قال جوزيف نبيل مقار، أول شاب يتولى منصب مدير عام للديوان البطريركي بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، إنه تفاجأ بتوليه المنصب، رغم وجود مقدمات، موضحًا، أن اختياره، جاء من البابا تواضروس، فكرة خارج الصندوق.
وأضاف في حواره لـ"أهل مصر"، أن الفترة القادمة ستشهد فكرًا شبابيًا، مؤكدًا أنه يسعى لأن يكون هناك نظام إليكتروني، داخل الكنيسة، وينتهي النظام اليدوي الذي يعتمد على الكتابة والروتين، وإلى نص الحوار..
حدثنا عن اختيارك مديرًا عامًا للبطريركية كأول شاب في تاريخها؟
اختارني القمص رويس مرقس، وكيل قداسة البابا بالاسكندرية، في مارس 2018، مديرا للديوان البطريركي، وأكد أن للشباب فكر وطاقة للتغيير طالما يمتلكون القدارات المؤهلة لذلك.
من أول من اكتشف مهاراتك؟
القس إبرام أميل، وكيل قداسة البابا بالإسكندرية، أول من اكتشف مهاراتي وقدراتي من خلال خدمتي الطويلة معه، وأول من رشحني لهذا المنصب ووثق بقدرتي علي التغيير والتطوير الإداري الذي تحتاجه البطريركية في الوقت الحالي.
كيف تلقيت خبر اختيارك في المنصب؟ وهل توقعت ذلك؟
لم أتوقع ذلك، ولكن كان هناك مقدمات تنم عن ذلك مثل سؤالي قبل صدور القرار هل تسمح ظروف وقتي بأن أكون متواجدا في العمل بصفة مستمرة وغيره، وبعد أن تلقيت الخبر لم تكن لدي فرصة للتردد، فلا أحد يرفض أن يكون قريبًا من كيان عريق وكبير وفي منصب كبير كهذا، وكانت البداية عندما تحدث معي القس إبرام أميل وأبلغني في لقاء جمعني به، وكان الأمر بالنسبة لي تحدي وذلك لأكثر من سبب وأهم هذه الأسباب أنني شاب وصغير في السن، وقال لي القس إبرام "أنا مراهن بيك" وهذا بالنسبة لي كان تحدي حتي لا أخذله، خاصة وأني أول شخص يتولي هذا المنصب في سن صغير.
ما هي معايير أو شروط تولي هذا المنصب؟
هناك لوائح تنظيمية ولكن الإدارة قررت أن تنظر خارج الصندوق أكثر، والفكرة أن المدير المسؤول صاحب هذا المنصب كان يطلق عليه لقب أمين عام للديوان وهو مسؤول عن تنسيق العمل داخليا بالمتابعة مع الأب الوكيل، ودوره كبير جدا في ضبط العملية الإدارية داخل الكيان ولكن كان في الغالب يقع الاختيار علي الأشخاص الذين سنهم كبير نظرا لعامل الخبرة فلابد أن يكون ذو خبرة لا تقل عن 20 أو 25 سنة، وغالبية الموظفين الموجودين كبار في السن حيث يكبرني أصغر موظف في الكيان بـ7 سنوات وهذا السن ليس صغيرا، فالموضوع ليس من السهل أن يأتي شخص لتولي منصب كهذا إلا وكان يمتلك مقومات هذا المنصب.
هل واجهتك صعوبات أو مشكلات في بداية عملك؟
هناك صعوبات بالتأكيد ولكن أكثرها صعوبة إدارة الميزانية، أنا مسؤول عن ميزانية مكان له ميزانية معينة بتفاصيل معينة وهذا الأمر ليس سهلا، والتحدي الأكبر يكمن في عملية التطوير المؤسسي نفسها.
ما مهام وظيفة مدير عام البطريركية؟ ولماذا تم اختيارك لهذا المنصب؟
مدير عام البطريركية، منصب إداري عام يدير من خلاله إدارات مختلفة مثل الموارد البشرية والإدارة المالية والمشتريات والإدارة القانونية والأملاك والخدمات الدينية وغيرها.
لماذا جرى اختيارك لهذا المنصب؟
وشغلت هذا المنصب نظرا لكفاءتي وخبراتي المختلفة، أنا من مواليد الإسكندرية 1988، وعملت بالموارد البشرية والتدريب فور تخرجي في 2008 في أكبر الهيئات والشركات الدولية منها والمحلية أيضا، وعشت شغفي في مجال الإدارة والقيادة وسعيت للتعلم عن هذا المجال، وحصلت على دبلوم مهني متخصص في مجال الإدارة من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وشهادة الموارد البشرية من الجمعية الأمريكية للموارد البشرية بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصلت علي ماجستير إدارة الأعمال من الولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن برامج التدريب المتخصصة في المجالات الإدارية داخل وخارج مصر.
هل لديك خطة عمل مستقبلية لتطوير البطريركية؟
المكان هنا يتطور وينمو ليس فقط على مستوى الخدمات الدينية التي تقدم للناس ولكن على مستوى الخدمات التي من الممكن أن تقدم للكنائس الموجودة داخل الإسكندرية، ونحاول في الفترة القادمة أن نضع نظامًا إلكترني، يكون كل شيء فيه مرتبط ومتصل ببعضه في شكل واضح، ونترك العمل على الأوراق.
