تسعى إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منذ بداية ولايته لتخفيف الأعباء عنها خارجياً حيث أكدت الولايات المتحدة بشكل مستمر أن الحلفاء العرب يجب أن يتحملوا نفقات تمويل الحماية الأمريكية لهم في الدول المنكوبة مثل اليمن وسوريا وليبيا، لذا كان الرئيس الأمريكي قد طرح خلال قمة الرياض في ابريل الماضي فكرة "6+2" وهي تحالف الناتو العربي النسخة العربية من حلف الشمال الأطلسي، ويضم 9 دول عربية السعودية والكويت والإمارات والبحرين ومصر والأردن وقطر وعمان، والولايات المتحدة وإسرائيل لمحاربة إيران في اليمن، وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد رفض الفكرة بأكملها.
واليوم اثارت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الجدل مرة أخرى بعد أن خرجت بتقرير يفيد بتنفيذ فكرة النسخة العربية من حلف الشمال الأطلسي والذي يدعى الناتو العربي "ميسا" مؤكدة أن الدول العربية الرافضة قد وافقت، حيث لفتت الصحيفة إلى أن قمة الأمم المتحدة اتاحت الفرصة لعقد اجتماعات بين الدول عل هامش الدورة الـ73، خاصة بين الزعيمين الأمريكي والمصري الذين تناقشا في هذا الأمر بشكل لم يعلن عنه واتفقوا على حسب حديث الصحيفة على عدم تغيير مناقشة الناتو العربي يومي 12 و13 أكتوبر المقبل في واشنطن كما كان متفق عليه منذ قمة الرياض.
وقال نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الخليج العربي تيم لندركينج:" لقد تم تعويم الفكرة عدة مرات، وبذلت الإدارة الأمريكية جهوداً كبيرة لتعزيز الفكرة لدى الدول العربية التي لاقت ترحيباً بالأمر في قمة الأمم المتحدة المنعقدة حالياً، بخلاف مصر وعمان الذين مازالوا لم يبدوا رفض أو قبول حتى الآن، رغم تعديل الخطة بخروج إسرائيل ارضاءاً لمصر.
وأضاف "لندركينج" إلى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سيستضيف اجتماعًا مع مسؤولين من هذه الدول على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، مشيراً إلى إن واشنطن تريد الأساس الذي وضعته في يناير ، عندما تستضيف الولايات المتحدة قمة لإطلاق الحلف.
وأكد "لندركينج" أن إحدى المشكلات التي تعوق العملية ، هي الصدع المستمر في منطقة الخليج والأزمة بين الدول العربية وقطر، وعدم التوصل لحل مع مصر وعمان للموافقة حتى الآن، كما أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رفض دخول قطر معهم في التحالف معتبرها دولة داعمة للإرهاب يجب تحيدها مثل إيران.
وقال لندركينج عن العدوان العسكري الذي أطلقته المملكة العربية السعودية وحلفاؤها ، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة ، في مارس 2015: "إنه مناخ لن يحقق تقدم بمفردهم".
لقد قتلت الحرب الآلاف من اليمنيين ووضعت الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية الأخرى في أزمة لتجاهل فظائع الرياض واستمرار صفقات الأسلحة المثيرة للجدل مع النظام السعودي، ومن واجبنا جميعا رفع التكلفة إلى إيران ، وجزء من استراتيجيتنا في إيران يتضمن عنصرًا يمنيًا نرى فيه الإيرانيين يلعبون في مسرح العمليات هذا مع إفلات نسبي من العقاب.
وقال إن "ميسا" ستسمح للولايات المتحدة بزيادة تواجدها البحري قبالة السواحل اليمنية من أجل اعتراض أفضل على ما يسميه شحنات الأسلحة إلى البلاد.
وفي سياق متصل، فهناك بعض الدول تريد تورط مصر في حرب ليست لها للاستفادة من قدراتها العسكرية والدبلوماسية وحنكتها السياسية، كما أن فكرة "ميسا الشرق الأوسط ليست وليدة هذا العام"، حيث أكدت صحيفة وول ستريت الأمريكية في وقت سابق أن فكرة "الناتو العربي" طُرحت على الرئيس السيسي عندما كان مازال مشيراً للقوات المسلحة في زيارة أبو ظبي قبل انتخابات الرئاسة في 2014، وحينها لم يكن له قراراً سياسياً في ذلك ولكن الفكرة طرحت لعرضها على المعزول مرسي حينها ولكن الرئيس السيسي أكد أن القوات المسلحة لن ترضى بذلك فالدولة في حالة حرب مع الإرهاب ولن نكرر أخطاء سابقة، كما أن مصر لن تدخل في تحالف مع إسرائيل لمحرابة دولة عربية أخرى.
