السينما ليست مجرد مكان للترفية فقط، وإنما تعدد السينمات والمسارح يدل على رفعة الذوق العام داخل المجتمع، وتحتوي القاهرة على العديد من السينمات التي تعود لمئات السنين والتي شهدت على تاريخ طويل من الأفلام السينيمائية التي عبرت عن حال المجتمع المصري بمختلف التطورات التي طرأت عليه.
عام كامل مر على هدم سينما "علي بابا" بحي "بولاق أبو العلا"، والتي اعتبرها أهالي الحي "سينما الغلابة"، حيث اعتاد أهالي الحي الذهاب إليها، لأن تذكرة دخولها يتناسب مع ميزانيتهم بالرغم من أنها تعرض نفس الأفلام التي تعرض في السينمات الكبرى.
يقول أحد بائعي الملابس بشارع 26 يوليو، إنه اعتاد الذهاب إلى سينما "علي بابا"، لافتا إلى أنها كانت شاهدة على أجمل ذكريات حياته، معبرا عن مدى حزنه لهدمها، لكونها كانت ذات طابع خاص تذكره بطعم أيام زمان.
ويقول آخر رفض ذكر اسمه، إن سينما "علي بابا"، لها تاريخ طويل ومكانة كبيرة في نفوس أهالي بولاق أبو العلا، وشيدت في أربعينيات القرن الماضي على يد مجموعة من رجال الأعمال الأجانب، موضحا أنها كانت تعرض 3 أفلام في الحفلة الواحدة.
"سينما زمان لها طعم تاني .. أنتوا الجيل الجديد ما تعرفوش حلاوتها"، بعد تنهيدة طويلة عادت معها ذاكرته 40 عاما للوراء، ليتابع الرجل الستيني حديثه، موضحا أنه كان يسمح لهم بالأكل داخل السينما، فيقول إن العائلة كلها كانت تجتمع لتذهب إلى السينما، حيث كانت أمه تجهز "حلة محشي" وخالته تقوم بتجهيز سندوتشات "البطاطس المحمرة" ويقومون بقضاء السهرة داخل السينما.
أما صاحب الكشك المقابل لمكان السينما، فيقول إنه جاء لهذا المكان في وقت قريب ولكن السينما كانت مازالت موجودة، لكنه لم يكن يدخل إليها لمشاهدة الأفلام التي تعرضها، وكان يكتفي برؤية أفيشات الأفلام التي كانت ترسم عليها.
يعود تاريخ سينما "علي بابا" أو سينما "الكورسال" إلى الأربعينيات، حيثأنها كانت من أوائل السينيمات التي بُنيت في المحروسة، والسينما مبنية على طراز مباني وسط القاهرة العتيقة، ومكونة من طابقين، وبها سلم داخلي يساعد في الصعود إلى الطابق الثاني لمشاهدة شاشة السينما.