تنتشر الأكشاك في مختلف الشوارع بطريقة عشوائية، لتمثل الظاهرة صداعًا مزمنًا في رأس الحكومة التي تسعى للقضاء على العشوائيات.. وصلة نور من أقرب عامود كهرباء وغرفة "متر في متر" أمامها يتراص عشرات الكراتين المحملة بالبضائع وإلى جوارها ثلاجة عرض للمشروبات الغازية، ذلك المظهر كفيل بإحداث الظاهرة التي تُكافح الجهات التنفيذية للحد منها.
وخلال جولة ميدانية فتشت فيها "أهل مصر" عن الأكشاك المنتشرة في عدد من المناطق في مصر، تم رصد الظاهرة ومواجهة المسؤولين الذين شخصوا سبب الأزمة ووعدوا بتقديم الحلول، والبداية من مدينة 6 أكتوبر، حيث تجلس سامية أمين مطر صاحبة الـ44 عامًا، في كشكها الضيق محشورة بين بضائعه المتراصة بعشوائية، تقول: "أعيش أنا وزوجى العامل البسيط حياة بسيطة، ورزقنا الله بثلاث من البنات، نسعى بكل كرامة على تربيتهم وتحقيق الحياة الكريمة لهم".
- سامية: جوزي أصيب بمرض فعملت "كشك"
تتذكر "سامية" خلال حديثها لـ"أهل مصر" كيف كانت بداية الحكاية مع "الكشك": "عشنا سنوات أنا وزوجي على الحلوة والمرة، إلى أن أصيب بعدد من الأمراض جعلته في حاجة لإجراء عملية وزراعة قرنية في عينه الأمر الذى أجبره على الجلوس بالمنزل، دون أن يكون لدينا أي مصدر دخل".
وتضيف "سامية" التي تعاني من إعاقة شلل أطفال أصابتها منذ صغرها: "ازداد الأمر سوءًا بعدما تدرجت البنات في المراحل التعليمية المختلفة، لتصبح ابنتي الكبرى فى الصف الثالث الإعدادي، والوسطى بالصف السادس الابتدائي، بينما بنتي الصغرى بالصف الأول الابتدائي، ولم يكن أمامي سوى أن أفكر في مصدر رزق يساعدني على الحياة".
وتتابع السيدة الأربعينية: "فكرت في أن أقيم كشك بالقرب من محل إقامتي، حتى أتمكن من كسب اللقمة الحلال، وبالفعل شرعت في إجراءات الحصول على رخصة للكشك، وبحمد الله تمكنت من الحصول عليه، وذلك بعد العديد من السيناريوهات من موافقات الوحدة المحلية والطرق والأمن، وغيرها من الموافقات، وفي النهاية حصلت على الرخصة في 31 يوليو العام الجاري".
- عشوائية الأكشاك تحاصر مبنى رئاسة حي الأزبكية
وفي محيط مبنى رئاسة حي الأزبكية بالقاهرة، رصدت "أهل مصر" ما يسمى بـ"حق المشاة" فأولى المناطق بتطبيق القانون هي محيط مبنى رئاسة الحي، والتي يبدأ منها العمل إلا أن الواقع غير ذلك، حيث تنتشر الأكشاك التي تلتصق ببعضها بالشوارع المجاورة لحي الأزبكية، فالشوارع التي تحيط مبنى الحي يتواجد كشك كل مترين وأحيانا تجد 3 أكشاك ملتصقة ببعضها، بالإضافة إلى أن كل هذه الأكشاك تحتل الأرصفة وتفترشها ولا تترك موضع قدم لمرور المشاة منها.
وعند مطالعة شروط إصدار تراخيص إنشاء الأكشاك، التي توقفت العاصمة عن إصدارها ستجد من بينها عدم اختيار الأماكن بهذه الطريقة حتى لا تكون بجانب بعضها البعض، وهذا ما يضع علامات استفهام كثيرة عن صحة تراخيص هذه الأكشاك وهل الحي راجع تراخيصها أم لا.
- "تطوير العشوائيات": مليون كشك في القاهرة فقط
المهندس خالد صديق، المدير التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات قال لـ"أهل مصر"، إن هناك ما لا يقل عن مليون كشك في محافظة القاهرة وحدها، بالإضافة إلى المحافظات الأخرى، مؤكداً أن محافظ القاهرة قامت بإحالة المسئولين عن عدم تنفيذ قرارات الإزالة السابقة حتى 1/8/2018 للتحقيق، وستحيل أي مسئول يتأخر عن تنفيذ قرارات الإزالة أو تأخير اتخاذ إجراءات المخالفات.
وأضاف "صديق" أن العمل بنظام تقفيل الأوراق "فساد واضح"، موجهًا جميع رؤساء الوحدات بعرض تقارير تفصيلية لجميع قرارات الإزالة القديمة والمتأخرة، مؤكدًا أن هناك حملات كبرى لإزالة الأكشاك غير المرخصة والمخالفة، وأن إزالة باقي الأكشاك ستتم خلال الفترة المقبلة.
- خبير تنمية محلية: حالة الفوضى بعد 25 يناير السبب
على صعيد متصل أوضح الدكتور زكريا سالم، خبير التنمية المحلية، أن ظاهرة انتشار الأكشاك ظهرت بكثافة بعد ثورة 25 يناير في ظل حالة الفوضى التي كانت تعاني منها البلاد في الوقت ذاته.
وأضاف زكريا، في تصريحات خاصة لـ""أهل مصر"، أن "الديلر" هو مسمى الأكشاك عند تجار المخدرات والهروين، منوهًا إلى أن الدولة تقوم بحملات أمنية مكثفة للقضاء على هذه الظاهرة، وحرص على توجيه رسالة للمسؤولين بضرورة توفير أمكان خاصة للأكشاك وبشكل معين وثابت على جميعهم، لتمثل فرصة عمل للمواطنين ذوي الاحتياجات الخاصة لتجنب الظواهر الإجرامية من قبل تجار المخدرات والإرهاب. وواختتم زكريا حديثه قائلًا إن أصحاب الأكشاك يدفعون للحي رشوة لكي يستطيع إنشاء كشك في الأماكن غير المصرح بها.
- برلماني: القانون لا ينظم مسألة إنشاء الأكشاك
النائب أحمد حسين عضو مجلس النواب عن محافظة الدقهلية، أكد لـ"أهل مصر" أن القانون لا يوجد به مواد تنظم إنشاء أكشاك للمواطنين، ولكن تأتي تعليمات من المحافظ بإنشائها بمختلف المحافظات لكي يوفر فرص عمل لذوي الاحتياجات الخاصة.
واختتم حسين، بتوجيه رسالة للمحافظين بضرورة التشديد على رؤساء المراكز والمدن بالمتابعة المستمرة لأعمال النظافة والتجميل ورفع القمامة أولاً بأول وإزالة الإشغالات وعدم السماح بالتعدي على الرصيف وإلزام أصحاب المحلات والورش بعدم فرش بضاعتهم بالطريق، مشدداً على إزالة كافة الأكشاك والعشش العشوائية المقامة على جانبي الرصيف.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
