يعد مسجد الإمام الشافعي واحد من أشهر المساجد الأثرية في القاهرة الفاطمية، ويتميز المسجد بتصميم معماري فريد، سواء القبة الخارجية، أوالبناء الداخلي.
باحة المسجد خالية من ضريح الإمام، الذي يقع بعيدًا عن المصلى، ما يسمح أن تقام شعائر الصلاة بعيدًا عن الضريح.
بمجرد اقترابك من المسجد تجد عددًا كبيرًا من كبار السن والأطفال والنساء قبيل الباب، يبدأون في طلب المساعدة، ويبادرون بإجابتك عن أي سؤال توجهه لهم، وقد تتعجب وتتساءل، هل هؤلاء من رواد المسجد؟ ولكن الإجابة أن هؤلاء متسولون، يأخذون من المسجد مكانًا لهم، لكنهم لايظهرون لك ذلك أثناء دخولك، وينتظرونك بعد أن تنتهي من زيارتك، ومن ثم تبدأ مجموعة لانهائية من الأدعية والسؤال والتسول.
عجائب المصريين داخل الضريح الإمام
بعد أن تتجول في المسجد ستجد نفسك أمام ضريح الإمام، الذي يتوسط القاعة الكبرى، التي بها بجواره ثلاثة أضرحة أخرى، وما إن تنظر بداخل الضريح تجد مجموعة كبيرة من الأوراق، الملقاة بجوار التابوت الموضوع فوق القبر، وبجوار هذه الأوراق تجد بعض قطع الملابس، منها غطاء الرأس ومنها بعض "العباءات"، وهنا ينتابك الفضول، وتسأل ما هذه الأوراق؟ ومن ألقى هذه الملابس؟ إن كانت الأسئلة كثيرة فالإجابة أكثر غرابة وتعجبًا.
المفاجأة أن هذه الأوراق كتب عليها أصحابها شكواهم من بعض أقاربهم أو أصدقائهم، وألقوها أمام القبر، كي يحكم فيها الإمام الشافعي، بل إن بعض هؤلاء لا يترك الضريح، ويقول: لن أذهب حتى يحكم لي قاضي الشريعة.
معظم من يلقي بهذه الأوراق، من النساء، منهن التي تشتكي زوجة ابنها، والتي تشتكي حماتها.
«كنست عليك الإمام»
الأغرب هو هؤلاء الذي يخلعون ملابسهن، ثم ينظفن الضريح به، ثم بعد ذلك يلقون بقطعة الملابس -التي قد تكون خارجية أو داخلية- داخل الضريح، ثم تدعو على من تشاء، وتخرج وكلها يقين أن الإمام الشافعي سيقضي لها حاجتها، وهي التي تعرف في التراث الشعبي المصري بمقولة «كنست عليك الإمام».
هذه العبارة قد تثير سخرية قاعدة عريضة ممن يسمعونها، ولكنها في نفس الوقت تخيف عددًا كبيرًا آخر ممن يؤمنون بهذه الأشياء، حتى أن البعض يشعر وكأن قلبه قد توقف، إن أخبره أحدهم بهذا.
وللمصريين في أضرحة الصالحين عجائب..
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
