لم تكن قرى الصعيد تعرف وسائل النقل الحديثة بل كانت تستخدم الجِمال والإبل والحَمير، وغيرها من وسائل النقل التقليدية حتى فى أفراحها وكافة قضاء مصالحها فى الـ50 عاما الأخيرة، حيث كانت القرى في صعيد مصر هذه الوسائل فى نقل عفش الزوجية والزفاف.
رغم تميزها بالبساطة إلا أن تلك العادات بدأت تعود في أشكال جديدة، ومع تطور العصور انقرضت ظاهرة الحناطير والفرسان والجمال، وحلت مكانها السيارات لزفاف العرائس سواء في القرى أو في الحضر حتى وقت قريب، غير أن إحدى قرى محافظة المنيا رفعت شعار محاربة أسعار تاجير السيارات بعد ارتفاع أسعار الوقود إلى الضعف واستحدثت طريقة جديدة لزفاف العرائس وهي استخدم التوك توك.
غرب مركز سمالوط بمحافظة المنيا تقع قرية العزيمة، وتبعد عن المدينة ذاتها حوالى 10 كم وهى أول قرية في صعيد مصر تستخدم التوك توك فى حفلات الزفاف وليلة الحنة ونقل عفش الزوجية ناهيك على أنها الوسيلة التى تستخدمها الأهالى فى نقلهم إلى وسط المدينة لقضاء حوائجهم أو نقل الموظفين كونها قرية بعيدة عن المدينة بمسافة بعيدة وبأسعار زهيدة لا تتجاوز 3 جنيهات.
إلا أن تلك القرية باتت واقرت فى الفترة الاأخيرة على طمس تلك الظواهر والعادات الجديدة والمتقدمة ورفعت شعار لا للغلاء ومواجة أسعار السيارات.
البداية يتجمع عدد من الشباب المقبلين على الزواج ويتفقون على محاربة جشع سائقي وأصحاب السيارات المخصصة للافراح باستخدام التوك توك بدلا من السيارات الفارهة المؤجرة بعد ارتفاع سعر تأجير الساعة لواحدة من 100 جنيه إلى 200 جنيه، إلا ان لتوك كما قال عبد الله أبو خطرة وعروسه شيماء سيد إنهما استأجرا 10 توك توك سعر التوك توك فى اليوم الواحد 100 جنيه اى ما يعادل نصف ساعة من سعر تأجير السيارة الواحدة خاصة مع الشوارع الضيقة والحارات التى لا تستطيع العربات المرور فيها، أما فتيحى العربي وزوجته علا محمو،د قاما بعمل زفاف بشوارع داخل مركز مطاي وشوارع القرية بالتكاتك.
لم تكن تجربة استخدم التكاتك فى قرية العزيمة والتى تعد اسم على مسمى ملكت العزيمة على مواجهة لغلاء ولم تكن هى وحدها فحسب بل بدت تلك الظاهرة تنتشر فى عدد من بعض الأحياء بمدن المحافظة باستثناء مدينة المنيا، التي تمنع مرور لتكاتك بها كونها عاصمة لمحافظة، إلا أن هناك العديد من القرى بدأت فى استخدام التوتوك فى حفلات الزفاف، كما أوضح أحد شباب القرية.
فيما برر المهندس عويس عطا الله زواج ابنته بالتوك توك لانه يعتبرها وسيلة آمنة وبسيطة ورخيصة فى نفس الوقت أصرت ابنته دعاء على الزفاف بالتوك توك لأنها اعتبرت أنه ظاهرة جيدة وموصلة بسيطة لا تحتاج إلى تكليف عالية الى جانب ان التوك توك يعد من أبرز الوسائل الحديثة فى التنقل لأى مكان وأي شارع وإن كان ضيقا، و لم يكن التوك توك يستخدم فقط فى زفاف العرائس ليلة القران والزفاف بل يتم نقل العروس والعريس الى محلات الكوافير ومقر عقد القران سواء فى الكوشة أو فى المساجد.
أما الشيخ عيسى أو سويلم، أحد أبناء القرية قال :"كنا نستخدم الجمال والكارتات فى نقل عفش الزوجية الان نستخدم التوك فى نقل العفش خاصة الاشياء البسيطة لأن اأسعارها رخيصة بعد أن رتفعت أسعار الوقود".
وبحسب تصريحات علاء الدهشان المدير التنفيذى لإحدى الجمعيات المهتمة بشئون الزواج والأسرة بمركز مطاي ، أن القرية رفعت هذا الشعار محاربة جشع أصحاب وسائقي السيارات فإن القرى المجاورة بدأت تخطو تلك الخطوات التي بدأتها قرية أبو حسيبة فى زفاف العروسين بالتوك توك، ليكون شعار القرية هو شعار "أفراح أبو حسبة بلا سيارات".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
