جاءت تصريحات وزارة الصحة، أن معدلات الوفيات بمرض الدرن أقل من نصف حالة لكل 100 ألف شخص بالجمهورية، لتدق ناقوس الخطر من انتشار مرض "الدرن" المعدي بين المواطنين.
كما أن تصريحات مدير عام الإدارة المركزية للشئون الصدرية بوزارة الصحة وجدى أمين، أن الوزارة تقدم خدمة متميزة للمريض بالمجان فى المستشفيات وأن جميع مستشفيات الصدر تطبق إجراءات منع العدوى منعا لانتقالها بين المرضى، تؤكد زيادة انتشار المرض.
واستنادا لهذه التصريحات الغامضة اتجهت "أهل مصر" فى أولى جولاتها بمستشفيات التأمين الصحي والصدر في مصر، لمعاينة استعدادات وزارة الصحة لمواجهة هذا الخطر الداهم، وكان "معهد الصدر" بمنطقة إمبابة أولى محطاتها .
في الساعة التاسعة صباحا، اتجهت محررة "أهل مصر" لمعهد الصدر للتحقق من البرنامج العلاجي لمواجهة "مرض الدرن"، وكانت البداية من عيادة "الدرن" والتي تقع على بعد خطوات من باب المستفشى، لتجد الباب مفتوح ولا يوجد طبيب بالداخل ولا مرضى .
تجولت "أهل مصر" بداخل المستشفى والتقت عاملين وممرضين، فيقول أحد العاملين داخل "معمل تحاليل الدرن" بالمستشفى، أنه يوجد بعض الحالات القليلة التي يتم حجزها داخل المستشفى، مؤكدا على وجود بعض غرف عزل داخل المعهد، ولفت العامل أن المعمل الخاص بتحليل مرض "الدرن" يأخذ العينات الخاصة باختبار "البساق" فقط، أما باقية الاختبارات مثل تحليل الدم، واختبار التوبركلين غير موجودة بالمعمل، ليختفى العامل بعد هذا اللقاء تماما، رافضا الإدلاء بأى تصريحات .
إلا أن إحدى الموظفات بالخزينة، نفت وجود أى غرف عزل داخل المستشفى، لافتة إلى أن المستشفى يقع وسط حي سكنى ومن الخطر احتجاز مرضى "الدرن" لإنه معدي.
وأضافت أن المريض يأتي للمعهد للكشف وبعد التأكد من وجود المرض، يتم تحويله إلى واحدة من مستشفيات الصدر إما العباسية أو العمرانية، ونفت الموظفة وجود قرارات للعلاج على نفقة الدولة، حيث أن الدولة توفر علاج "الدرن" بالمجان، مشيرة إلى أن مرضى التأمين الصحي يتم احتجازهم وتوفير العلاج لهم كاملا من خلال البطاقة الصحية .
والتقطت الممرضة المسئولة عن "عيادة الدرن" طرف الحديث، موضحة أن "معهد الصدر" يقدم العلاج بالمجان ولكن لا يوجد حجز للمرضى داخل المعهد.
وبالصدفة التقت محررة "أهل مصر" بإحدى مرضى "الدرن" داخل معهد الصدر، حيث جاءت للمعهد لصرف العلاج الشهرى، فتقول عبير مدرسة في مدرسة ابتدائي، أن والدها كان مريض بـ"الدرن" وكان لا يعلم حتى أجرى التحاليل اللازمة، مؤكدة أن أهم تحليل هو "تحليل الدم" للتأكد من وجود المرض.
كما نفت عبير، وجود غرف عزل لمرضى الدرن داخل "معهد الصدر بإمبابة"، لافتة إلى أنه تم تحويلها إلى مستشفى الصدر بالعباسية، موضحة أنه لم يكن غرف وسراير لاستقبال والدها في البداية، ولكن تم حجزه، حيث أن مستشفى العمرانية تم هدمها .
وعن البرنامج العلاجي الذي تلقاه والدها داخل مستشفى الصدر بالعباسية، فأكدت أنه كان يأخذ 13 قرص علاج في الصباح الباكر قبل الفطار بساعة ونصف، حيث انه تم حجزه لمدة أبعة اشهر، وبعد خروجة تسلم بطاقة لتنظيم العلاج الشهري له من داخل "معهد الصدر بإمبابة"، موضحة أن علاج الدرن لا يباع في الصيدليات الخارجية.
وتابعت، أنها أجرت عمليتين بالغدة واكتشفت أنها مصابة بالدرن في الغدة، وتلقت العلاج اللازم، حيث تم صرفه من من معهد الصدر في إمبابة أيضا .
ومن معهد الصدر بإمبابة إلى مستشفى شبرا العام "كتشنر" التي أكد المسئولون بها أنه لا يوجد علاج لمرضى "الدرن" داخل مستشفيات التأمين الصحي، سواء مستشفى "صيدناوي" أو مستشفى "مدينة نصر" .
ومن جانبه قال الدكتور خالد سمير عضو نقابة الأطباء، إن مرض الدرن ليس من الأمراض التي تستوجب الحجز أو العزل في كل الحالات؛ موضحًا أن خطورة المرض تأتي من ضعف جهاز المناعة للمريض، مضيفًا أنه أحيانا يتضاعف المرض بسبب إصابة المريض بأمراض أخرى كمرض السكري.
ولفت "سمير" إلى أن الحجز يكون للمرضى الذين لديهم مضاعفات، أما باقي المرضى يتلقون العلاج في منازلهم.وعن نقص الأسرّة داخل مستشفى العباسية، قال سمير في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أنه بالفعل هناك نقص في عدد الأسرّة، مشددًا على أهمية زيادة الميزانية لزيادة عدد الأسرّة لـ٥٠٠ ألف سرير.
والسل أو الدرن هو مرض معد شائع وقاتل في كثير من الحالات تُسببه سُلالات مُختلفة من البكتيريا الفُطْرية، وعادة يُهاجم السل الرئة، ولكنه يُمكن أن يؤثر أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم. وينتقل المرض عن طريق الهواء عند انتقال رذاذ لعاب الأفراد المُصابين بعدوى السل النشطة عن طريق السعال أو العطس، أو أي طريقة أخرى لانتقال رذاذ اللعاب في الهواء، وتُعد مُعظم الإصابات بإنها لا عرضية وكامنة، ولكن واحدة من بين كل عشر حالات كامنة ستتطور في نهاية المطاف إلى حالة عدوى نشطة والتي إذا ما تُركت دون علاج، ستسبب وفاة أكثر من 50٪ من المُصابين بها.
والسل مرض، يتم الشفاء منه باستخدام الدواء. ويستغرق العلاج وقتًا طويلاً لقتل جميع بكتيريا السل. ولهذا السبب تستمر فترة العلاج على الأقل ستة أشهر. ويبدأ العلاج في المستشفى، ويستمر بعد ذلك في المنزل .