أثارت مدرسة مجدي بن حليم الابتدائية التابعة لإدارة العجمي التعليمية بالإسكندرية، أزمة بعد قيام أحد أولياء الأمور بالتقاط صور تكشف تدهور وتهالك مقاعد التلاميذ "التخت" داخل فصول المدرسة، وقام بإرسال شكوى إلي الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، والذي بدوره وجه على الفور بتشكيل لجنة لمعاينة المدرسة وفحص الشكوى والوقوف على حقيقة الأمر.
وأظهرت الصور التي تم إرفاقها بالشكوى المقدمة إلى الوزير، جلوس الطلاب داخل عدد من الفصول على مقاعد متهالكة وغير صالحة مما قد تتسبب في حدوث إصابات للطلاب وتمزق ملابسهم، وهو الأمر الذي أثار حالة من الغضب بين أولياء الأمور.
وقال هاني ناصف، صاحب الشكوى وولي أمر طالب وطالبة بالمدرسة، إنه عضو بمجلس أمناء المدرسة وأن بداية المشكلة عندما ذهب برفقة أبنائه إلى المدرسة في أول يومٍ دراسي لإيصالهم والاطمئنان عليهم داخل فصولهم فوجئ بعدم جاهزية المدرسة لاستقبال العام الدراسي الجديد حيث المقاعد متهالكة وغير صالحة للجلوس عليها وقد تؤدي لحدوث إصابات للطلاب أو تمزق ملابسهم، متسائلا كيف سيتمكن الطالب من تحصيل العلم والتركيز وتلقي المعلومات وهو غير مطمئن في جلوسه؟!، فضلا عن عدم نظافة الفصول حيث بدأت عملية التنظيف في ثاني أيام الدراسة.
وأضاف "ناصف"، لـ"أهل مصر"، أنه قام بالمرور علي بعض الفصول داخل المدرسة واكتشف أن جميعها علي نفس الوضع السئ الذي عليه الفصل المتواجد فيه نجلته، فتوجه إلي مدير المدرسة ليشتكي إليه من وضع المقاعد داخل الفصول فكان رده بأنه سبق وتقدم بعدة مذكرات إلي الإدارة التعليمية ومديرية التربية والتعليم بهذا الأمر إلا أنه دون جدوي، مضيفا أنه عندما لم يجد جدوي فقام بالتقاط عدة صور تُبرز الوضع السئ داخل المدرسة وقام بنشرها في عدة جروبات معنية بشؤون التعليم عبر تطبيق "الواتس آب"، وإلي وزير التربية والتعليم، وتلقي ردا سريعا من قِبل الوزير والذي أخبره بأنه سيتم تحويل الشكوي لمدير عام التعليم وسيتم فحص وحل المشكلة بشكل فوري.
وتابع ولي الأمر وعضو مجلس أمناء المدرسة، أنه في صباح اليوم التالي وأثناء توجهه إلي المدرسة برفقة أولاده فوجئ بوجود مديرة إدارة العجمي التعليمية داخل المدرسة علي رأس لجنة من مديرية التربية والتعليم لتفقد المدرسة وفحص الشكوي، وبمجرد أن رأته صاحت في وجهه أمام أولاده وعلي الملأ بأن وجوده داخل المدرسة أصبح غير مرغوب فيه وأنها أصدرت قرارا بإقالته من مجلس أمناء المدرسة بالرغم أنه ليس من حقها إقالته من المجلس حيث أن المجلس يتم بالانتخاب وليس بالتعيين، بحسب حديثه، كما قامت بتهديده وطلبت من مدير المدرسة إحضار ملفات أولاده وقالت له: "هتشوف أنا هعمل إيه في عيالك"، كما اتهمته في شرفه وقامت بطرده من المدرسة.
وأردف أنه بعد هذه الواقعة رفض ذهاب أولاده إلي المدرسة في اليوم التالي بعد أن رأي علي وجوههم الخوف والرهبة من دخول المدرسة بعد أن شاهدوا صياح وتهديد مديرة الإدارة التعليمية له داخل المدرسة، مستنكرا مرافقة مديرة الإدارة التعليمية للجنة المرسلة من المديرية لزيارة المدرسة وفحص الشكوي نظرا لأنها المسؤولة في المقام الأول عن الإهمال داخل المدرسة، قائلا: "كيف تقوم بالتفتيش علي نفسها؟!".
وأشار إلى أن التقرير الذي تم تقديمه إلي الوزير بفحص الشكوي تضمن تدليسا حيث لم يتم ذكر المشكلات علي حقيقتها، وأن الصور التي أرفقتها مديرة إدارة العجمي التعليمية بالتقرير المُرسل إلي الوزير كانت لمقاعد حديثة متواجدة في المبني الجديد الذي تم بناؤه حديثا داخل المدرسة وأيضا صور من داخل فصل (3/1) الذي تتواجد فيه نجلته وأيضا من فصل للصف الخامس الابتدائي حيث تم استبدال معظم المقاعد داخل الفصلين لتصويرها وإثبات عدم صحة الصور المرفقة في الشكوي، مما يعد منافيا للواقع، أما بقية الفصول فالمقاعد كما هي متهالكة لم يتم تغييرها.