هل ثمة تغييرات جديدة ستطرأ على النظام الإداري داخل البطريركية؟
الفترة القادمة سنعمل على إعادة هيكلة النظام الإداري.
هل يوجد اتجاه لإحداث تطوير داخل الكنائس بالمحافظة؟
هناك اتفاق في الرؤية بين الإدارة التنفيذية والتي نمثلها وبين الإدارة العليا بأننا جميعنا نعمل ونتحرك في اتجاه واحد، وهناك اتفاق في الرؤية بين الإدارة العليا والإدارة الوسطي، والهدف الذي نسعى لتحقيقه العمل على إحداث تطوير في شكل ونظام الخدمات التي تقدم في هذا الكيان، ودائما أي مؤسسة طموحة تسعى للتطوير للأفضل، واتفاق وتوحيد الرؤية بأن يكون تقديم الخدمة بشكل أفضل.
ما دور البطريركية في مواجهة تحديات المرحلة الحالية؟
هناك تحديات موجودة بالتأكيد ولكن جميعها تحديات عمل داخلية مثل تدبير الأجور الشهرية والميزانية والأمور الإدارية البحتة والعلاقات الحكومية مثل مشكلة في التأمينات وغيره والتحديات اليومية داخل العمل، فالعمل هنا إداري بحت من الطراز الأول، ولا يوجد علاقة تدخلية بيني وبين الكنائس في أداء خدمتها مع المصلين والمواطنين الذين يتم خدمتهم مع المجتمع.
ماذا عن ممتلكات الكنيسة؟
يوجد لدينا إدارة تسمى إدارة "الأملاك والأحكار" والكنيسة أو البطريركية تمتلك بعض المنازل الموجودة في المنطقة تخصها وهذه المنازل مستأجرة للمسلمين والمسيحيين وتخدم شريحة عريضة من الناس، فالعمل هو إدارة بحت وليس له علاقة بالتحديات التي تواجه الكنيسة المصرية وغيره.
هل للبطريركية دور في الرقابة على الخطاب الديني داخل الكنائس؟
فيما يخص بطريركية الأقباط الأرثوذوكس وعلاقتها بالكنائس، جميعنا تربطنا علاقة تعاونية وليست علاقة رقابية، أي أنه باعتبارها كاتدرائية الأقباط الأرثوذوكس هي المفوض الرسمي أمام الدولة التي تتعامل معها سواء في التأميات أو مكتب العمل أو أي علاقة تخص الدولة، وبالتالي أي كنيسة من الكنائس لابد وأن تتعاون معي في هذا الأمر أو أن طبيعة العلاقة نشأت علي هذا الأساس.
هل هناك تواصل بين الكنائس؟
هناك تواصل باستمرار مع جميع الكنائس بالمحافظة بخصوص تأمينات أو مشكلة عاملين مع مكتب العمل أو في التأمين صحي أو تجديد رخصة أو بطاقة حيث يتم من خلالي، لأنني المظلة لكل الكنائس الموجودة وبالمحافظة وكل الكنائس تعمل من خلال تلك المظلة.
ماذا عن أنشطة الكنائس.. هل يوجد إشراف عليها؟
كل كنيسة لها رعاة هم المسؤولون عن تنفيذ البرامج التي تقدم فيها، فهناك كنيسة ترى احتياجات المنطقة التي فيها لإنشاء مستشفى وأخرى ترى احتياجها لتوفير حضانة، وثالثة ترى احتياجها لتوفير دروس تقوية للطلاب في مراحل التعليم المختلفة لتعليمهم، ورابعة ترى أنها في حاجة لعمل دار مسنين، وهكذا.
هل تتلقى البطريركية تمويلا كدعم؟
لا تتلقى الكاتدرائية المرقسية أي دعم من أي مكان، وأقصى شيء من الممكن أن يحدث هو أن يتبرع شخص بمبلغ من المال علي سبيل التبرع، لكننا لا نقبل دعمًا من أي جهة نهائيا.
ما أوجه صرف الميزانية؟
أول وأكبر صندوق يتم الصرف عليه هو صندوق "لجنة البر" وهو خاص بالأعمال الاجتماعية ومساعدات المواطنين محدودي الدخل، ويعود مصدر الدخل للميزانية من خلال الأنشطة التي تقيمها البطريركية والرسوم التي يتم تحصيلها من مواثيق الزواج وهو الأكثر دخلا للميزانية، وكل كنيسة مستقلة بذاتها ويحدث فيها نفس الوضع.
ما الأنشطة التي تنظمها الكاتدرائية؟
تنظم الكاتدرائية دورات تدريبية في التمريض ودورات في الموارد البشرية (تطوير الذات) وعلاج سلوكيات الإدمان، ودورات في تعلم اللغات بصفة عامة، وهذه الدورات متاحة للأقباط وغير الأقباط أيضا وهناك إقبال كبير عليها، ويتم الإعلان عن هذه الدورات من خلال الصفحة الرسمية للكنيسة وبأسعار رمزية، ويحاضر فيها متخصصين.