رصدت "أهل مصر"، أزمة نقص مياه الري التى تعانى منها محافظة بني سويف، وتسببت فى جفاف الترع وتهديد المحاصيل الصيفية بالتلف جراء العطش، وسط شكاوي من المزارعين الذين لجأوا إلى مسؤولي مديرية الري وديوان عام المحافظة لحل الأزمة، دون جدوى.
جفاف الترعيقول رسمي بكرى، فلاح، من قرية دلهانس مركز الفشن: "ترعة القرية تعاني الجفاف، وسط تراخى مسؤولى الري بالمحافظة عن القيام بدورهم، خاصة وأن الترعة تروى 4 آلاف فدان، وبعد جفافها أصبحت الأرض مهددة بالبوار، مشيرا إلى أن الأراضي الواقعة في نهاية الترعة لا تصل إليها المياه نهائيا، ما دفعهم للشكوى من سوء الوضع الراهن:"تقدمنا بالعديد من الشكاوي إلى مديرية الري ولجأنا إلى أعضاء مجلس النواب والمحافظة لحل المشكلة وإنقاذ محصول الذرة، وحتى الآن ما زالت المشكلة قائمة".
موت المحصولوأشار ربيع منصور ربيع، فلاح، من قرية سنهور، بمركز ببا، أنه والعشرات من أهالي القرية، أرسلوا عشرات الاستغاثات للمسؤولين بمحافظة بني سويف والري لإنقاذ المحصول من الموت عطشا فى ظل موجة الحر الشديدة التى تتعرض لها البلاد، متهما المسؤولين بالإهمال والتقاعس عن نجدتهم، بعد أن جفت الترعة التى تروي الأراضي الزراعية بالقرية وسط صمت المسؤولين.
تدخل المحافظفيما ناشد عامر جادالله محروس، مهندس زراعي بالمعاش، المستشار هاني عبد الجابر، محافظ بني سويف، التدخل العاجل وإنقاذ المحاصيل في عشرات الأفدنة من الهلاك وسرعة العمل على ضخ المياه بالترع لإنقاذ ما تبقى من محصول الذرة فى المنطقة وتعويض المزارعين عما تعرضوا له من خسائر لا ذنب لهم فيها، وتابع قائلاً: "حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل من تورط فى تلك الكارثة".
ورد النيلقال علاء فضل الله حسن، مهندس زراعي، إن أهم أسباب أزمة الري في بني سويف, ورد النيل الذي يطفو علي سطح مياه الترع والمصارف في شتى أرجاء المحافظة, حيث يمتص كميات كبيرة من المياه التي نحن في أشد الاحتياج إليها ويحتاج الفلاح لمبالغ مالية طائلة ومشقة لري أرضه حتى لا تتعرض للبوار, ومن المعروف أن ورد النيل هو العامل الرئيسي في إهدار الماء, حيث إن كل نبات واحد يستهلك لتر ماء يوميا, هذا بالإضافة إلى وجود هذا النبات بكميات كبيرة في مجري النهر والترع المتفرعة منه مما يعطل حركة سريان الماء ويفقده تدفقه ويهدر منه الكثير, ويبحث الفلاح دائما عن حلول مؤقتة لمشكلة الري التي لم تعد مقصورة على فصل الصيف فقط.المياه الجوفيةوأشاريحيى مدبولي عوض الله، مزارع، من قرية الشقر بمركز الفشن، إلى أن سبب أزمة مياه الري يرجع لتجاهل المسؤولين بالري تنظيف نهايات الترع وصيانة مواسير الصرف المغطى التى تتسرب مياهها منذ سنوات إلى المصارف الخاصة بمصاف الزراعات، وقد اعتاد الأهالي على ري أراضيهم على المياه الجوفية التى يرفعونها من أسفل الأرض فتكون مختلطة بمياه الصرف الصحي، مما أفقد آلاف الأفدنة خصوبتها، كما تعانى العديد من بيوت القرية من الغرق بمياه الصرف الصحي.المناوبات الدوريةمن ناحيته قال سامي صموائيل، مدير عام بمديرية الري بالمحافظة، إن بني سويف تتبع نظام الري بالمناوبات الثلاثية، بمعنى أنه يتم فتح المياه على الترع 5 أيام وإبطالها 10 أيام بالمناوبات الدورية، لافتا إلى أن نظام المناوبات يشهد إلتزاما بكافة المراكز، وأن شكاوى المزارعين الفلاحين ناتجة عن رفبتهم فى الري خلال أيام البطالة، أو عدم تزامن تجهيزهم الأراضي الزراعية مع بداية ضخ المياه.