نجحت القابلة " الداية" العراقية أم قاسم في إنقاذ حياة العشرات من النساء والأطفال خلال سيطرة تنظيم داعش الارهابي على مدينة القائم بمحافظة الأنبار، وخاطرت بحياتها عدة مرات وكادت تتعرض للقتل لمخالفتها أوامر التنظيم فيما يتعلق باستقبال نساء في المستشفى بحاجة إلى ولادة مستعجلة ورعاية صحية، وكانت تضطر في بعض الاحيان الي اجراء عمليات قيصرية رغم انها ليست طبيبة .
وكان التنظيم الارهابي قد حول جناح الولادة بالمستشفى إلى غرفة طوارئ خاصة بمقاتليه وأعطى الطاقم الطبي غرفة صغيرة للولادة، و كان يجبر النساء على دفع 21 ألف دينار داعشي (نحو 40 دولارًا)، مقابل رعاية الولادة التي كانت تقدم مجانا في الماضي.
وقالت ام قاسم: ""دخلت امرأة ليس معها نقود وكانت في حالة حرجة وتحتاج إلى الذهاب إلى غرفة الولادة على الفور. فرفضت رئيسة القابلات التي عينها تنظيم داعش السماح لها بالدخول لذا قمت بالتهديد بالانسحاب إذا لم يتم قبول المرأة"، واضافت :"كنت أعرف أنني أخاطر بحياتي، لكن لو لم أفعل ذلك لكانت المرأة وطفلها قد ماتا".
واشارت ام قاسم" الي إن داعش سلمت وحدة الولادة لأمراة سودانية ليس لها أي خبرة بأمور التوليد، مما أدي الي الصدام الدائم معها ، وتسبب هروب عدد كبير من الطاقم الطبي بعد سيطرة داعش على المدينة فى خلق فراغ كبير، لدرجة أنها"ام قاسم" كانت تجري بنفسها عمليات ولادة قيصرية للكثير من النساء.
لكن معاناة أم قاسم من تنظيم داعش الارهابي لم تقتصر علي المستشفي فقط ، بل امتدت الي منزلها الذي استولي عليه عقابا لها، بالاضافة الي اها فقدت خمسة من اولادها الثمانية بسبب تنظيم داعش الذي قتلهم في عمليات ارهابية .