صدرت مؤخرًا رواية "المشاء" للكاتب فراج فتح الله عن دار الثقافة الجديدة، تدور أحداث الرواية في الفترة من 1967 وحتى الوقت الراهن، وهي حياة الشخصية الرئيسية للعمل منذ ميلاده، يتمزج في الرواية ما بين الشخصي مع الأحداث السياسية العامة، حيث أسيوط هي المكان البطل للرواية.
يذكر أن فراج فتح الله هو روائي وناقد وقاص وكاتب ومخرج مسرح، عضو نادي أدب أسيوط، سبق وأن نفذ وأخرج عدة نصوص في نوادي المسرح، وهي مسرحية (العازف) عن قصة إبراهيم أصلان بنفس الاسم 1989 م.(كوش كشتمنة) عن مجمل المجموعة القصصية "القمربوبا" لإبراهيم فهمي، 1999م، (شفيقة ومتولي) عام 2000 م.
هذا وتعد رواية "المشاء" هي العمل الأدبي الرابع للكاتب فراج فتح الله، حيث أن سبق وصدر له رواية "نبين زين" عن إقليم وسط وجنوب الصعيد 2003م، ومجموعة قصصية بعنوان "الصورة طلعت وحشة" عن أوراق للنشر 2010م، ومجموعة قصصية مشتركة بعنوان "الإبداع" عن ثقافة أسيوط 1988م، وله تحت الطبع مسرحية "السطوحي" ومسرحية "بولتيكا"، هذا بجانب أعمال، حيث رئاسته السابقة لصحيفة إقليم وسط الصعيد الثقافي التابع لهيئة قصور الثقافة، وكتاباته الصحفية في جريدة الأهرام، بجانب دراساته النقدية المنشورة في عدد من الكتب والصحف العربية والمصرية.
والكاتب عضو نشط في الحركة الثقافية منذ الثمانينيات، وأخر أبحاثه المنشورة بعنوان "تأريخ الصحافة الاقليمية في صعيد مصر – أسيوط نموذجًا" بمؤتمر اقليم وسط الصعيد 2015م، كما ينشر في عدة صحف عربية ومصرية، وشغل من قبل رئاسة مؤتمر اليوم الواحد بفرع ثقافة أسيوط 2011م، رئاسة نادي ادب قصر ثقافة أسيوط دورة 2011مـ 2012 م، رئيس منتدي طريق الثورة ــ مستقبل وطن 2012، رئيس المؤتمر السادس لنادي القصة ــ أسيوط 2017، رئيس تحرير جريدة "الصعيدالثقافية" التي تصدر عن إقليم وسط الصعيد الثقافي من 2014 ـــ 2016م، نشر له موقع " الحضارات" بمؤسسة الأهرام الصحفية سلسلة من المقالات، كذل هو رئيس تحرير مجلة "اللقاء" التي تصدر عن فرع ثقافة أسيوط من 2017_ 2019م.
الكاتب معروف عنه الإهتمامه بالشأن العام والقضايا الوطنية، ومزج الهم الخاص بالعام، يحمل علي أكتافه تاريخ بلده يرويه لنا في الجلسات الخاصة والعامة، وتاريخ محافظته أسيوط علي وجه الخصوص، ينتصر دائما للإنسان أي ما كان ولكل قضاياه. لا يركن للمؤلوف والمعتاد لكنه يبحث عن الجديد والمختلف والطازج. ويجرب كل شئ حتي في طرق السرد.
ونقرأ من رواية المشاء : "أمشي من شارع لشارع، ومن بلد لبلد، أغيب أيام وأسابيع، وقد يكون أقل، لا شيء مؤكد عندي، لا شيء مؤكد،المؤكد أنه لم تتمزق ثيابي يومًا، فقط تتسخ، يطول شعر رأسي قليلاً، أو كثيرًا،والذقن أضًا،والمؤكد أيضًا أني أعود، لأوفي ميعاد قد ضربته لقريب أو لزميل عمل، أو لتأدية واجب عزاء، حضور ندوة ما، التوقيع في دفتر الحضور للوظيفة،أولتوقيع طلب أجازة،أي أجازة..اعتيادي، مرضي،أو حتى أجازة بدون مرتب، التوقيع بالعلم لخصم من المرتب، أو خصم المرتب كله... المؤكد أني أعود بعد الغياب، كأن شيئًا لم يحدث، شيئًا لم يحدث، لم يحدث. وعندما أعود أمر على الناس في شارعنا، أرفع دي بالسلام وأعواد وأربت بها على صدري مرة ومرات، كلما مررت على أحد، أو مر بي أحد، أو لم يمر، دون أن أكترث بتلقي الرد. أشارك في حرب الهكسوس، ثورة 19، حرب 5 يونيو 1967، في ثورة 2555. أمشي في مظاهرة، أهتف، وأهتف وأزعق بعلو الصوت: نفر واحد أسيوط، نفر واحد أبوظبي، الدوحة الدوحة، نفر واحد أسوان، نفر واحد المريخ. أمشي، أمشي.".