"هؤلاء الذي تربوا على فلسفة الغرب لا يحترمون عدوًا ضعيفًا، والضعيف هو من له حق ولا يصر على حقه" ، بالفعل قد أصاب صاحب المقوله، فالضعيف هو من له حق ولم يتشبث به. يسري فودة، الإسم الرنان في عالم الصحافة، وأضواء الميديا، لم تغطي أقاويله المأثوره، أو كلماته المعثوله، على فضائح أفعاله، فالقدر كما يُحسن حظ صاحبه في الإختباء وراء أفعاله لسنوات، قد يقوده في وقت آخر لفضيحة "على عينك يا تاجر" كما يقول المثل المصري الشهير.
◄3 دعاوى تحرش
"يسري" البالغ من العمر 55 عامًا، خاص مسيرة إعلامية كبيرة عبر شبكات عدة، منها برنامجه الشهير "سري للغاية" الذي أُذيع على قناة "الجزيرة" القطرية حتى عام 2009، ثم خاض تجارب مختلفة سواء في قناة "أن تى في"، حتى شهر أغسطس 2016 عندما انتقل لتقديم برنامج حواري تفاعلي أسبوعي، مقلب بـ "السلطة الخامسة" عبر قناة "دويتشه فيله" الألمانية. الرجل المتربع على عرش القناة الألمانية واصل ركبه داخل أروقة الفضائية بسلام، إلا أن وصلنا إلى الشهر الجاري، لتخرج من بين هذه الأروقة الصلبة فضيحة مدوية تحمل إسم الرجل نفسه، فماذا حدث؟.
في واقعة مدوية، كشفت فتاة عاملة بالقناة الألمانية، أنها تقدمت هي وزيملتها اليمنية طرفة 27 سنة، والمصرية وفاء البدري 30 سنة، دعاوى قضائية أمام المحاكم الألمانية، ضد الإعلامي يسري فودة، تتضمن قيام الأخير بالتحرش بهن، وطالبت الدعوى بالبحث عن حقوقهن الأمنة في الحياة.
الفتاة لم تتوقف فقط على حد الكشف عن الدعاوى السابقة، فقد أوضحت أن السلطات الألمانية لديها تحفظًا على الترويج لواقعة التحرش المُشار إليها إعلاميًا، بسبب دعم الحزب الحاكم بألمانيا للقناة، وأن حزب البديل من أجل ألمانيا "AFD " المُعارض طالب إغلاق القناة بسبب تبنيها رسالة إعلامية موجهة للخارج، وعدم حاجة ألمانيا لذلك، فضلاً عن إنفاق الحكومة عليها مبالغ كبيرة.
◄ ضحية أخرى
مع ظهور الواقعة السابقة للنور، أعلنت مصرية أخرى تعيش في ألمانيا وعلى مقربة من يسري فودة، أنها هى الأخرى تعرضت لنفس هذه الممارسات من قبل الإعلامي الشهير أبان ثورة 25 يناير، حيث استغل "يسري" فقر الفتاة التي كانت تبحث عن فرصة عمل تعينها على الحياة، لكنها لم تفصح بذلك سابقًا خوفًا على نفسها وأسرتها من "دراويش" يسري فودة!.
◄ "يسري ينفى والقناة تتبرأ"
بعد ظهور هاتين الواقعتين، قرر يسري فودة، الخروج عن صمته، وقال: إن هذه الوقائع لا علاقة له بها من قريب أو بعيد، ميعدًا إياها إلى أعدائه الذين دائمًا يحاولون تشويهه على حد تعبيره، ودعا من يريد معرفة الحقيقة إلى التواصل مع القناة بشكل رسمي.
الغريب أن رسالة مفادها ظهرت كرد سريع من القناة على الواقعة، حمل نصها، أن إدارة القناة الألمانية تتبرأ منه، وأن الواقعة لا تعد مسألة شخصية بعيدة عن علاقتها العملية بالرجل نفسه، والذي كان يتقاضى عليها أجرا مقابل برنامجه الذي توقف بالفعل أعقاب تأكيد وقائع التحرش من أكثر من فتاة عاملة في القناة ذاتها.