الألوان دائما ما تمثل موضع اختلاف من فرد لآخر ولعبت إحدى المؤسسات المتخصصة فى جراحة العيون بالليزر، على ذلك لعمل مسابقة تبدو وكأنها سهلة، خاصة عندما يُطلب منك تحديد ما إذا كان اللون الذي أمامك أزرق أو أخضر، لكن المسابقة قد شككت فى أي ثقة قد تمتلكها فى بصرك، حيث وضع علماء البصريات 5 درجات تكاد تكون متشابهة للوهلة الأولى من اللونين الأخضر والأزرق بجانب بعضها البعض، فهذا لا يعني أن لديك نقص في رؤية اللون، ويذكر أنه يؤثر على ما يقرب من ثلاثة ملايين بريطاني.
وأعدت هذا الاختبار Optical Express، المتخصصة في الخدمات البصرية وجراحة العيون بالليزر الذي تمكن من خدع مئات الأشخاص في استطلاع، كجزء من أسبوع الصحة الوطني للعيون، ومن بين الألوان التي سعى ألف شخص من المختبرين لتحديدها، ضمت اللون "تيفاني بلو" القريب من اللون الـ" التركواز" والذى يعد علامة تجارية للمجوهرات، وافترضت حوالي خُمس الأراء المستطلعة أن درجة اللون كان أزرق أنه أقرب إلى اللون الأخضر.
تم طرح اختبار خمسة ألوان باستخدام درجات آخرى من Optical Express طلب من المشتركين تحديد ما إذا كانت إحدى المربعات خضراء أو زرقاء، وأصر ثلثي الذين تم استجوابهم على أن هذا الظل كان أخضر اللون، في حين أن الثلث المتبقي لم يوافق على ذلك وقال إنه أزرق، ومع ذلك فعندما طُلب منهم تسمية اللون المجاور لصورتى اللون الأزرق، أرتفع معدل الذين اعتقدوا أنه أخضر، وأكد خبراء النظارات إن اللون يحتوي على درجات أخضر أكثر قليلاً من اللون الأزرق.
قال ستيفن هنان، مدير الخدمات السريرية في Optical Express: "أليس الدماغ استثنائيا، كل شخص فريد من نوعه ونتيجة لذلك، فإن أدمغتنا تعالج المعلومات بشكل مختلف، عتمادا على كيفية تفسير الألوان، يمكن لشخص واحد أن يراها بطريقة، في حين يراها آخر بشكل مختلف، موضحا أن الضوء يدخل إلى العين، ويمر من خلال العدسة الطبيعية ليقع بعدها على الشبكية، وهى نسيج حساس للضوء في الجزء الخلفي من العين، حيث يتم تحويل الضوء إلى إشارة كهربائية تنتقل عبر العصب البصري إلى القشرة البصرية في الدماغ، ويقوم الدماغ بتفسير الإشارة الكهربائية، مما يعني أن الناس غالباً ما يرون ألواناً مختلفة عن الآخرين، وأضاف هنان"نحن ندرك لون الشئ بناءً على المقارنة بالدرجات المحيطة به، وليس على لونه الفعلي".
جدير بالذكر أنها ليست الحادثة الأولى التى تحدثت عن اختلاف اللون بين الأشخاص، فقام موقع Buzzfeed بعمل استطلاع رأى حول اللون الحقيقى وكانت النتيجة أن 75% من الأشخاص يرونه أبيض وذهبى، والأشخاص ذوو الدماغ الأيسر يميلون للمنطق وعموما متفوقين فى الرياضيات واللغات ويميلون إلى تذكر كلمات أغنية ما عن طريق اللحن، وإذا كنت ذو "دماغ أيمن" فأنت سترى الفستان باللون الأزرق والأسود، والأشخاص ذوو الدماغ الأيمن عموما مبدعون وخياليون ويفضلون الرسم ويميلون إلى تذكر لحن أغنية ما عن طريق الكلمات، وفى بحث أجراه عالم الأعصاب الدكتور، باسكال واليش، من جامعة نيويورك، توصل فيه إلى السبب وراء الاختلاف حول لون الفستان، ويشير البحث إلى أن احتمال رؤية الثوب باللونين الأبيض والذهبي يصبح أكبر لدى الذين يستيقظون مبكرا، مقارنة بمن ينامون لوقت متأخر، أي أن الذين يعتمدون الضوء الاصطناعي سيرون الفستان باللون الأسود والأزرق".
وشملت الدراسة مشاركة أكثر من 13 ألف شخص، وقام فريق البحث بسؤال المشاركين عما إذا كانوا ممن ينامون ويستيقظون باكرا، أم أنهم ممن يتأخرون في النوم والاستيقاظ، ووجدت الدراسة أن "من ينامون ويستيقظون مبكرا ويقضون أغلب يومهم أثناء النهار، سيكونون أكثر ميلا لرؤية الثوب باللونين الأبيض والذهبي، وكانت النتائج أن 4 من أصل 5 مشاركين يعتقدون بأن الثوب باللون الأبيض والذهبي، أما عشاق الليل، الذين تضيء عالمهم الأضواء الاصطناعية، سيرونه بالأزرق والأسود"، وأكد واليش أن "إيقاعات الساعات البيولوجية، والحساسية تجاه الشمس هما العاملان المحددان للألوان.
لمشاهدة الفيديو إضغط هنا