رصدت "أهل مصر" معانأة أهالي قرى محافظة بني سويف، من تدني مستوي الخدمات الصحية والعلاجية بالوحدات الصحية الريفية بالقري في ظل بعد المسافات بينهم وبين المستشفيات المركزية عنهم, مشيرين إلي أن تلك الوحدات تعد الأقرب للفقراء من غير القادرين بعد ارتفاع تكاليف العلاج في العيادات الخاصة علي طبقة العمال والمزارعين ومحدودي الدخل خاصة بعد أن هجرها الأطباء وسكنتها الأشباح والحيوانات الضالة، رغم ما تكبدته ميزانية الدجولة من ملايين لإنشاء هذه الوحدات وتجهيزيها.
خالية من العلاج
في البداية أكد عبد الرحمن روبي، قرية "ميانة" بمركز إهناسيا، أن الوحدة خالية من العلاج والخدمات الطبية في الفترة المسائية لعدم وجود طبيب مقيم, بالإضافة إلى عدم وجود سيارة إسعاف لنقل الحالات الحرجة إلى المستشفي المركزي.
الملجأ الوحيد للغلابة
وأضاف جابر نادي، أن المواطنين الغلابة غير قادرين عل الكشف وتلقي العلاج في العيادات الخاصة نظرا لارتفاع التكاليف, لذلك فالوحدة الصحية تعد الملجأ الوحيد لهم في القري, ويطالب المسئولين بتوفير الأطباء والعلاج وخاصة في الفترة المسائية, فضلا عن تكثيف الحملات والتفتيش المستمر عليها من المختصين.
سرنجات وقطن وشاش
وقال سيد بدوي، بالمعاش، إن الوحدة الصحية بقرية العجرة بمركز الفشن، لا يوجد بها سرنجات أو قطن أو شاش, مشيرا إلى أن الأهالي يشترون العلاج من الخارج بسبب أن أبسط الخدمات غير متوفرة في الوحدات الصحية, ونطالب بتوفير الأمصال المضادة لـ "لدغات العقرب وسم الثعبان".
عيادات الأطباء الخاصة
فيما أشتكى سلامة محمدين، من قرية طنسا بمركز ببا، من عدم وجود أطباء وأدوية، مؤكدا أن الوحدات الصحية بلا خدمات علاجية سوى التطعيمات وتنظيم الأسرة ورعاية الأطفال والحوامل فقط، آلاف المرضى يضطرون للذهاب إلى عيادات الأطباء الخاصة مما يحملهم أعباء مالية كبيرة، ولعدم تقديمها خدمات للمرضى قامت وزارة الصحة بتحويلها إلى مراكز طب أسرة أو إدمان أو حميات بعد اكتشاف عدم جدواها مما زاد من معاناة المواطن البسيط فى القرى والعزب.
خاوية على عروشها
وقال زكريا عبد السميع، تاجر مواشي، من قرية أبوصالح، بمركز ناصر، إن الوحدة الصحية بالقرية خاوية على عروشها، تديرها الممرضات والكتبة دون وجود الأطباء، مشيرا إلى أن الطبيب يأتى يوم أويومين على الأكثر فى الأسبوع، ويتناوب مع وحدة صحية أخرى .
الأطباء دائما "مزوغين"
وأكد محمود مهدي، موظف، من قرية ميدوم، بمركز الواسطي، أن الوحدة الصحية بميدوم، لا يوجد بها أطباء وهم دائما "مزوغين" لعدم وجود رقابة عليهم، مشيرًا إلى عدم وجود الشاش والقطن والسرنجات، الطبيب ليس من أبناء المركز، لكنه مغترب، ويأتى إلى الوحدة الصحية يوما واحدا فى الأسبوع، إضافة إلى تواجد الممرضات فى الوحدة دائمًا يقومون بتشخيص المرضى وكتابة الأدوية لهم.
تحويل الحالات للمستشفى
أما أحمد عبد التواب، أخصائي إجتماعي، قرية الزيتون بمركز ناصر، فقال: "لدينا وحدة صحية عبارة عن مبنى فخم يحوي عددا من الغرف التي تصلح لأن تكون مستشفى كبيرا، يتواجد به الأطباء صباحا فقط، ومن الحادية عشر ظهرا تتواجد ممرضة أو اثنتان على الأكثر لإثبات أن الوحدة ما زالت تعمل، فالأطباء الذين يتواجدون في الفترة الصباحية، ليسوا على كفاءة عالية أو من هم أصحاب خبرات، فأغلبهم حديثو التخرج وضعفاء الخبرة، يقتصر دورهم على تحويل الحالات للمستشفى المركزي، أو تغيير على جرح وغيره من الأمور البسيطة، لافتا إلى أنه شاهد إحدى الحالات المرضية التي احتاجت للتدخل العلاجي السريع، وفشل طبيب الوحدة في علاجها وأحالها للمستشفى المركزي بناصر.
اعتماد 45 وحدة
من جانبه أكد الدكتور عبد الناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة ببني سويف، أن المحافظة بها 45 وحدة صحية حصلت على درجة الاعتماد والجودة والتي تمنح للوحدات الصحية المتميزة على مستوى الجمهورية والمكتملة الأركان، لافتًا إلى أن المديرية نجحت في التعاقد مع أطباء لسد العجز بتلك الوحدات، مؤكدا أن الوضع الصحي داخل محافظة بني سويف في تحسن ويتم الاستجابة لجميع الشكاوى التي تتلقاها المديرية والتحقيق السريع فيها، ومجازاة المخطئ.
المرور المفاجئ
أشار وكيل الصحة إلى أن مشكلة تغيب الأطباء يجري التغلب عليها من خلال المرور المفاجئ من لجان مديرية الصحة على الوحدات الصحية، ومجازاة المتغيبين أو تاركي العمل منها، تصل إلى حد النقل إذا تكرر التغيب، وكشفت اللجان عن تواجد الأطباء داخل تلك الوحدات بنسبة تقارب 99% صباحا، لكنها تتراجع في الفترة المسائية.