اكتشاف مذهل ينقذ الملايين من الآلام المزمنة

توصل علماء أمريكيون إلى اكتشاف مذهل يمكنه إنقاذ الملايين من الآلام التي يتعرضون لها نتيجة الإصابات أو الالتهابات المزمنة.

وقال علماء في مستشفي بوسطن الأمريكي للأطفال أنهم تمكنوا من اكتشاف أحد أهم مراكز الإحساس بالألم في الدماغ، والذي يمكن استخدامه للعلاج بشكل مباشر بالعقاقير المسكنة للآلم، مما يؤدي إلى توقفه على الفور دون التأثير على باقي وظائف الدماغ.

وأشار العلماء إلى أن معظم مسكنات الآلم المستخدمة حاليًا لا تستهدف المستقبلات الصحيحة للآلم، مما يؤدي إلى استمراره والتأثير سلبًا على مراكز التواصل العصبية في الدماغ، مما يؤدي إلى تعطيل بعض الوظائف.

وقال الدكتور "كليفورد وولف" المشرف الرئيسي علي الدراسة، إن المركز الذي تم اكتشافه هو أهم نقطة اتصال عصبي، لأنه يعمل بمثابة "مكبر للصوت" والمعلومات الحسية والإشارات العصبية، حيث يقوم برفع مستوياتها، وإرسالها إلى مكان اللمس أو الآلم بكثافة أعلى وأكبر.

وأشار "وولف" إلى أن الإشارات العصبية تنتقل عبر الحبل الشوكي الذي يتولى تفسيرها للنظام العصبي الحسي، قبل أن يقوم بتسليمها مع إحدى رسالتين وهما "اللمس" أو "الألم"، وقبل وصول الإشارات إلى الحبل الشوكي، يقوم المركز الذي تم اكتشافه بتكبير هذه الإشارات.

من ناحيته قال الدكتور "البان لاتريمولر" الباحث المشارك في الدراسة :"أنه في الحالات العادية، يتم فصل طبقات اللمس والألم في النخاع الشوكي بقوة عن طريق الخلايا العصبية المثبطة، وبعد إصابة العصب، يتم فقدان هذا التثبيط، ما يؤدي إلى خلق معلومات تعمل باللمس لتفعيل الألم في الخلايا العصبية".

وأشار "لاتريمولر" إلى أن فريق الباحثين في مستشفي بوسطن قام بعزل مجموعة من الخلايا العصبية التي اكتشفوها في الفئران التي تعاني من الألم العصبي، أو قاموا بقطعها، ولم تعد الحيوانات تمتلك ردود فعل سلبية على اللمسات الخفيفة، لكنها ظلت تستجيب للألم الفعلي مثل وخز الإبر أو الحرق، مما يؤكد أن المركز العصبي الذي تم اكتشافه يلعب الدور الرئيسي الأكبر في الإحساس بالألم.

وأكد "لا تريمولر" أن الفريق نجح في تحديد المركز الفسيولوجي المسئول عن التحكم في شدة الألم، كما نجح في تحديد كيفية التحكم في مستوى الصوت في الدماغ الذي يرتبط بالألم، والآن نحتاج إلى معرفة كيفية إيقاف تشغيله".

وعبر علماء مستشفي بوسطن عن أملهم في أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى فتح زاوية جديدة للعلاج وإيقاف الألم العصبي، يمكن أن تساهم في تفسير كيف تساعد تقنيات العقل والجسد الناس في بعض الأحيان في إدارة آلامهم.