"جنينة الحاجب" آخر ممتلكات عرابي.. هدية "المنشاوي باشا" للقائد العظيم.. وهذه حكاية 40 جنديًا جلبوا أشجار المانجو من "سيلان" إلى الغربية (صور)

اشتهرت محافظة الغربية، بالقصور التاريخية والأثرية في ربوعها، في طنطا والمحلة الكبرى وسمنود، ولكن الأخطار تحوط تلك الأماكن الأثرية والمعمارية الضخمة من كل مكان.

من بين هذه الآثار الصامدة "جنينه الحاجب"، التى أهداها "المنشاوى باشا" لصديقه المقرب القائد "أحمد عرابى"، فى قلب قرية القرشية التابعة لمركز السنطة،على مساحة 40 فدانا، واشتهرت بمحصول المانجو.

"يحيى المنشاوي"، قال إن جده المنشاوي باشا ترك أراضي وقف شاسعة، منها تلك الحديقة التى كانت مهداة لابن الشرقية "أحمد عرابى"، كما ترك أملاكا كثيرة للأوقاف، على رأسها جناين المنشاوي أو (الوزارة) التابعة لوزارة الأوقاف.

وأضاف "المنشاوى"، لـ«أهل مصر»: تعود قصة جنينة الحاجب المزروعة بأفضل أنواع المانجو على مستوى العالم، إلى عام 1883، عندما كان "عرابى" في المنفى بجزيرة سيلان، كانت الجزيرة تابعة للهند، ولم تكن مستقلة ومشهورة بزراعة تلك الفاكهة الغربية "المانجو"، وأرسل القائد أحمد عرابي ثمار المانجو لصديقه المنشاوي باشا.

وتابع: "أعجب جدي بالمانجو"، وأرسل لعرابي باشا يقول له: "هل يوجد شجر لهذه الثمار؟ فقال له "عرابي" نعم موجودة في الغابات ولا تشتل أى "لا يوجد لها مشاتل"، والحل الوحيد لزراعتها اقتلاع الأشجار وزراعتها فى مكان آخر على الفور.

وتابع "المنشاوى": قرر ابن الغربية القائد أحمد المنشاوي، إرسال مركب بحري "وبور بحري للهند"، على متنه 40 جنديًا من عزبة البحر، لصديقه "عرابى" بمنفاه ، وعلى رأسه "الريس مصطفي أبو سعده " مزارع الجنينة، وأرسل معهم 10 رجال بالسلاح، واقتلعوا الأشجار وعالجوها كى تصمد حتى تصل إلى الغربية وتمت زراعتها، وأهداها المنشاوى باشا لصديقه عرابى، وتم زراعه ١١٨٦ شجرة مانجو، من أفخر الأنواع، ويتخطى عمر الشجرة الواحدة 120 عامًا، ومازالت تنتج فى الموسم من 10 كيلوجرامات وحتى 15 كيلو من أجود وأفخر الأنواع، ونافست فى بعض السنوات مدينة الإسماعيلية وكانت منبعًا لذلك المحصور ليس بإقليم الدلتا فقط وإنما بمصر كافة، إلى أن تحولت إلى خراب ودمار، وحاول المستأجرون بيعها، بدون علم الأوقاف، وعندما لم يفلحوا قطعوا تلك الأشجار فى مشهد دامٍ، إلا أن الأهالى تصدوا لهم، وعلى الرغم من بساطة فلاحى قرية ميت يزيد إلا أنهم يفهمون معنى "الأرض كالعرض"، وتلك البقعه من الأرض هى الشاهده على التاريخ وعلى وجود شخصيات عظيمة كالقائد أحمد عرابى والمنشاوى باشا الكبير، والذين تشاركوا فى إعمار الدلتا.

وتابع "المنشاوى": مع مرور الزمن وتتابع القيادات والسياسات آلت تلك الحدائق لوزارة الأوقاف، وأصبحت حرة التصرف فيها، وبدأ تأجيرها لبعض التجار والفلاحين، إلا أن المستاجرين استغلوا فرصة تغاضى الأوقاف عن المرور عليها والتفتيش المستمر، وقطعوا تلك الثروة الكبيرة من الأشجار؛ بحجة أنها لم تعد صالحة للزراعة والإثمار، إلا أن أحد المهندسين الزراعين أخبرنا عن سبب ذبول الحديقة، وهى أن المستاجر يمنع الماء عن الشجيرات؛ وذلك السبب الرئيسى فى وصولها لتلك الحالة المتدهورة، إلا أنها مازالت صامدة أمام تلك الهجمات الشرسة والمجازر التى حدثت لها، ومازالت قادرة على الإثمار مرة أخرى، ولكن بعد علاجها وتنظيف الحديقة من الحشائش والقمامة، ولا نطالب إلا بالحفاظ على تلك الثروة ورفع الإيجار السنوى والذى تستفيد منه الأوقاف، "كيف يكون إيجار 40 فدانًا 5 آلاف جنيه فقط؟، بأى شرع أو قانون تؤجر أراضي الدولة بالخس ويتم الاعتداء على هيبتها.

وتواصلت "أهل مصر" مع الشيخ محمود أبو حبسة وكيل وزارة الأوقاف بالغربية، وقال إنه جرى تشكيل لجنة من الأوقاف ومديرية الزراعة؛ للمرور على حديقة عرابى وإثبات ما إن كان المستأجر يهمل الحديقة أم لا، كما سيتم بحث بند زيادة الإيجار السنوي لتدنيه، إلى جانب وقف العمل فى الحدائق ومعاقبة كل من تطاول على هيبة الدولة بالقطع أو الإتلاف.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً