يُعد فندق قصر الزرافات هو الفندق الوحيد الذي يُتيح للزوار تقاسم وجبة الإفطار مع الزرافات، وهو منزل كبير يعود تاريخه إلى ثلاثينيات القرن الماضي، يقع في ضاحية لانجاتا في نيروبي بكينيا، داخل مساحة تصل إلى 150 فدانًا من الأراضي، وتُعتبر مزرعته ملاذًا لواحدة من السلالات المهددة بالانقراض من الزراف في العالم، وهو الزراف "روتشيلد"، لذلك أطلق عليه سكانه الأوائل اسم "الزرافة مانور" أي قصر الزرافات، ليصبح الآن أحد المباني التاريخية الشهيرة في نيروبي.
بني قصر الزرافات السير "ديفيد دنكان" عام 1932، على مساحة 140 فدانا تمتد إلى نهر مباغاتي على الحدود الجنوبية لمدينة نيروبي. وفي الستينات اشترى القصر مستثمر محلي وأجره بدوره لعدد من المستثمرين.
وفي عام 1974 اشترى القصر "جوك ليزلي ميلفيل"، حفيد أحد الشرفاء الاسكتلنديين، وزوجته الأميركية "بيتي"، التي أسست الصندوق الأفريقي للأحياء البرية المهددة بالانقراض، وعملا معاً على نقل زرافتين من نوع "روتشيلد" المهددة بالانقراض ونتجت عنهما أجيال عدة.
في البداية، كان المنزل على مساحة لا تتعدى 12 فدانًا، حتى عام 1974، لكن بفضل التبرعات، تم ضم المساحات الخضراء المحيطة، عن طريق شراء أراضي إضافية، لتصل المساحة الكلية إلى 140 فدانًا، وقد أصبحت هي أيضاً موطن لأنواع عديدة من الطيور والغزلان.
بعد وفاة "جوك" قررت "بيتي" تحويل قصرها إلى فندق، وهو اليوم يستقبل عدداً كبيراً من السياح الذين يحرصون على زيارته خلال رحلات سفاري الإفريقية ويُفضل معظمهم الإقامة في القصر خلال زيارتهم لشرق إفريقيا كما يتردد بعضهم لزيارة المكان لأكثر من مرة.
يقدم القصر تجربة فريدة من نوعها لزواره يتعايشون من خلالها مع قطيع من زرافات "روتشيلد" المهددة بالانقراض والتي تعيش في مزرعة الفندق، في صباح كل يوم تحضر الزرافات لإلقاء نظرة داخل الشقق الفندقية من خلال النوافذ والأبواب المفتوحة للتعرف إلى زوارها ومقاسمتهم وجبة الإفطارالفاخرة التي تقدمها الفندق، ويستمتع الزوار بإطعام هذه الحيوانات العملاقة والتقاط الصور المرحة معها.
يتكون المنزل من 10 غرف، ويمكنه استيعاب ما يصل إلى 25 ضيف، وتتكلف الليلة الواحدة بداخله حوالي 500 دولار للشخص ما يساوي 9 آلاف جنيه مصري تقريبًا، ويتم التبرع بكل الأرباح لصالح جمعيات أصدقاء الحيوان للتعليم والرعاية وخاصة.