تصاعدة خلال الأونة الأخيرة وتيرة مقتل الأطفال علي يد أبائهم وأمهاتهم، لتتكرر تلك الجرائم التي لا توصف إلا بالبشاعة، بعدا تجرد الأب من مشاعر الأبوة ويقدم علي ذبح أولاده، وأخر ينتحر بعدما قتل أسرته كاملة، والأخري تتستر علي إهمالها وصديقتها بعدما تركت أولادها الصغال جثث هامدة وسط الشارع حتي تآكلت من التعفن.
"جثث أطفال المريوطية"
تنعقد اليوم الثلاثاء ثالث جلسات محاكمة المتهمين في واحدة من القضايا التي شغلت الرأي العام بالأيام القليلة الماضية بعدما تم العثور علي المجني عليهم جثثا هامدة تتراوح أعمارهم ما بين العامين والـ5 أعوام، وتتمكن الأجهزة الأمنية بالجيزة في فترة قصيرة من كشف طلاسم الجريمة التي كان بطلها الإهمال والتجرد من مشاعر الأمومة.
3 جثث متعفنه بأجسام متهالكة أشتبه في بادئ الأمر أنها واحدة من جرائم الإتجار في الأعضاء البشرية التي تكاثرت بشدة خلال الأونة الأخيرة، ولكن بعد أيام من البحث والتحريات تم كشف غموض تلك الواقعة المأساوية التي راح ضحيتها محمد 5 سنوات، أسامة 4 سنوات، وفارس سنتين، من أم واحد و3 أباء مختلفة.
"تحقيقات النيابة .. وأعترافات المتهمين"
وكشفت التحقيقات، أن المتهمة الأولي "أماني. م"، 36 سنة، عاملة في فندق، وشهرتها منال، والدة الأطفال الثلاثة، متزوجة من "حسان. ع"، 65 سنة، وأن الأطفال ،تركتهم في غرفة بشقة صديقتها المتهمة الثانية "سها. ع"، 38 سنة، تعمل في ملهي ليلي، والتي تقيم بها مع زوجها المتهم الثالث "محمد. إ"، 28 سنة، سائق توكتوك.
أضافت التحقيقات أنه لدى عودة الأم فوجئت باحتراق الغرفة التي يوجد بها أبناؤها، فقررت التخلص من الجثث هربا من المساءلة القانونية، فوضعتهم في أكياس سوداء ولفتهم في ملاءات وسجاد وألقتهم علي ترعة المريوطية باستخدام توكتوك.
وأقرت والدة الأطفال خلال التحقيق معها بتعدد علاقاتها مع الرجال، بعدما تركت بيت أهلها هاربة منذ أكثر من 15 سنه، وأنجبت الثلاثة أطفال من رجال مختلفين، بعدها تزوجت من رجل بشبرامنت لكنها هربت منه بسبب معاملته السيئة، في تلك الأثناء تعرفت علي "سها" المتهمة الثانية خلال عملها في ملهي ليلي، وعرضت الأخيرة عليها أن تقيم معها في شقتها هي وأولادها الثلاثة، فانتقلت بالفعل لتقيم معها.
أضافت المتهمة، أنها اعتادت أن تغلق الغرفة علي أطفالها قبل نزولها للعمل، بسبب "شقاوة" ابنها الأكبر محمد، وفي يوم الحادث خرجت للعمل مع صديقتها، وعادت في ظهيرة اليوم التالي، لتجدا دخانا يتسرب من حلق باب الغرفة، وعند فتحها كانت الغرفة مليئة بالدخان والأطفال ميتين علي أرضية الغرفة.
أما المتهمة الثانية فأقرت بأنه لدى عودتها وصديقتها إلي الشقة ومشاهدة الأطفال قتلي، أخبرتها المتهمة الأولي بأنهه ستواجه مشاكل كبيرة وستتعرض للحبس نتيجة الإهمال الذي أدي بأطفالها للموت حرقا، وأخبرتها أيضا أنها مشتركة معها في نفس الجريمة.
تابعت المتهمة أنهما قررتا التخلص من الجثث هربا من المسئولية الجنائية، ووضعتا الجثث في أكياس سوداء، وبعدها لفتاها بملاءات وبطاطين وسجاد، وحملت الأم كلا من نجليها محمد وأسامة، وحملت "سها" الطفل فارس، واستقلوا توك توك لمكان العثور علي الجثث وألقتاها هناك.
وجهت النيابة العامة للمتهمين ارتكابهم لجرائم الإهمال المتسبب فى وفاة الأطفال، وعدم إبلاغ السلطات عن الواقعة، وعدم دفن الجثث بالطريقة الشرعية.