ولفت إلى أنه رصد أيضا شكاوي عدد من أولياء الأمور بسبب رفض إدارة المدرسة تسليم أبنائهم الكتب الدراسية لعدم دفعهم المصروفات ضاربين بقرار الوزير بتسليم الكتب دون التقيد بدفع المصروفات عُرض الحائط، وأيضا ترفض إدارة المدرسة منح الختم علي "الدفتر" الخاص بالتأمين الصحي لعلاج الطلاب حيث لا يتم ختمه إلا بعد سداد الطالب للمصروفات وهو الأمر المخالف أيضا لقرار الوزير، هذا بالإضافة إلي خروج الطلاب منذ يومين من المدرسة في الساعة العاشرة والنصف صباحا دون أن يكملوا اليوم الدراسي وقبل موعد خروجهم بوقت كبير وذلك بحجة أنه قد حدث خطأ في الجدول.
كما أكد أنه قد تواصل معه نواب أعضاء بلجنة التعليم بالبرلمان لمتابعة سير العملية التعليمية بالإسكندرية ورصد جميع المشكلات داخل المدارس بالمحافظة من أجل مناقشتها والعمل علي حلها.
وفي السياق ذاته، قال أحد أولياء الأمور بالمدرسة، فضّل عدم ذكر اسمه، إن المدرسة تعاني من العديد من المشكلات حيث يوجد عجز في المقاعد ومعظمها متهالكة، كما يجلس 4 طلاب علي مقعد واحد، مضيفا: "الأولاد بيرجعوا من المدرسة ملابسهم متقطعة بسبب تهالك التُخت".
وأوضح أن المدرسة كانت مكونة من 3 مباني وتم بناء مبني جديد ودخوله الخدمة هذا العام، وهو المبني الوحيد الذي يحتوي علي مقاعد جيدة مقارنة بالمتواجدة داخل الفصول بالمباني الأخري وذلك نظرا لحداثة المبني.
من جانبها، قالت نادية فتحى، مدير عام إدارة العجمى التعليمية بالإسكندرية، إنها رافقت اللجنة التي تم إرسالها من قِبل وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية آمال عبد الظاهر، لفحص المدرسة والشكوي التي أرسلها ولي الأمر إلي الوزير، موضحة أن المدرسة مكونة من 4 مباني و48 فصل وأنها أصَرّت علي تفقد جميع الفصول بالمدرسة لفحص الشكوي والاطمئنان علي المدرسة حيث أنها من أكبر المدراس بالإدارة وتقع في موقع جغرافي.
وأضافت "فتحي"، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن اللجنة تأكدت من عدم صحة الشكوي وأنه فيما يخص المقاعد المتهالكة وما تم ذكره في الشكوي بأن الإدارة كل ما تفعله هو إرسال نجارا لإصلاحها، فما هو المطلوب منها إذاً غير إرسال نجاراً لإصلاح المقاعد! كما أن المقاعد غير متهالكة مثلما جاء في الشكوي وأنه تم توثيق تقرير اللجنة بـ 48 صورة توضح حالة المقاعد داخل الـ 48 فصل بالمدرسة وإرسال التقرير إلي مديرية التربية والتعليم لرفعه إلي الوزير.
وتابعت مدير عام الإدارة التعليمية، أن الصورة المرفقة في الشكوي تم التقاطها أثناء أعمال تجهيز المدرسة حيث كان يتم عمل توسعة للمدرسة وبناء مبني جديد وهو مُجهّز وتم دخوله الخدمة لأول مرة هذا العام، كما يوجد 3 مباني أخرين قديمة، لافتة إلي أن المدرسة تستقبل يوميا 4 آلاف طالب في الفترة الصباحية و4 آلاف طالب في الفترة المسائية، كما أنه من المفترض أن يلجأ ولي الأمر صاحب الشكوي إلي الإدارة التعليمية أو مديرية التربية والتعليم لتقديم شكواه لفحصها وحل المشكلة أولا وفي حالة عدم حلها فحينئذٍ يتوجه بها إلي الوزارة ولكنه لم يفعل ذلك.
وأشارت إلى أنها وجدت أن هناك شكوى مقدمة ضد ولي الأمر المذكور صاحب الشكوى، من قِبل أعضاء مجلس أمناء المدرسة، وأثناء تواجدها في المدرسة برفقة اللجنة تم عقد اجتماع مجلس أمناء وتم إقالة ولي الأمر من مجلس الأمناء، كما وجدت مذكرة مقدمة من جانب أمن المدرسة في شهر مارس الماضي وأيضا مذكرة مقدمة من الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة ضد ولي الأمر صاحب الشكوي بسبب تدخله الدائم في شؤون المدرسة وتهديدهم باستمرار.
وفيما يخص عدم نظافة المدرسة، قالت إنه أثناء زيارتها إلى المدرسة اكتشفت وجود بقايا أعمال بناء عبارة عن أحجار صغيرة في فناء المدرسة وعلي الفور تواصلت مع رئيس حي العجمي وتم إرسال "لودر" وتم نقل تلك الأحجار، مشيرة إلي أنها لن تسمح بتوجيه أي إهانة لأبناء ولي الأمر صاحب الشكوي من أي أحد داخل المدرسة وأنه عليهم الحضور ولا شئ يدعو إلي الخوف وأن من سيتعرض لهم سوف يتم محاسبته على ذلك.
وأوضحت أنها تعمل علي توفير مناخ صحي لأولاده ولجميع الطلاب داخل المدرسة، وأنه في حالة وجود أي شكوي فعلي ولي الأمر أن يتوجه بها إلي إدارة المدرسة وفي حالة عدم حل المشكلة يتم التوجه بها إليها في الإدارة وإلي مديرية التربية والتعليم.