مع اقتراب بدء الموسم الدراسي الجديد، يدب الرعب في قلوب أهالي الطلاب بقرية كفور النيل، التابعة لمركز الفيوم، بسبب استمرار الطلاب في المدرسة القديمة الآيلة للسقوط منذ عام 2012، ولم يتم صيانتها أو ترميمها أو إخلائها حتى الآن، بالرغم من بناء مدرسة جديدة بالقرية، إلا أن الأبنية التعليمية ترفض إخلاء المدرسة بشكل كامل حتى لا تعود الأرض المؤجرة المبني عليها المدرسة إلى أصحابها، دون اهتمام بحياة الطلاب، أو وضع الحوادث المتكررة بالمدرسة الأعوام الماضية في الحسبان.
قال عمرو علي، أحد أهالي القرية إن المدرسة تم إنشائها منذ أكثر من 60 عاما لم يتم ترميمها أو صيانتها، حتى أصبحت خرابة أبوابها منكسرة، وحوائطها متهالكة، وأسقفها منهارة، والصرف يملأها، مؤكدًا أنّه تم إنشاء مدرسة جديدة وبدأ العمل فيها بالفعل منذ 3 أعوام، ولكن تم نقل جزء من الطلاب فقط إلى المدرسة الجديدة، وترك باقي الطلاب في المدرسة يتجرعون مرارة الخوف بسبب سقوط أجزاء منها فوق رؤوسهم، بالإضافة إلى تكرار الحوادث بسبب وقوع المدرسة على الطريق الرئيسي للقرية الذي لا يفصله شئ عن المدرسة بعدما فقد سور المدرسة توازنه وسقط منذ 6 أعوام.
وأكد في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن السر في عدم نقل باقي الطلاب إلى المدرسة الجديدة، هو أن الأرض المُقام عليها المدرسة مؤجرة من أحد المواطنين منذ عام 1960 وهيئة الأبنية التعليمية تخشى إخلاء المدرسة فيسترد المالك أرضه، لذلك تتعمد تعريض حياة الطلاب للخطر من أجل أرض لا تملكها أصلًا، موضحًا أنّ العام الماضي اختل توازن تروسيكل فصدم طالبة وتم نقلها إلى المستشفى بين الموت والحياة، ورغم أن الأهالي أرسلوا إنذارًا على يد محضر لوكيل وزارة التربية والتعليم، والأبنية التعليمية، ومحافظ الفيوم، ومدير إدارة غرب التعليمية، بإخلاء المدرسة لعدم وقوع كارثة ووفاة عدد كبير من الأطفال إلا أنهم "ودن من طين وودن من عجين".
وشدد على أن المدرسة الآن لا تضم إلى 6 فصول فقط كل فصل يمثل مرحلة تعليمية من الصف الأول وحتى الصف السادس، ولا يزيد عدد الطلاب في كل فصل عن 20 طالب وطالبة، وبالرغم من سقوط أجزاء من الأسقف، وسقف فصل كامل إلا أنه لم يهتم أحد، موضحًا أنّ الكلاب والأبقار والحمير تدخل إلى فناء المدرسة لتمرح فيها، ما يثير رعب الطلاب، خصوصا أنهم أطفال في مرحلة صغيرة من العمر، والكارثة الأكبر أن الفئران والثعابين منتشرة في كل أنحاء المدرسة وتجري بين الطلاب أثناء الدراسة فيخرجون مرعوبون من المدرسة.
وأشار إلى أن المدرسة تعرضت للسرقة أكثر من مرة لأنها دون أسوار ولا يوجد عليها حراسة، ويسهل اقتحام كل فصولها المتهالكة، وبالتالي لا يوجد أجهوة كمبيوتر إلا جهاز واحد فقط، وبالتالي لا توجد تكنولوجيا أو مواكبة لتطور العملية التعليمية في المدرسة مثل باقي المدارس.
في سياق متصل، قال محمود عبد الفتاح هديب، مدير إدارة غرب التعليمية، أنّه ليس لديه تفاصيل كثيرة عن هذه المدرسة لأنه تولى منصبه منذ فترة قليلة، مؤكدا أنّه سيبدأ فورا في معاينة المدرسة، وفحص ملفاتها، ويخاطب هيئة الأبنية التعليمية بسرعة إصدار قرار بإخلاء المدرسة ونقل الطلاب إلى المدرسة الجديدة، لأنه لا يستطيع إخلاء المدرسة إلا بعد صدور قرارا من هيئة الأبنية التعليمية، والتي لم تصدر أي قرارات بالإخلاء حتى الآن.