أيام قليلة ويبدأ العام الدراسي الجديد 2018-2019، ويستعد الطلاب وأولياء الأمور للدراسة بشراء مستلزمات الدراسة التي أصبحت مختلفة تمامًا عن ذي قبل، ولم تعد الأمور بسيطة كما كانت، وصار هناك أشياء عديدة لابد أن يشتريها أولياء الأمور لأبنائهم، فهل ما يفعله الطلاب وأولياء الأمور اليوم، هو نفسه ما كان يحدث في الماضي؟ هذا ما سنجيب عنه في السطور التالية.
"مريلة تيل نادية".. يونيفورم
اليوم لكل مدرسة زي خاص بها، ومحل يبيعه، وعلى ولي الأمر التوجه إلى هذا المحل لشراء الزي، الذي يكون بلون محدد وعليه "لوجو" المدرسة، ولا يمكن للطالب ارتداء أي زي مختلف، وبعض المدارس الدولية واللغات تستورد ملابسها من الخارج، وبعضها يستورد الخامات فقط.
الأمر قبل سنوات ليست ببعيدة كان مختلفًا، فكان الزي عبارة عن "مريلة"، مصنوعة من قماش اسمه "تيل نادية" بيج اللون، الذي تنتجه شركة المحلة الكبرى للغزل والنسيج، لم يكن متاحًا إلا في شركة بيع المصنوعات المصرية، وكان أولياء الأمور يذهبون لشراء القماش، الذي كان الزحام عليه كبيرًا، ثم يذهبون إلى "الترزي"، كي يفصل "المريلة"، التي تكون جاهزة على العام الجديد.
"كيس ولانش بوكس"
يقبل أولياء الأمور الآن، على شراء "لانش بوكس" لحفظ الطعام الذي يأخذه أبناؤهم في المدرسة، والذي يجب أن يكون بمواصفات محددة، ونوع بلاستيك معين حتى لا يكون مضرًا، وهو مستورد، وتتراوح أسعاره بين 40 إلى 250 جنيهًا.
قديمًا لم يعرف آباؤنا وأمهاتنا ما يسمى بـ"لانش بوكس"، وكان أقصى أحلام الطلبة أن يجدوا كيسًا يضعون فيها "الساندويتشات"، وكان السائد بين العامة "ورقة جورنال"، تُضع فيها الساندويتشات، ثم يأخذها الطالب في حقيبته.
الشنطة الجلد
صارت الحقائب المدرسية الآن أشكالًا كثيرة، بعضها مصنوع من الجلد المقوى مثل حقائب السفر، وبعضها بعجلات حتى لا يحملها الطالب، كما أن هناك حقائب مصنوع من الجينز، وأخرى من أنواع غير معروفة من الخامات، والتي تعتمد في أشكالها المختلفة على الإبهاء، ويلجأ المصنوعون إلى استغلال كل وسائل التكنولوحيا المتاحة لفت نظر الطلاب الذي يذهبون مع آبائهم للشراء.
قديمًا لم يعرف طلاب مصر كل هذه الوسائل، وكان أقصى طموحات الطالب أن يجد حقيبة كبيرة تستطيع حمل جميع الكتب، وكان يظل بالحقيقة عامين وثلاثة، أما الآن يمكن أن يغير الطالب حقيبتين وثلاث في العام الواحد.
"زمزمية وكوباية والآن زجاجة"لم يعد طلاب اليوم يعرفون ما يسمى "الزمزية"، بعد أن استوردت العديد من الشركات أنواعًا عديدة من الزجاجات، والتي صار لها مكان في الحقيبة المدرسية، أما قديمًا كان الطلاب يأخذون "زمزية"، وأحيانًا كوبًا كي ستخدموه في الشرب من "حنفية" المدرسة. كل هذا يؤكد أن الحياة قديمًا كانت أكثر بساطة، وكانت "المريلة والزمزية وورقة الجورنال والشنطة الجلد"، أهم للطلاب، وتدخل الفرحة على قلوبهم أكثر من الآن؛ لأن إبهار التكنولوجيا لا ينتهي، ومهما اشترى الطالب شيئًا يفرحه سيجد بين يدي زميله شيئًا أكثر إبهارًا، وهكذا غيرت التكنولوجيا كل شيء لكنها لن تغير الماضي، الذي لايزال يذكره أجيال عديدة تحيا بيننا.