أزمة الوفد تتفاقم يوما بعد يوم، فمنذ أن تولى المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئاسة الحزب، وهناك نوع من التقلبات والخلافات المستمرة والمتتالية، حيث تم عودة المفصولين وإقالة الأعضاء النشيطين، لكن لم يجرؤ أى أحد من القيادات على التصدى أو التعليق على هذه التقلبات والقرارات الصارمة بالحزب، ومن بينها منع الأعضاء من الحديث للإعلام بشأن الحز.
ويبدو أن الصفة القانوية الصارمة مازالت تسيطر على رئيس الحزب الجديد وتتسبب فى حدوث نوع من الصراعات بينه وبين الأعضاء المؤثرين، فهو بجانب عمله القانوني المتميز يشغل منصب رئيس لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، ولكن قرار فصل النائب محمد فؤاد من الحزب، أثار حالة من الفوضى داخل الوفد، حيث تسبب فصله فى كسر حاجز الخوف والصمت تجاه المستشار بهاء الدين، كما أن قرار الفصل تسبب فى حالة من الغضب الشديد لدى قيادات الوفد، وفى مقدمتهم، المهندس أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان، والذي تقدم بإستقالته بالأمس، بعد فشل محاولاته لعودة محمد فؤاد مرة أخرى للحزب.
لم يقتصر الأمر على النائب أحمد السجينى، حيث شهد حزب الوفد، اليوم، سلسلة من الاستقالات الجماعية، شملت الدكتور هاني سر الدين، و6 آخرين، هم " ممدوح عبد الباقي، ومروة منصور، كريم زكي، أحمد شحاتة، والمهندس أيمن سمير، أحمد عبد المعز"، ويأتى ذلك فى إطار الدفاع عن محمد فؤاد، الذى تم فصله نتيجة لطلبه مخاطبة رئيس الحزب، الذى لم يرد، بل قرر تجميد عضويته وتأخير مناقشة القوانين لأسباب غير منطقية وغير مقنعة بالمرة، مؤكدين أن هذه التحكمات الصارمة لا تليق ولا ترتقى للتعامل مع الشباب والدم الحر.
وبما أن "مصائب قوم عند قوم فوائد"، أكد بعض النواب وأعضاء الحزب أن المفصولين والمستقيلين من حزب الوفد، سيتم جذبهم إلى حزب مستقبل وطن، وعلى رأسهم، المهندس أحمد السجيني، نتيجة لعلاقته الوطيدة مع المهندس حسام الخولي، الذي سبق وأن فعلها من قبله وترك الوفد وانضم لحزب مستقبل وطن، وأيضا غالبية أعضاء حزب المصريين الأحرار تقدموا باستقالات جماعية للإنضمام إلى "مستقبل وطن"، الذي يسعى للتربع على عرش الساحة السياسية منفردًا، ولم ييأس أعضاء الوفد، حيث توجد محاولات مستمرة لتقريب وجهات النظر ولم شمل أبناء بيت الأمة، لاسيما ان هذا الحزب عريق، ولن يقبل بوجود نوع من التشتيت والتفتت بين أعضائه، فضلًا عن إصدار ياسر الهضيبى، المتحدث باسم الحزب، بينًا اليوم، أكد خلاله أنه سيتم تحديد موعد لعقد مؤتمر خاص بالإعلان عن تفاصيل الأزمة وأسباب القرارات الأخيرة الصادمة من رئيس الحزب
بعد اندلاع هذه الحرب الشرسة داخل الصرح السياسي الوفدي، انطلقت "أهل مصر" داخل حزب الوفد للتعرف على أسرار أزمة النائب محمد فؤاد، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد سابقًا، مع المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس الحزب، وأيضًا توقعات المقربين من السجينى من انضمامه لحزب مستقبل وطن، وتقدم من خلال التقرير التالي الأسباب الحقيقة وراء أزمة حزب الوفد.
فصل محمد فؤاد غير قانوني وخسارة كبيرة لبيت الأمة
قال اللواء أشرف عزيز اسكندر، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، اليوم الثلاثاء، إن المهندس محمد فؤاد، يعد من أهم نواب حزب الوفد بل ونواب المجلس بشكل عام، مشيرًا إلى أنه لايستحق الفصل من الحزب أًيا كان المنسوب إليه، لافتا إلى أن أسباب فصله من الحزب غير مقنعة وغير واضحة تماما.
وأكد اسكندر، في تصريح خاص لـ" أهل مصر"، أن فصل فؤاد، من حزب الوفد، يعد خطأ كبير وخسارة للحزب، لأنه ليس مجرد نائب عادى، لافتا إلى أن غالبية أعضاء الحزب تقدره وتحترم جهوده طيلة الفترة الماضية، ولا يتفقون مع قرار تجميد عضويته لمجرد مقال كتبه انتقد خلال بعض التصرفات لرئيس الحزب.
أحمد السجيني يقترب من "مستقبل وطن" بعد استقاله من حزب الوفد
وتابع إسكندر، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، حديثه قائلًا: "إن النائب أحمد السجيني اتصل به هاتفيا قبل إعلان استقالته من حزب الوفد بيومين، لإخباره بهذا الأمر "علشان ميصحش أعرفه من الخارج"، دون الخوض فى التفاصيل لحين إجراء لقاء مشترك بينهما، مضيفا أن المهندس أحمد السجينى، حاول على مدار اليومين الماضيين تقريب وجهات النظر بين المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد، والمهندس محمد فؤاد، عضو مجلس النواب عن الحزب، لاسيما بعد فصله لأسباب غير واضحة المعالم.
وأضاف اسكندر، خلال تصريحاته، أن النائب أحمد السجيني، احتمال كبير أن ينضم لحزب مستقبل وطن، بعد تقديم استقالته لحزب الوفد، خاصة أنه كانت ومازالت تربطه علاقات قوية ووطيدة بالمهندس حسام الخولي، الذي سبقه في هذه الخطوة من قبل، حيث تقدم المهندس حسام الخولي باستقالته من حزب الوفد وانضم لحزب مستقبل وطن، مشيرًا إلى أن حزب مستقبل وطن يكبر يومًا بعد يوم ويزداد قوة على الساحة السياسية، بل وأصبح جاذبًا لنواب الأحزاب باقى الأحزاب
أسباب الاستقالات الجماعية من الحزب
قال النائب حسني حافظ إبراهيم، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، اليوم الثلاثاء، إنه لا يتفق مع قرار فصل النائب محمد فؤاد من الحزب، كما أنه تفاجىء باستقالة النائب أحمد السجيني، وهاني سر الدين و6 آخرين من الوفد، مشيرًا إلى أنه مازال يجرى مباحثات لتقريب وجهات النظر بين النائب محمد فؤاد، والمستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد.
وأكد إبراهيم، فى تصريح خاص لـ" أهل مصر"، أنه مازال هناك أمل لعودة النائب محمد فؤاد إلى الحزب مرة ثانية، مضيفا أنه لا يتفق مع قول البعض بأن سبب استقالة النائب أحمد السجيني، هو فشله فى إعادة محمد فؤاد للحزب، متابعًا أنهما ضمن القامات الكبيرة للحزب، معربا عن رفضه الشديد لهذا الوضع، لذا يبذل قصارى جهده للم الشمل بين أبناء حزب الوفد العريق، خاصة مع اقتراب احتفالات الوفد المئوية، لافتا إلى أنه سيلتقى بالنائب أحمد السجينى لإقناعة بالعودة للوفد، فضلا عن معرفة تفاصيل وأسباب تقديم إستقالته للحزب.