تأتي جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي الخارجية في الوقت الذي تتوجه فيه أنظار شعوب العالم ومنطقة الشرق الأوسط إلى اجتماعات الأمم المتحدة 2018، حيث يتصدر أجندة الرئيس السيسي في جولته الخارجية عددا من الموضوعات والقضايا الإقليمية والدولية، وجاء في مقدمتها أن السيسي يسلط الضوء على تفعيل مبدأ المسئولية المشتركة تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وكذلك السعي المستمر لمزيد من تفعيل التعاون العربي بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك وتطلعات الشعوب لمعالجة جذرية لأوجه الخلل في الأوضاع الاقتصادية العالمية والقضاء على جذور ومسببات الأزمات الدولية ومصادر التهديد للاستقرار العالمي، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شئونها ومواجهة ومكافحة الإرهاب انطلاقا من المسئولية الأممية المشتركة.
كلمة الرئيس السيسي:
أكد الرئيس السيسي خلال قمة "نيلسون مانديلا للسلام" أمس، في إطار فعاليات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أهمية التكاتف وتحمل المسئولية المشتركة من أجل إيجاد أطر فعالة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات وتعزيز الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان بمختلف أبعادها، والقضاء على الفقر والأوبئة، وتفجير طاقات الشباب وتمكين المرأة بهدف الارتقاء بالإنسان وتحقيق تطلعاته في التنمية المستدامة، وكذلك أهمية التضامن والتعاون الصادق من أجل دحر الإرهاب ومحاربة نزعات التطرف والعنصرية والتمييز والطائفية وتكفير الآخر.
وتأتي تصريحات السيسي حول أهمية التضامن والتعاون الصادق من أجل دحر الإرهاب ومحاربة نزعات التطرف والعنصرية والتمييز والطائفية وتكفير الآخر، لتجدد التأكيد أنه لا يمكن تصور وجود مستقبل للنظام الإقليمي أو العالمي دون مواجهة شاملة وحاسمة مع الإرهاب تقضي عليه وتستأصل أسبابه وجذوره، وتواجه بلا مواربة كل من يدعمه أو يموله أو يوفر له منابر سياسية أو إعلامية أو ملاذات آمنة
نشاط مكثف للرئيس في قمة الأمم المتحدة:
قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، مساء الإثنين، إنه كان هناك نشاط مكثف للرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال اليومين الماضيين، على المستويين الدبلوماسي والثنائي، وأيضا على المستوى المتعدد الأطراف مع عدد من قادة الدول، وذلك خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 73.
وأشار راضي وفقاً لقناة "اكسترا نيوز" إلى أن معظم السياسيين ورؤساء الدول الذين التقى بهم الرئيس السيسي، أشادوا بما حققته مصر من إنجازات، مضيفا أن المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، أشادت أيضا خلال لقائها الرئيس السيسي-بالجهود التي قامت به مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي خلال الفترة الماضية والخطوات الجريئة والإصلاحية في المجال التنموي وسد عجز الموازنة وانخفاض معدل التضخم وما إلى ذلك من مؤشرات اقتصادية إيجابية تحققت خلال فترة قياسية من الزمن.
وتابع متحدث الرئاسة أن الرئيس السيسي حضر، أمس، عشاء العمل الذي نظمته غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصري الأمريكي وشارك فيه عدد من رؤساء وقيادات كبرى الشركات الأمريكية والعاملة في مختلف القطاعات.
وأضاف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن رؤساء وقيادات كبرى الشركات الأمريكية " يعتبروا أن مصر نموذج يحتذى به سواء في استعادة الأمن والإصلاح والتجاوب مع برامج البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وكذلك على المستوى الداخلي في المشروعات التنموية الكبرى التي أنجزت والتي أصبح كل العالم يشعر بها ويتابعها بإعجاب شديد
مركز هام للغاز والبترول
حققت مصر إنجازات كبيرة على صعيد تحقيق تطلعات الشعب المصري نحو تثبيت دعائم أركان الدولة والحفاظ على استقرارها واستتباب أمنها، وإنجاز خطوات ملموسة على صعيد تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي متكامل يعزز الاستقرار المنشود في مؤشرات الاقتصاد الكلي، ويضع حلولا جذرية لمشكلات اقتصادية هيكلية ظل يئن تحت وطأتها الاقتصاد الوطني لعقود طويلة.
وتحولت مصر إلى مركز إقليمي لتداول وتجارة الغاز والبترول على نحو يساهم في تأمين احتياجات السوق المحلي من إمدادات الطاقة، ويدعم التنمية الاقتصادية ويتيح المزيد من الفرص لضخ المزيد من الاستثمارات في هذه الصناعة.
كما تضمن اللقاء حوارا مفتوحا مع رؤساء وقيادات كبرى الشركات الأمريكية الحاضرين، الذين أشادوا بالأداء الاقتصادي المتميز والنتائج التي يحققها برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، معربين عن اهتمامهم بتعزيز استثماراتهم في السوق المصري، والتوسع في مشروعاتهم القائمة.
تائج إيجابية
تضمن اللقاء أيضًا تأكيد رئيس البنك الدولي مواصلة دعم البنك للإصلاحات الاقتصادية التي تطبقها مصر على ضوء جهودها الناجحة في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، والذي أسفر عن تحقيق نتائج إيجابية واقعية على صعيد رفع معدلات النمو وخفض عجز الموازنة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي وتحسين مناخ الأعمال والاستثمار وتوجيه نسبة خفض الدعم لصالح قطاع الخدمات وإقامة المشروعات التنموية على نحو جعل من مصر نموذجاً ناجحاً في تحقيق الاستقرار وفى تنفيذ مراحل الإصلاح الاقتصادي في زمن قياسي وتحت قيادة حكيمة بالتعاون مع البنك الدولي الذي سيستمر في تنفيذ برامج التعاون مع مصر بل وتطوير أطر التشاور والتنسيق بين الجانبين دعمًا لتكملة الإصلاح الاقتصادي وخطة مصر الطموحة للتنمية.
وشهد اللقاء استعراضا لآخر تطورات تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، والمشروعات التنموية العملاقة التي أطلقتها الحكومة المصرية خلال الفترة الأخيرة والتي تساهم في دفع الاقتصاد المصري قدما، مع الاهتمام بتحقيق البعد الاجتماعي فى التنمية، فضلا عن مشروعات التعاون القائمة بين مصر والبنك الدولي في مجالات الصحة والتعليم، خاصة التعليم الفني والتدريب المهني.
كما تم مناقشة سبل تطوير التعاون بين مصر والبنك الدولي في مختلف المجالات خاصة المتعلقة بدعم الجهود المصرية في عملية التحول الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى مساعدة جهود الحكومة في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر.
مصر والإمارات
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد استقبل بمقر إقامته بنيويورك، الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أعرب عن اعتزازه بالعلاقات المتميزة والشراكة الإستراتيجية التي تجمع بين مصر والإمارات، مؤكداً حرص مصر على مواصلة العمل على تطوير تلك العلاقات في شتى المجالات.
وأشار الرئيس إلى أن ما تشهده الدول العربية والمنطقة بشكل عام من أحداث وتطورات غير مسبوقة يدفع بضرورة تضافر الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك، ومواجهة محاولات التدخل في شئون الدول العربية وزعزعة استقرارها.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن الشيخ عبد الله بن زايد أشاد خلال اللقاء بالعلاقات القوية التي تربط بلاده مع مصر، وما يجمعهما من مصير واحد وأواصر أخوة ومودة، مؤكداً أهمية مواصلة العمل على تعزيز أطر التعاون بين البلدين بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين، كما أعرب وزير خارجية الإمارات، عن حرص بلاده على استمرار مستوى التنسيق والتشاور المكثف القائم مع مصر للتصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها الإرهاب، مشيراً إلى أهمية التكاتف العربي والوقوف صفاً واحداً في وجه محاولات تهديد أمن واستقرار الشعوب العربية.
وذكر المتحدث الرسمي، أن اللقاء تطرق إلى بحث القضايا والملفات العربية والإقليمية والموضوعات المطروحة أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ خاصة ما يتعلق بالأزمات القائمة بالمنطقة.
مصر ولبنان
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حرص مصر على دعم أمن واستقرار كافة الدول العربية الشقيقة، مشددا على رفض مساعي التدخل في الشئون الداخلية للدول.
وشدد الرئيس على دعم ومساندة مصر للبنان ودعم قيم الاعتدال وتجنب كافة أشكال التوتر والتطرف المذهبي والديني، واحترام التنوع الذي يميز المجتمع اللبناني.
جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي مع الرئيس اللبناني ميشال عون، وذلك على هامش مشاركة الرئيس في فعاليات الدورة ٧٣ للجمعية العامة للأمم المتحدة.