فى تطور سريع للمشهد فى اليمن منذ دخولة النفق المظلم والحرب الأهلية , أطلقت الأمم المتحدة، في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين، نداءً إنسانيًا للدول والمؤسسات المانحة من أجل زيادة الدعم المالي، لتغطية «أكبر عملية إنسانية» تقوم بها المنظمة الدولية في اليمن.
جاء النداء في ختام اجتماع رفيع المستوى على هامش افتتاح الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، شارك فيه ممثلو حكومات أوروبية وعربية، إضافة إلى الولايات المتحدة.
ويعاني اليمنيون أوضاعًا معيشية وصحية متردية للغاية؛ بسبب حرب مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، منسق شؤون الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، إن الأوضاع الإنسانية باليمن «بلغت مستويات خطيرة للغاية».
وتوجه إلى المجتمعين بقوله «أناشدكم أن تدركوا مدى خطورة الوضع الإنساني في اليمن حاليًا»، «أدرك أننا بحاجة إلى إحراز تقدم على المسار السياسي، لكن لحين تحقق ذلك، أطلب منكم موارد لتغطية عملياتنا الإنسانية، حتى لا تتواصل معاناة الشعب الميني».
وتسعى الأمم المتحدة إلى جمع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات، لكن جهودها لم تسفر بعد عن تقدم ملموس.
من جانبها، حذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية باليمن، ليز غراندي، من أن «عشرة ملايين يمني آخرين سيواجهون أوضاع ما قبل المجاعة، بنهاية العام الحالي، إذا لم يتغير الوضع الراهن».
وأوضحت غراندي، خلال الاجتماع، أن «ثلاثة أرباع سكان اليمن يحتاجون إلى شكل من أشكال الحماية والمساعدة، طفل واحد على الأقل يموت كل 10 دقائق لأسباب تتعلق بالصراع».
فيما أعرب جوناثان كوهين، مساعد المندوبة الأمريكية بالأمم المتحدة، عن دعم واشنطن لكافة الجهود الدبلوماسية الأممية الرامية إلى إيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية.
وتابع كوهين «مستمرون في دعم الحل السياسي والضغط على قوات التحالف (العربي) للتوصل إلى حل سلمي للأزمة، وأريد أن أشكر السعوديين والإماراتيين على مساهماتهم المالية لدعم الأنشطة الإنسانية في اليمن».
والسعودية والإمارات هما أكبر دولتين في التحالف العربي، الذي ينفذ عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين، المتهمين بتلقي دعم إيراني.
وقال كوهين إن واشنطن قدمت، خلال العام المالي الحالي، نحو 506 ملايين دولار مساعدات إنسانية لتخفف حدة الأزمة التي يواجهها الشعب اليمني.
من جانبهم، تعهد مندوبو كل من الكويت والسعودية والدانمارك، خلال كلماتهم في الاجتماع، بدعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة.
وأعربوا عن التزام بلدانهم بمواصلة تقديم الدعم المالي لجهود الأمم المتحدة الإنسانية، ومساندة جهود المبعوث الأممي الخاص بالمين، مارتن غريفيث.