وطرحت الفكرة مرة أخرى في قمة الرياض بعدما السابقة في أبريل الماضي، وفضت مصر وعمان الفكرة، حيث أكد الريس السيسي حينها أن إسرائيل رغم معاهدة السلام إلى أنها محتلة دولة عربية شقيقة ولن يقبل المصريين الدخول في تحالف عربي معها، حينها تناقش الرئيس الأمريكي في فكرة ما إذا كان تخرج الدولة اليهودية من الأمر ستقبل مصر!!، فجائه الرد من الرئيس السيسي أن مصر ترفض الدخول في تحالفات عسكرية وهي في حالة حرب مع الإرهاب وأن قراره قبل انتخابات الرئاسة لم يتغير بعد الرئاسة، وأن الحرب في اليمن لن يجلب سوى الخراب، مؤكداً أن المصالح الأمريكية من محاربة إيران لن خص مصر في شئ الآن.
وبعد قمة بلغت المحادثات بين الامارات والسعودية والامريكية مرحلة متقدمة واكتسبت تطوراً، حتى أن مستشار ترامب للأمن القومي المُقال مايكل فلين كان عراب تلك المحادثات التي جرت في نيويورك، ولوقف تلك الأزمة عرضت مصر مقترحاً مقابلاً لفكرة "الناتو العربي" حيث الرئيس السيسي اتفق مع العاهل البحريني حمد بن عيسى خلال زيارته للمنامة مؤخرا على تأسيس "منظمة لمكافحة الإرهاب" تعمل على محاربة الجماعات المتطرفة و"الدول التي تمولها مثل تركيا وإيران، ولاقت الفكرة ترحيباً لكنها لم تكن كافية للوبي الأمريكي لأنها ستمنعه من هدفه الذي يسعى إليه ترامب منذ تقليده لمنصبه وهو خلق صراع شيعي –سني، في المنطقة للسيطرة على الشرق الأوسط، لذا لن تسمح بخلق هذا في الشرق الأوسط أو ستساعد فيه بأي شكل من الأشكال، خاصة وأن مصر تعلم جيداً أن إدخال إسرائيل ضمن تحالف إسلامي ليس إلا تسويف للقضية الفلطسينية ونسفها نسفاً وهذا الذي لن تقبله مصر، فامريكا لاتريد سوى دور مخابراتي من تلك الدول العربية خاصة مصر التي تعلم قوة جهاز مخابراتها ليكون غطاء لدور تريد إسارئيل أن تخفي وراءه للسيطرة على سوريا وفلسطين واليمن بحجة محاربة إيران.
وقال اللواء يحيي الكدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، اليوم الخميس، إن ما نشرته صحيفة " ذا ناشيونال" الإماراتية بشأن اشتراك مصر فى تحالف عسكرى مع تسع دول أخرى من بينهم قطر وأمريكا للتدخل فى اليمن والتصدى للتهديدات الإيرانية لدول الخليج العربى، مازالت فكرة مقترحة ولم يتم اتخاذ أى قرار حاسم تجاهها، مشيرًا إلى أن هذا الاقتراح به موازنات وبحاجة إلى دراسة جيدة ومراجعة لتحقيق الصالح العام العربى وحماية أمنه القومى.
وأوضح" الكدوانى"، فى تصريح خاص لـ" أهل مصر"، أن مصر لن تتأخر عن واجبها الريادى فى المنطقة العربية وبالتالى كل الأطروحات والاقتراحات التى تخدم الأمن القومى العربى والتى تمنع التدخلات السافرة فى المنطقة العربية أمر مرحب به إذا كانت الظروف والدراسات تسمح بذلك، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يتراجع عن رفضه لهذا الاقتراح ولكن المشاورات والمباحثات فى هذا الأمر مازالت مستمرة والرئيس السيسي حتى الآن لم يتخذ أى قرار نهائى فى هذا الأمر ولم نتحالف عسكريًا مع قطر التى نقاطعها، أما عن تورط مصر من قبل الصحيفة الإماراتية للدخول فى هذا التحالف، يعد أمر غير منطقى لأن مصر لا تتورط ولا تنساق لمجرد كلام فى الصحف، والنقاشات فى هذا الموضوع مازالت مستمرة و"مصر مش بتورط فى حاجة ومصر تعلم ردودها راحة فين".