الدكتور زاهي حواس: القطع الأثرية بالخارج مباعة بطريقة شرعية.. 70% من الآثار مازال في باطن الأرض.. ومدن كاملة أسفلها مقابر ومومياوات فرعونية (حوار)

زاهي حواس

قال الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات الكبير، إن الآثار المصرية لا تقدر بثمن ولا بمليارات الدولارات، موضحًا أن 70% من الآثار المصرية، لم يُكتشف بعد.

وأضاف «حواس» في حواره لـ«أهل مصر»، أن تفسير تصريحه بأن تحت كل بيت آثار، بأنه دعوة للتنقيب، خطأ تمامًا؛ لأن التصريح واضح ومعناه واضح، بأن هناك آثارًا كثيرة في باطن الأرض، وإلى نص الحوار..

ما أهمية مقبرة ميحو بسقارة؟ ولماذا اتخذت وزارة الآثار قرارًا بفتحها للزيارة؟

تعد منطقة سقارة من أهم المناطق الأثرية في مصر، وبها العديد من المقابر الفرعونية، ومقبرة ميحو تم افتتاحها عام 1942 على يد أثريين مصريين وهي محتفظة حتى الآن بكل نقوشها التي تتواجد على الجدران، كما أن بالمقبرة رسومات ونقوش لعملية تزاوج التماسيح وهذه الرسوم لم يتم اكتشافها فيما قبل.

هل يمكن لمصر أن تسترد آثارها المنهوبة من الخارج؟

مصر لديها آثار في كافة دول العالم ولا يمكن أن تسترد القطع التي خرجت بطريقة شرعية، لأن هذا يتعارض مع قوانين منظمة اليونسكو، ومعظم الآثار المصرية المتواجدة في دول العالم معها مستندات تثبت ملكيتها لأحد الأشخاص أو المنظمات، ولا يمكن لمصر أن تستردها، لأنها تمت بطريقة بيع شرعية.

كم عدد الآثار المصرية التي أعارتها الوزارة للمتاحف في الخارج؟ وما قيمة إيرادات هذه القطع؟

مصر تقدم كل عدة سنوات وربما كل سنة بعض الآثار المصرية للمعارض الخارجية، وبعدها تعود لمصر مرة أخرى أو تذهب لمعرض آخر في دولة أخرى، ولم أتذكر عدد تلك القطع، لكن هذا الموضوع له الكثير من الإيرادات أهمها الدعاية لمصر في الخارج مما يجلب الكثير من السياح لمشاهدة أماكن استخراج هذه الأثار ومشاهدة الأماكن الأثرية الأخرى، وتعتبر إعارة الآثار بمثابة حملة دعاية لمصر في غاية الأهمية ويجب الحرص على المشاركة في تلك المعارض سنويًا، بالإضافة إلى جلب كثير من الأموال لأن مصر تحصل على نسبة من رسوم تذكرة الدخول مما يوفر تواجد العملة الصعبة.

كيف تم بيع الآثار المصرية بطريقة شرعية؟

كان القانون المصري قديمًا، يسمح ببيع الآثار وحرية تداولها، لأن الدولة أو المملكة آنذاك ليس لديها اهتمام كبير بالقطع الأثرية الحجرية، وعندما كان يحصل مواطن على قطع أثرية في منزله يسرع ببيعها لأحد الأجانب المتواجدين في مصر لحصوله على بعض من المال، فكان الأجنبي يسافر بها إلى بلاده وهكذا خرجت الآثار، وهناك آثار أخرجها الاحتلال الأجنبي سواء البريطاني أو الفرنسي وقت الحملة الفرنسية.

ما طبيعة الآثار المصرية الموجودة في متحف البرازيل المحترق؟

يوجد بمتحف البرازيل العديد من الآثار المصرية ولا يوجد أحد يعرف عددها بالتفصيل، ولم نعلم حتى الآن ما تأثير النيران عليها، لكن وزارة الآثار طالبت بالمساعدة في الترميم وهناك تشاورات عديدة مع السفير البرازيلى في مصر لعودة بعضها، ويجب على الحكومة البرازيلية أن تسمح ل كل دولة لها آثار بالمتحف المساعدة في ترميم الآثار التي تخصها لأن كل دولة تعرف الطرق الجيدة لترميم آثارها حتى يعود المتحف العملاق لما كان عليه.

هل يمكن تحديد قيمة الآثار المكتشفة مؤخرًا؟

الآثار المصرية لا تقدر بقيمة ولا بمليارات الدولارات، لأن الآثار المصرية يمكنها أن تعكس طبيعة وحضارة أجدادنا القدماء ويجب الحفاظ عليها، وأن كافة الآثار المكتشفة لا تمثل أكثر من 30% من حجم الآثار، وهناك نحو 70% من الآثار مازال في باطن الأرض، وهناك العديد من المدن مقامة على مدن فرعونية قديمة يحتويها العديد من القطع الأثرية والمومياوات.

ما قيمة آثار سيناء؟ ولماذا تقابل بالتهميش ولا تستفيد منها الدولة؟

سيناء مليئة بالآثار، لكن الأماكن الأثرية في سيناء أغلبها دينية ووزارة السياحة تروج لها، وتحظى باهتمام كبير من الدولة، ووزارة الآثار تطور كل فترة كل الأماكن الأثرية، وهناك أعمال تطوير جارية بمنطقة عيون موسى وسيساهم في الاقبال السياحي، والكثير يذهب لسيناء للاستمتاع بالمناطق السياحية أكثر من المناطق الأثرية.

قلت إن تحت كل بيت آثار.. أليست هذه دعوة للمواطنين للتنقيب عن الآثار أسفل منازلهم؟

تصريح تحت كل بيت آثار يدل على تعدد المقابر الأثرية في كافة محافظات الجمهورية وليس تحت كل بيت آثار فعلا وإذا نقب أحد تحت منزله فلا يوجد شيء، وكل من اتهمنى بالتنقيب عن الآثار أسفل المنازل ليس بعاقل، والهدف من التصريح ظاهر أمام الجميع فنرجو عدم توجيه التصريح لاتجاهات أخرى والكل يعلم أن الهدف هو كثرة الأماكن الأثرية لأن مصر الحديثة أقيمت على مصر الفرعونية أو مصر القديمة.

كيف يتم استخراج الآثار التي توجد تحت المنازل؟

تواصل وزارة الآثار دوما البحث والتنقيب عن الآثار في كافة المناطق، كما أنها تضع شروطا للحفر بالقرب من المناطق الأثرية، ولا يمكن الحفر بإحدى القرى القريبة من المناطق الأثرية إلا من خلال وجود مفتشي الآثار، وعند هدم أحد منزله أو تطويره عليه إبلاغ مندوبي الآثار كي يتواجدوا خلال عمليات الهدم أو التطوير وإذا لاحظوا شيئًا يأمرون فورا بالتوقف ويأتى أفراد التنقيب لممارسة التنقيب والحفر بأنفسهم.

نقلا عن العدد الورقي

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً