائرة بوينج 767 الأمريكية المحملة بـ 20 ألف جالون من وقود الطائرات، في البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، ثم اتجهت طائرة أخرى وشقت البرج الجنوبي الذي انهار أولا رغم أنه ضرب ثانيًا.

نحن لم نرى مآساة 11 سبتمبر إلا عبر شاشات التلفزيون، وفي الفيديوهات التي تم تداولها عقب الهجوم، لكن كان هناك مصريون عاشوا تلك اللحظات المفجعة ولم يفصلهم عن البرج سوى أميال بسيطة، وآخرون نجوا من موت محقق بأعجوبة رغم تواجدهم داخل إحدى البرجين، ومن هؤلاء "باهر شعراوي" المصري السبعيني الذي هاجر إلى أمريكا عام 1969 كأي شاب كان يحلم حينها بالدراسة في الخارج.

"المصري صاحب الحظ" الناجي من ١١ سبتمبر" كما يطلق عليه أصدقائه المقربون، تواصلت معه جريدة "أهل مصر"، لنعود معه بالذاكرة لأحداث تلك الفاجعة المهيبة التي خلفت ورائها كراهية وعنصرية ضد العرب لسنوات داخل وخارج الولايات المتحدة، وتألم منها الكثير من العرب خاصة المصريين الذين فقدوا أحباءهم في تلك الأبراج المقصوفة.

يقول "باهر شعراوي" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" عن أحداث 11 سبتمبر أنه من مواليد محافظة الجيزة ويعشق الإسكندرية، عندما حصل على الثانوية العامة أراد والده أن يكون طبيبًا فأرسل أوراقه للنمسا واستراليا والبرازيل، ودول أخرى كان منها أبو الزبير التي وصفها محدثنا "في 1969 كانت مصر متفوقة على دول الخليج اللي كانوا بيفرشوا على الأرض"، وكان كل ذلك رغبات والده لاستكمال دراسته هناك، لكن "باهر"كان له طموح آخر فحصل على بكالوريوس تجارة ثم ماجستير اقتصاد وكان من هواة القراءة في الجامعة الأمريكية فأحب السفر إلى أمريكا وبالفعل سافر وحصل على ماجستير آخر وهو إدارة الأعمال mba، ودرس محاسبة أيضًا وكان يعمل في نفس الوقت بوظائف تخص مجاله في نيويورك، حيث كانت تلك الوظائف هي من تتكفل بمصاريف تعليمه، وكان أول عمل له في شركة حاسب آلي، ثم تقلد منصب مدير عام الضرائب الأمريكية في البرج الجنوبي الذي تم قصفه.

ويعود "باهر" بالذاكرة ١٧ عامًا إلى هجوم 11 سبتمبر، ليقول: "كان طابور المصعد في هذا اليوم مزدحما بشكل كبير فلم استطع الصعود لطابق عملي الذي كان رقم 86 فذهبت لأخذ دور في مصعد آخر حينها سمعنا صوت انفجار في البرج الشمالي بجانبنا، وفي دقائق فصلتني عن الموت أخرجنا رجال الأمن وكنا جميعا نشعر بالذعر من المبني، وفي لحظة خروجي جاءت الطائرة الثانية لأرى أمام عيني البرج الذي كنت اعمل به ينهار في دقائق وقفا مشدوها من هول المشهد، ورأيت أشخاص يكبرون اشلاءا من نوافذ المبني والأوراق والأجهزة تتساقط علينا من كل جانب".

وقال "شعراوي": "في آسى وحزن توفي كل أصدقائي الذين عملوا معي في مكتبي جميعهم في الهجوم الدامي بـ11 سبتمبر وكانوا ٤٠ شخصًا، حتى أنني رأيت أثنين منهما يخرجون من المبنى محروقين بالكامل ولم أنسى هذا المشهد طوال حياتي، كما رأيت ام تصرخ على رجال الأمن لينقذوا ابنتها المعلقة في نافذة في إحدى الطوابق والتي سقطت امام والدتها المفجوعة، لقد كان إحدى مشاهد يوم القيامة".

وأضاف: "خلال ١٠٠ يوم عقب انتهاء حريق المبنى التوأم تمت معاملة العرب بشكل سئ، وكأننا كنا جميعا متهمون، حتى أنني رغم وجودي في الولايات المتحدة منذ فترة كبيرة جدا إلا أنني كنت أرى اللوم في عيون أصدقائي الأمريكان.. قررت حينها أن أبدأ في العمل بمجال الميديا حيث بدأت في قناة العربية المدافعة عن حقوق العرب في الولايات المتحدة، ثم اتجهت الي الإذاعة حيث أقدم برنامج الآن يدعى القافلة، من ولاية نيوجيرسي الأمريكية وهو متخصص العرب في أمريكا".

وأردف: "كنت شاهد عيان على مآساة البرجين في 11 سبتمبر 2001، وأيضا كنت قريب من بعض الساسة الأمريكان خاصة هيلاري كلينتون التي كانت تتقلد منصب وزيرة الخارجية، وعلمت كيف كانت المخططات الأمريكية لزعزعة أنظمة الشرق الأوسط، حيث بدأت تنفيذ الخطة فعليًا عقب ١١ سبتمبر ٢٠٠١، ولم تنتهي حتى الآن خاصة بوجود الرئيس العنصري كاره العرب والمسلمين دونالد ترامب". حسب وصفه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً